صحافي بارز يتحدث عن “أسابيع ساخنة”: الإستعداد واجب
إستنكر مدير مكتب الإستشراف الإقليمي للمعلومات الإعلامي عباس ضاهر الهجوم المسلح على السفارة الأميركية في عوكر، وإعتبر أننا “نحن أيضًا مستهدفون لأن الهجوم وقع على الأراضي اللبنانية، ونحن نقدر تدخل الجيش اللبناني السريع والحاسم”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال ضاهر: “لا بد من البحث عمن هو وراء هذا العمل، يقال أنها منظمات متطرفة، ولكن لماذا الآن؟ هل المستهدف هو الدور الأميركي في لبنان والمنطقة؟ فالأميركيون يحضّرون لتسوية ولتفاهم على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، كما يقوم الأميركيون بدعم الجيش والقوى الأمنية، هل هذه التسوية وهذا الدعم هو المستهدف؟”.
وأضاف، “ما حصل يمكن أن يحصل في مختلف دول العالم والوصول إلى محيط السفارة ممكن وطبيعة المنطقة قد تسمح بذلك”.
واستبعد أن “تكون عملية مدبرة من قبل حزب الله إذ لا مصلحة له بذلك، خصوصًا أن المسار الإقليمي بين الأميركيين والإيرانيين قد يؤدي إلى تسويات على صعيد لبنان والمنطقة”.
وإعتبر أن “للجنسية السورية للمعتدين دلالة وقد تدل على قدوم المتطرفين من خارج مناطق النظام، لكن النزوح السوري لا علاقة له بهذا الأمر ولا يجوز وضع جميع النازحين في نفس قفص الإتهام، والذي سيسمح للنازحين بالعودة إلى بلادهم هو رفع قانون قيصر عن سوريا فينتعش الإقتصاد ويعود السوريون للعمل في بلادهم”.
ولفت إلى أننا “في مرحلة استعداد للمفاوضات الآتية حكمًا على مستوى غزة ولبنان، لذلك ترتفع وتيرة المواجهات والخطاب السياسي بين حزب الله وإسرائيل، ويحاول الإسرائيلي الضغط في الميدان كذلك يفعل حزب الله”.
وتابع، “هذا التصعيد سيبقى محدودًا، ولا يعني أننا ذاهبون إلى حرب شاملة، قد تسخن الإستهدافات ولكن لن يتكرر إجتياح العام 2006، والمناطق غير الحدودية ستبقى آمنة ومستقرة وسنشهد موسم إصطياف طبيعي، ولكن مع إسرائيل يبقى الأستعداد واجب”.
وأشار إلى أن “هناك مصلحة إيرانية ضمنية ببقاء الرئيس الأميركي جو بايدن في سدة الرئاسة عكس حلفائها الروس الذين يفضلون وصول دونالد ترامب الذي بعد إدانته القضائية تراجعت فرص وصوله إلى البيت الأبيض بنسبة 10%، وترامب كما بايدن يريد وقف الحرب في غزة ولن يسمح بإستنزاف الخزينة الأميركية”.
وأوضح أن “إسرائيل لها حساباتها الخاصة، وهي مستمرة بشعاراتها المنافية للواقع، ذلك أن جيشها لن يتمكن من تغطية كامل غزة، ستبقى الجيوب تقاتل، وسيدخلون في حرب إستنزاف ما يجبرهم على القبول بالتسوية”.
وأكد أنه “على عكس كل ما يقال تلعب مصر والدول العربية دورًا مهمًا في دعم القضية الفلسطينية فمصر منعت نقل السكان كما رفضت فتح معبر فيلادلفيا إلاّ إذا كان التواجد في الجهة المقابلة فلسطيني”.
وكشف أن “الدور العربي مطلوب في غزة لأنهم وحدهم القادرون على إعادة بنائها، والمملكة العربية السعودية أوقفت مفاوضات التطبيع ورهنتها بوقف الحرب وبتطبيق حل الدولتين كما قدمت الإمارات الدعم اللوجستي في وقت كان فيه أهل غزة بحاجة ماسة لهذا الدعم للبقاء على قيد الحياة”.
وذكر أن “هناك محاولات للتوصل إلى إنتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، والمحاولة جيدة حتى ولو لم تثمر، ورفض الحوار هو كفر بلبنان، ورئيس القوات اللبنانية سمير جعجع حين رفض الحوار إرتكب خطأ إستراتيجيًا، ما يعبر عن ضيق أفقه وعن سعيه إلى لفت النظر والقول أنا هنا”.
وختم ضاهر بالقول: علينا أن ننتظر ونرى ماذا سيحصل، ومن سيتنازل، ومن سيغير المسار والمشهد، في لبنان كل شيئ وارد، وقد ننام على شيئ ونصحو على شيئ آخر، ومصير هذا البلد هو التسوية، لا أحد يستطيع أن يستبعد أحد، ونحن بلد قائم على التوازنات”.