تابع اعتداءات عوكر… مفوضية اللاجئين تتحمل المسؤولية
لا تزال الاستنكارات تتوالى بعد 24 ساعة على الاعتداء المسلح على السفارة الاميركية في عوكر
وحمل المنسق العام لـ”الحملة الوطنية لإعادة النازحين السوريين” النقيب مارون الخولي، في بيان، “مسؤولية العملية الأمنية التي نفذها نازح سوري مسلح ينتمي إلى تنظيم داعش ضد السفارة الأميركية في لبنان، إلى مسؤولي المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في لبنان. كونهم رفضوا إعطاء داتا المعلومات عن النازحين السوريين في لبنان، رغم الاتفاقيات والوعود المقدمة من الجانب الأممي إلى لبنان”
واعتبر أن “حجب تسليم داتا معلومات اللاجئين السوريين إلى السلطات اللبنانية، وفقًا لمعايير حماية الدولة المضيفة من عناصر الإرهاب، وخصوصا تنظيم داعش وأخواته، يشكل كارثة أمنية. نحن نشهد تداعيات هذا الحجب، وآخرها عملية عوكر. التنظيم الداعشي وغيره من العصابات الإجرامية يحتمون ببطاقات المفوضية للتنقل والتخطيط والتنفيذ، ويدركون تمامًا أن المفوضية لم تسلم السلطات اللبنانية أي معلومات يمكن أن تُستخدم لتوجيه المراقبة على حركتهم ونشاطهم بالتالي، كل المجموعات الداعشية والإرهابية والعصابات محمية بفضل حجب المعلومات عن القوى الأمنية اللبنانية، التي تفتقر للمعلومات الأساسية والضرورية لتوقيف المشتبهين، مما يجعلها عمياء أمام هذه المجموعات التي تعمل بشكل مريح وتزرع خلاياها النائمة في لبنان، مستغلة حجب البيانات الشخصية للاجئين، بما في ذلك أسباب لجوئهم، أوضاعهم الأمنية، المناطق التي نزحوا منها، أرقام هواتفهم، وأماكن وجودهم في لبنان”.
و من جهته, أشار النائب فادي كرم، في حديث إلى “صوت كلّ لبنان“، إلى أن “الهجوم على السفارة الأميركية في عوكر لا يمكن أن ينفّذه شخص عادي، بل على الأغلب تمّ من قبل منظمات إرهابية، بانتظار أن تحدد القوى الأمنية بعد التحقيقات من يقف وراء هذه المجموعة”.
وشدد على أن “ضعف الدولة وقوة الدويلة هو السبب الذي يؤدي إلى جعل لبنان ساحة مفتوحة لهذه الجرائم، وإذا لم تبسط الدولة سيادتها على كامل أراضيها وحدودها وتغلق المعابر غير الشرعية سيبقى لبنان معرّضاً لهذه الجرائم”.
أما عن الملف الرئاسي، فلفت إلى أن “مبادرة تكتل “الاعتدال الوطني” كانت الأنجح وأعطيناها الفرصة الكاملة لتصل إلى نهاية سعيدة، لكن كل المبادرات تصطدم بواقع محور الممانعة الذي يقول إنه يمكن أن يفتح مجالاً لرئاسة الجمهورية شرط انتخاب مرشحه ويريد أن يفاوض مع الخارج ويتبادل معه خدمات ليضع يده على السلطة والقرار اللبنانيين”. وقال كرم: “من هذا المنطلق، إنّ الأمور معرقلة، لأن أحداً غير مستعدّ، لا في الداخل ولا في الخارج، لإعطائه هذه الفرصة وتسليمه البلد”.
وأكد أن “القنوات مفتوحة دائماً في الداخل وبين الداخل والخارج”، كاشفاً أن “هناك لقاءات بين النائبين ملحم رياشي وعلي حسن خليل، لكنّها لم توصل إلى نتيجة، لأنّ العائق الحقيقي هو شروط محور الممانعة والرئيس نبيه بري لوضع الأعراف على الدستور، وهذا ما لن نقبل به.
اما نائب رئيس مجلس الوزراء السابق النائب غسان حاصباني فقد اشار الى أنه “كلما “انزرك” الفريق المعروف في لبنان ينبت “داعش”، كأننا أمام “راجح”. وقال: “لم نتفاجأ أن يكون منفّذ الهجوم على السفارة الأميركية مواطناً سورياً، فنحن لم ننس بعد مقتل باسكال سليمان. لكن لا يمكن تعميم صفة إرهابي على كل السوريين. يجب تصنيفهم الى فئات: فهناك من أوراقه قانونية واقامته شرعية وهناك من وجوده غير شرعي. يجب ان نتعامل مع كل فئة بطريقة مناسبة، فالقانوني لا مشكلة معه، أما النازح فإما يعود الى مناطق آمنة في بلده او يرحّل الى بلدان تقبل اللجوء. الأخطر ان هناك من يتلطى خلف صفة النزوح ليمارس أعمالاً إرهابية”.
وفي مقابلة تلفزيونية، رأى أنه “غير معروف من وراء هذه المجموعات المسلحة ومن يحركها. اردف: “ما حصل في السفارة اليوم نتيجة تفلّت الحدود والسلاح المنتشر بشكل عشوائي وغير شرعي. من يقف خلف الهجوم هو من يريد توجيه رسائل الى الخارج. اعتداء عوكر ليس أول حادث بل حلقة من سلسلة حوادث. لذا يجب ضبط الوجود السوري في لبنان لتجنب أمور أكبر قد تحدث”.
رداً على سؤال، أجاب: “متابعتنا كقوات لبنانية لملف النزوح السوري ليست “همروجة” ولم نستفق عليه مع مقتل باسكال سليمان بل هو مسار نعمل لحله منذ مدة. يجب على كل منطقة تطبيق القوانين ويجب توقيف العصابات وكل من يدخل إلى لبنان بطرق غير شرعية. لبنان بلد عبور لا لجوء. لبنان بلد سيادي ولا يمكن للأمم المتحدة خرق هذه السيادة وفرض أمور علينا تخرج عن الاتفاقيات والمعاهدات”.
من جهة أخرى، نفى حاصباني تلقي “القوات” أي رسائل رسمية حول ضربة إسرائيلية ضد لبنان، وقال: “لا أعتقد أن أي وقف لإطلاق النار في غزة سينعكس بسهولة إيجاباً على لبنان. إسرائيل تريد تأمين حدودها الشمالية فإما يحمي “حزب الله” حدود إسرائيل من دون إشكالات أو سوف نرى عملية عسكرية. لا نية لدى الأميركيين في الربط بين غزة ولبنان ومن أدخل لبنان في الحرب لا يستطيع إخراجه منها بسهولة. لن نقبل ان يخرّب “الحزب” البلد كلما أراد وهو تسبب بدمار الجنوب!”.