في اليوم الثالث من تسجيل المرشحين للفترة الرابعة عشرة للانتخابات الرئاسية الإيرانية، فاجأ العضو البارز في مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، ومرافقه، وحيد حقانيان، الجميع بالحضور في مقر الانتخابات، وقام بالتسجيل لخوض الانتخابات الرئاسية.
وبدأ اليوم الثالث من التسجيل عند الساعة الثامنة صباحا في مقر الانتخابات بوزارة الداخلية الإيرانية، ورغم أن الشخصيات السياسية عادة ما تتوجه إلى وزارة الداخلية في الصباح الباكر وتقوم بالتسجيل، إلا أن وكالة مهر للأنباء ذكرت أن الصحافيين كانوا ينتظرون، وكأن هناك أنباء خلف الكواليس تسربت إليهم ويبدو أنهم كانوا يبحثون عن عضو مكتب المرشد “الجنرال حقانيان”.
أول من سجل اليوم كان النائب السابق أحمد رسولي نجاد، عضو مجلس إدور وبعد ذلك تداولت وسائل الإعلام صور وحيد حقانيان، المعروف بلقبي “الجنرال وحيد” و”السيد وحيد”.
حقانيان هو أحد القادة العسكريين السابقين الذي ورد ذكره كمساعد “الشؤون الخاصة” لشؤون المرشد الإيراني لسنوات عديدة وكان يظهر وهو يرافق المرشد في معظم زياراته وفي الكثير من المراسم التي يشارك فيها، وقدمته صحيفة “شرق”، اليوم السبت، على أنه “أحد مسؤولي بيت المرشد”، وأشارت إليه صحيفة “اعتماد” باسم “الجنرال”، وكثرت لسنوات الشائعات حول دوره ونفوذه في مكتب المرشد، ويوصف بأنه اليد اليمنى لخامنئي.
في 4 تشرين الثاني 2019، فرضت وزارة الخزانة الأميركية عقوبات على 9 أفراد “مقربين من المرشد خامنئي، وفي مقدمتهم حقانيان. وبحسب بيان وزارة الخزانة، فقد لعب هؤلاء الأشخاص دورا في عمليات “القمع داخل إيران وخارجها”.
وذكر البيان حقانيان باعتباره “اليد اليمنى” للمرشد، وجاء في البيان: “حقانيان هو قائد عسكري سابق يعمل مساعدا تنفيذيا للمرشد علي خامنئي. وعادة ما يرافق الأخير في المناسبات الاجتماعية”.
وإلى جانب حقانيان، دخل النائب الإصلاحي الذي ينتمي للقومية التركية الآذرية، مسعود بزشكيان، إلى مقر الانتخابات بوزارة الداخلية للتسجيل، وكان قد قال في وقت سابق إنه لن يترشح.
وفي اليومين الماضيين، من بين جميع الأشخاص الذين تقدموا إلى مقر وزارة الانتخابات، تم قبول تسجيل 9 مرشحين فقط.
وأعلن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية الإيرانية أن باقي المتقدمين لم يستوفوا شروط التسجيل.
وسجل حتى الآن علي لاريجاني ومحمود أحمدي بي غش ومحمد خوش تشهره وعبد الناصر همتي وسعيد جليلي وقدرت علي حشمتيان وعباس مقتدائي ومصطفى كواكبيان ومحمد رضا صباغيان.
يرى محللون للشأن الإيراني أن المنافسة ستنحصر بين الرئيس السابق للبرلمان الذي يمثل التيار المعتدل علي لاريجاني والرئيس السابق للوفد المفاوض النووي الإيراني الذي يمثل التيار المتشدد سعيد جليلي.
إلى ذلك بدأ السجال الانتخابي بين المرشحين، وبعد تصريح لاريجاني في وزارة الداخلية بأنه “من أجل التغلب على العقبات، يجب أن نتجاوز الأساليب التي عفا عليها الزمن”، واستخدامه لهاشتاغ “نحلق فوق”، هاجمه بشدة أنصار الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي، وهم من أنصار سعيد جليلي، حيث فسر هؤلاء الهاشتاغ على أنه “سخرية” من سقوط مروحية الرئيس والوفد المرافق له، ما اضطر لاريجاني أن يكتب: “من أجل نمو البلد وتطوره، يجب أن نحلق فوق النقاشات الهدامة والسلبية، ونغير أجواء الانتخابات بشكل نهائي لتصب في إعطاء صورة لمشاكل الناس وتقديم الحلول الحقيقية لها”، واصفا رئيسي ورفاقه بـ “شهداء الخدمة”، على حد وصفه.
لكن هذا الرد لم يحسم الأمر، كتب جليلي ساخرا من لاريجاني: “لا يمكن لأحد أن يقول إنني أبحث عن مصالح الشعب، لكن رغم كونه مسؤولا عن البرلمان لعدة سنوات، لم يقدم ملفه في مجال مكافحة الفساد، لقد لجا الرئيس السابق للمجلس الشورى (البرلمان) إلى (تشات جي بي تي)”، في إشارة إلى خارطة من برنامج الذكاء الاصطناعي ” تشات جي بي تي” نشرها لاريجاني تظهر توجهه إلى مقر التسجيل ثم إلى مقر رئاسة الجمهورية.
وكتب لاريجاني على منصة إكس ردا على جليلي: “لقد طرحت سؤالك على ChatGPT، وقد أعطى إجابات كاملة نسبيا، وبالطبع كانت هناك بعض الأجوبة مفقودة، آمل أن يكون مفيدا لكم”.