العميد جابر: ربيع لبنان المقبل أخطر من الصيف “الساخن”!
في ظل التطورات الخطيرة التي تشهدها الجبهة الجنوبية, والخوف من اتساع رقعة الحرب لا سيّما بعد المطالب الإسرائيلية بشن حرب محدودة على الجنوب اللبناني لوقت معيّن, رأى رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة، العميد الركن الدكتور هشام جابر, أن “العدو الإسرائيلي لن يتجرأ على فتح حرب مع لبنان, ولو كان يجرؤ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو على فتحها لحصل ذلك منذ 8 أشهر, أي مع بدء معركة طوافان الأقصى”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال جابر: “نتنياهو لم يتجرّأ ليكون هو البادئ في الحرب, لا سيّما أن الولايات المتحّدة الأميركية حذّرته من اللعب بالنار, كونها على موسم انتخابات رئاسية, ولا تريد التورّط بحرب إقليمية”.
وعن قيام نتياهو بخطّة, لشن حرب محدودة على لبنان, اعتبر أن “هذا أمر طبيعي جداً, ولكن السؤال المشروع, هل يضمن نتنياهو أن تبقى الحرب محدودة؟ فنائب الأمين العام لحزب الله الـشيخ نعيـم قاسـم، قالها علناً أنه في حال قرر نتنياهو شن حرب على لبنان, سنفتح أبواب جهنّم عليه”.
وأكّد أنه ” إذا قرر العدو اجتياح لبنان برياً, بالمنطق العسكري, يجب أن يسبق ذلك قصف مركّز وعنيف كما حصل في غزة, لذا يجزم بأن نتنياهو لا يمكنه فتح حرب محدودة فقط في الجنوب”.
وتطرّق إلى سبب ممطالة نتنياهو بالصفقة مع حماس، على اعتبار أن الصفقة على الرهائن تؤدي إلى هدنة, الهدنة يعني إنتخابات في إسرائيل, وهذا لا يناسبه, على اعتبار أنه سيخسر بالإنتخابات.
واعتبر جابر أن “فتح جبهة جنوب لبنان, أخطر من غزة, لأن غزة لا تؤدي إلى حرب إقليمية, إلا أن جنوب لبنان حتماً سيؤدي إلى ذلك”, معتبراً أن “جنوب لبنان بيت القصيد, والولايات المتحدة لا تريد التورّط بحرب إقليمية, لأن فتح معركة جنوب لبنان ستؤدي إلى إغلاق مضيق باب المندب من قبل الحوثيين, وقد تتوسّع أكثر وتتدخّل إيران, لذلك لا يمكن لأميركا أن توافق مع نتنياهو على فتح جبهة الجنوب”.
وجزم بأن “حزب الله لا يريد توسعة الحرب, ولكن عندما يقدم العدو على حماقة ما, من الطبيعي أن يتم الرد عليه من قبل الحزب وخلال ساعات”.
وعن استدعاء 50 ألف عسكري احتياطي على الجبهة الجنوبية؟ أكّد جابر أن “هؤلاء في حال قرر نتنياهو تشغيلهم بجبهة لبنان, يحتاجون على الأقل حوالي شهرين من التدريب, ما يعني في حال قرر الهجوم على لبنان, لا يمكن البدء قبل شهر أيلول المقبل”.
وجزم جابر, بأن “صيف لبنان سيكون ساخناً, ولكن الخوف الأكبر على الربيع المقبل, أي بعد تسلم الرئيس الأميركي الجديد, وبمعزل عن هويته أو هوية رئيس الوزراء الإسرائيلي المقبل, فإن العدو الإسرائيلي يحضّر منذ سنوات لشن ضربة كبيرة على لبنان, فعندما يكون هناك إدارة أميركية جديدة, وليس لديها انتخابات, يصبح هناك بحث آخر, فإن الإسرائيلي سيؤكد لحليفه الأميركي أنه لن يرتاح قبل كسر آلة حزب الله العسكرية, ويطالب بإعلان الحرب على لبنان”.