أخبار محلية

يوم 1 أيلول حاسم.. هذه علاقته بـ”حرب لبنان”!

نشرت صحيفة “جيروزاليم بوست” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إنه يجب إنشاء ما يُسمى بـ”إدارة إنعاش شمال إسرائيل”، وذلك بسبب الدمار والأضرار التي لحقت بالمناطق هناك جرّاء الحرب بين الجيش الإسرائيلي و “حزب الله”.
وفي السياق، قالت ميشال كوهين، المديرة التنفيذية لمؤسسة “راشي” التي تعمل على تعزيز المجتمع الإسرائيلي، إنه “لسوء الحظ، تعتقد إسرائيل أنه لا يزال أمامها المزيد من الوقت لبناء خطة للشمال”، وتضيف: “وفقاً للإستطلاعات، فإنّ 40% من السكان لا يريدون العودة إلى مناطقهم المحاذية للبنان أو أنهم يشعرون بعدم الأمان في العيش هناك. هؤلاء لا يستطيعون رؤية أفقٍ لمواصلة حياتهم في تلك المناطق. لقد رأوا الفجوة في نوعية الحياة بين شمال إسرائيل ووسطها، وسيكونُ من الصعب إعادتهم إلى مناطقهم الأساسيّة”.

 

ووفقاً للتقرير الذي ترجمهُ “لبنان24″، فإنَّ مؤسسة راشي تعمل على تعزيز المجتمع الإسرائيلي من خلال دفع الحراك الإجتماعي وخلق فرص متساوية منذ الولادة وحتى العمل، مع التركيز على الأطفال والشباب في المحيط الجغرافي والإجتماعي.
وفي حديثها، تقول كوهين: “نحن نعمل مع العديد من البلديات في شمال إسرائيل. حتى قبل الحرب الحاليّة، بدأنا في بناء خطة لجلب الشركات إلى كريات شمونة، مثل شركة المحاسبة EY، لخلق المزيد من الفرص وتحسين التعليم والتوظيف والثقافة في المنطقة. كذلك، نساعد في إنشاء بنية تحتية اجتماعية للبلديات حتى تتمكن من مواصلة التحسن بمفردها”.

وأكملت: “عندما اندلعت الحرب، قدمت المؤسسة المساعدة الفورية لسكان الشمال والجنوب مع التركيز على تلبية احتياجاتهم. لقد ساعدنا الأشخاص الذين تم إجلاؤهم في الفنادق وأنشأنا حلولاً تعليمية لكل الأعمار. في المرحلة الأولى، استجبنا للطلبات المحددة التي طرحوها، وبعد بضعة أسابيع بدأنا نتحدث معهم حول الخطط الإستراتيجية على المدى المتوسط ولليوم التالي للحرب”.

وأردفت: “نحن نؤمن أنه كلما كانت البلدية المحلية أكثر احترافية وقوة وسليمة مالياً، كلما كانت أكثر قدرة على تقديم الخدمات وخلق الفرص لسكانها. مع ذلك، يتمتع رؤساء البلديات بميزة كبيرة تتمثل في فترة ولاية مدتها خمس سنوات، مما يجعل من الممكن تنفيذ العمليات التي يمكنها بناء المجتمع وتحسينه”.

بدوره، يقول شارون شولمان، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة EY الإسرائيلية: “نحنُ نساعد بلدية كريات شمونة على تقييم مدى الأضرار الاقتصادية والتجارية الناجمة عن الحرب. نحن نتصور إعادة تأهيل المدينة والتقدم نحو النمو الأمثل ونعمل مع المسؤولين لبناء صورة للمستقبل، لتكون جاهزة لليوم التالي. نحن فخورون جداً بالمشاركة في المهمة الوطنية وواثقون من أن الشمال، بكل موارده الفريدة، سيعود إلى الازدهار”.

“المجتمع ينهار”

“التعليم ضروري” جداً كما تقول كوهين، وقبل أن تصبح الرئيس التنفيذي لمؤسسة راشي في عام 2017، شغلت منصب المدير العام لوزارة التربية والتعليم لمدة 4 سنوات، بعد أن شغلت مناصب عليا في قطاع التعليم العام.

وتشير كوهين إلى أنّ يوم الأول من أيلول المقبل هو “تاريخ حاسم”، وقالت: “إذا كانت هناك فرصة لأن يتمكن السكان من العودة، فلن يحدث ذلك إلا إذا كان نظام التعليم في الشمال يعمل بشكل صحيح. وحقيقة أن الدولة تتلكأ ولا تستغل هذا الوقت للتحضير للعودة أمر لا يغتفر. يجب أن يكون الآباء والأطفال قادرين على تصور مستقبلهم”.

وأكملت: “من وجهة نظر أمنية، لا يمكن ضمان أي شيء في الوقت الحالي، لكنهم بحاجة إلى معرفة أنه يتم الاعتناء بهم. إذا لم يتم فتح الأطر التعليمية في الشمال في بداية شهر أيلول، فلا بد من إيجاد بديل لإعادة توحيد المجتمع”.
وتضيف: “من المؤسف أن جهود الحكومة في الشمال تراجعت عن تلك الموجودة في الجنوب. إن المسؤولين لا يقومون ببناء إدارة للتعافي لأنهم لا يعرفون متى سيكون من الممكن العودة. ومع ذلك، كان ينبغي عليهم بالفعل إنشاء إدارة للعمل مع رؤساء البلديات وبناء خطة للسكان”.

وقالت كوهين: “على النقيض من سكان الكيبوتسات الجنوبية، الذين يعيشون كمجتمعات موحدة، فإن سكان الشمال منتشرون في كل أنحاء البلاد. إذا لم تتحمل الدولة مسؤوليتها، فسيكون من الصعب جدًا مساعدتهم”.

كذلك، توضح كوهين إن هناك 3 سيناريوهات محتملة لسكان الشمال، الأول هو نهاية الحرب والعودة إلى الحياة الطبيعية، وهو ما لا يبدو واقعياً في المستقبل القريب، أما السيناريو الثاني فخلاله سيضطر السكان إلى العودة والعيش هناك مع استمرار القتال على مستوى ما، كما حدث في الجنوب. في ما خص السيناريو الثالث، فيشير إلى أنه ستكون العودة مستحيلة، لكن سيتم خلق استجابة للمجتمعات ككل.

وتعليقاً على هذه السيناريوهات، تقول كوهين: “لا يوجد حل مثالي. خذوا، على سبيل المثال، أطفال كريات شمونة. وبدلاً من التوزع بين 200 فندق، يجب علينا الاستعداد خلال هذه الأشهر وإنشاء مدارس بديلة في منطقة معينة للحفاظ على التجربة المشتركة للأطفال والمجتمع. علينا أن نبني خطة لهم”.

وأكملت: “حتى لو لم يكن هناك حل سياسي أو أمني في الأفق، فمن غير المتصور أن يضطروا إلى الانتظار حتى نهاية الحرب. يجب على الدولة أن تتخذ خطوات لبناء الثقة لمساعدة المجتمعات الشمالية”.

 

لبنان24

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى