نشرت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية تقريراً جديداً تطرقت فيه إلى حادثة إسقاط “حزب الله” لطائرة مُسيرة إسرائيلية من نوع “هيرمز 900” فوق جنوب لبنان، يوم الإثنين الفائت.
وذكرت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمهُ “لبنان24” إنَّ هذه الطائرة هي الخامسة التي يُسقطها الحزبُ في سماء لبنان، مشيرة إلى أنّ “التنظيم كثف خلال الأيام الأخيرة عمليات إطلاق صواريخه المُضادة للطائرات باتجاه مقاتلات سلاح الجو الإسرائيلي التي تُحلق في سماء لبنان، وآخر خطوة في هذه الإطار كانت يوم الثلاثاء”.
واعتبر التقرير أنَّ “حزب الله” يخشى القوة الجوية للجيش الإسرائيلي، وأضاف: “لهذا السبب، حاول الحزبُ لسنوات ثني الجيش الإسرائيلي عن العمل في سماء لبنان وقد نجح جزئياً في هذا الأمر خلال الفترة الماضية”.
وأردف: “منذ حرب لبنان الثانية عام 2006، امتنع الجيش الإسرائيليّ عن مهاجمة أهدافٍ داخل لبنان، سواء من الأرض أو من الجو، فيما قام سلاح الجو بنقل العمليات ضد حزب الله إلى سوريا والعراق ومناطق أخرى”.
إلى ذلك، زعم التقرير أن سلاح الجو الإسرائيلي امتنع منذ العام 2019 عن إطلاق طائرات مُسيرة في سماء لبنان، علماً أن هذه الطائرات تُستخدم لأغراض الهجوم ومهام جمع المعلومات. وإثر ذلك، فإنّ سلاح الجو قام بتغطية هذه الفجوة المتمثلة بعدم تشغيل الطائرات المسيرة من خلال وسائل مُختلفة بدءاً من أنظمة المراقبة على الخط الحدودي مثل بالونات المراقبة، بالإضافة إلى زيادة استخدام الأقمار الإصطناعية وكذلك تشغيل أسراب طائرات الـF35 وهي طائرات شبحية”.
وبحسب التقرير، فإنه “فور اندلاع الحرب في غزة يوم 8 تشرين الأول الماضي، قرّر سلاح الجو التحليق في سماء لبنان من دون أي قيود”، وأضاف: “لتحقيق هذه الغاية، هاجم سلاح الجو منظومات حزب الله المضادة للطائرات، كما قام بتدمير بعض منظومات الدفاع الجوي التابعة لحزب الله، علماً أن للأخير قدرات مضادة للطائرات ويقوم بتشغيلها”.
وفي السياق، ينقلُ التقرير عن أحد مسؤولي القوات الجوية قوله: “طوال القتال، يواصل حزب الله جهوده لإلحاق الضرر بالطائرات الإسرائيلية. كان هذا الحال قبل يومين عندما أطلق الحزب صواريخ مضادة للطائرات باتجاه طائرة حربية إسرائيلية كانت تُحلق في سماء لبنان. عندها، سارع الجيش الإسرائيلي إلى التأكيد على عدم وجود أي خطر على الطائرات، وبعد دقائق قليلة أفاد بأن طائرة تابعة لسلاح الجو هاجمت منطقة صور اللبنانية وقضت على الخلية التي نفذت عمليات إطلاق الصواريخ باتجاه الطائرة. وفي الوقت نفسه، ضرب الجيش الإسرائيلي مستودعات صواريخ جو – أرض تابعة لحزب الله”.
وبحسب التقرير، فإن الجيش الإسرائيلي سيزيد عمليات ضرب ما يُسميها بـ”الأهداف العالية الجودة” في لبنان وتحديداً تلك التابعة لـ”حزب الله”، مشيراً إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي لن يوافق على “تغيير وضعه”، وبالتالي “لن يتنازل عن حرية طيرانه في سماء لبنان”.
ويكشف تقرير “معاريف” أنّ الجيش الإسرائيلي، وبسبب زيادة عدد الطلعات الجوية فوق لبنان منذ بدء الحرب، أنشأ سلاح الجو سرباً آخر من طائرات كوخاف طراز “هيرمز 900″، كما قام منذ اندلاع الحرب بتنفيذ مئات الطلعات الجوية التي نفذتها أسراب “كوخاف” بالإضافة إلى الطلعات الأخرى التي تنفذها مقاتلات الجيش الإسرائيلي.
ويعترف الجيش الإسرائيلي بأن الطائرات بدون طيار هي المركبات الأكثر عرضة للخطر، ويضيف التقرير: “إن تلك الطائرات تطير بسرعة منخفضة، وقدراتها على التخفي والمراوغة منخفضة، لكنها في النهاية مركبة بدون طيار وكل الألم والأسى في سقوط مثل هذه المركبة هو في النهاية مخاطرة محسوبة نتحملها. هنا، يقول مصدر عسكري إننا نعرض الأسلحة للخطر وليس الطيارين”.