خبير دولي يتحدث عن “تصعيد ما بعد عزاء رئيسي”: أشهُر صعبة وحامية
رأى أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خطار أبو دياب انه “كما في معظم الحوادث المماثلة التي يقتل فيها مسؤولون رفيعي المستوى، تُطرح التساؤلات، ولكن التقييم الأولي للحادث ينفي وجود أية إشارات لإطلاق الرصاص على الطائرة ويفيد أنها إرتطمت بمرتفع، على الرغم من أن التقرير لم يحدد أسباب الهبوط سواء كانت الأحوال الجوية أم عطل فني”.
وفي مقابلة عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر” قال أبو دياب: “سيترك مقتل الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي فراغًا في السلطة ولا توجد شفافية تسمح لنا بمعرفة كيف ستُرتب الأمور في الداخل، وما نعرفه حقًا هو إلتصاق رئيسي بالمرشد الأعلى للجمهورية الإيرانية السيد علي خامنئي ما أعطى إيران دفعًا كبيرًا، وكان الراحل مؤهلاً لخلافة المرشد، أما حاليًا قد يكون النائب الأول للرئيس محمد مخبر هو الأوفر حظًا في خلافة رئيسي”. وبالإنتقال إلى موضوع غزة لفت أبو دياب إلى أنه “منذ 7 أوكتوبر بدأ صراع مفتوح بين الأطراف في غزة وكل طرف يحاول تحسين شروط التفاوض للوصول إلى التسوية وإعادة ترتيب المنطقة بما يناسبه، والضربات والمعركة في فلسطين مستمرة وإيران تخشى في هذه الفترة تصعيدًا إسرائيليًا”.
وأكد أن “الرهان الأساسي على إنتهاء المعارك لا يمكن أن يكون عسكريًا، لأن ذلك سيدمر صورة إسرائيل، وتعلم هذه الأخيرة جيدًا أن تكلفة الحرب على لبنان ستكون كبيرة، كما أنه حتى الآن لا ضوء أخضر أميركي يسمح بذلك، كما ليس من المؤكد أن الهجوم العسكري سينهي الصراع وسيعطي الأمان الدائم لسكان شمال إسرائيل، وبالتالي لا بد أن يكون الحل سياسيًا عن طريق إيجاد ترتيبات تنزع فتيل الصراع”. وتابع، “في رأيي الصراع مفتوح والمواجهة حامية وكل شيئ يتوقف على كيفية تطور الحرب في غزة، والعام 2024 سيكون عامًا صعبًا يحمل مواجهات كبيرة”. وإعتبر أنه “لا توجد دولة كبرى تهتم لأمر لبنان مثل فرنسا، قد يكون إهتمامها لأسباب تاريخية أو بداعي الفرنكوفونية او حتى لمصالح دولية، غير أن إهتمامها هذا ترجم فشلاً منذ إنفجار المرفأ في 4 آب وحتى اليوم، ويحاول الرئيس الفرنسي إيمانويال ماكرون القيام بأية مبادرة قد تساعد في إنقاذ لبنان، لكن هذه المسالة هي في يد اللبنانيين وفي يد الدول الإقليمية المؤثرة”. وأضاف، “تطمح فرنسا إلى تنفيذ القرار 1701 بهدف تجنب الحرب على لبنان، وهي تتواصل مع إيران وحزب الله لأجل ذلك، كما تطمح إلى إنتخاب رئيس للبلاد خصوصًا أن هذا البلد لا يمكن أن يعتاد على الفراغ والشغور، المطلوب هو التوافق على مرشح ثالث وإلاّ لن نستطيع الإستمرار”. وكشف أن “القرارات الدولية وقرارات المحكمة الجنائية توتر إسرائيل وتدفعها إلى التصعيد، لأن هذه القرارات تؤدي بها إلى المزيد من العزلة الدولية، وحتى الآن إعترفت 15 دولة أوروبية بدولة فلسطين من أصل 27 ليصبح مجموع الدول المعترفة عالميًا 150 دولة، في المقابل تحاول إسرائيل التهرب من القبول بدولة فلسطينية، وحتى اليوم الدولة الفلسطينية هي دولة نظرية، والحل الوحيد هو في تغيير العقلية الإسرائيلية الحاكمة”. وختم الدكتور خطار أبو دياب بالقول: “لو تمكنت الولايات المتحدة الأميركية ودول أوروبا من التعجيل في الإنتخابات في إسرائيل لفعلت، ولكني أعتقد أنه لن يطول الأمر برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قبل أن يتقاعد”. |