مقالات

إغتيالات ونفوذ؟.. هذا ما ينتظر “حماس” في لبنان!

محمد الجنون - لبنان 24

إن تحقق سيناريو انتقال قادة حركة “حماس” إلى لبنان بعد انتهاء حرب غزة، فإن ذلك سيكون بمثابة تمهيدٍ لـ”سلطة جديدة” داخل لبنان بإمرةٍ فلسطينية.

المسألة هذه ليست سهلة أبداً وغير عاديّة، فدخول “حماس” إلى لبنان عبر بوابة القيادات سيجعلها أكثر ثباتاً هنا، في حين أن صراع نفوذها مع حركة “فتح” سيتصاعد كثيراً.

نفوذٌ جديد؟

لا يخفى على الفلسطينيين في لبنان أن “التناطح” بين “حماس” و “فتح” لم يخفت خلال حرب غزّة، بل على العكس، إزداد النفور أكثر بين الطرفين. بالنسبة لمصادر في حركة “فتح“، فإنّ دخول “حماس” على الخط في لبنان لن يكون بهذه البساطة، في حين أن سيناريو انتقال قادتها إلى لبنان لن يحصل إلا في حالة واحدة وهي “هزيمة الحركة داخل غزة“.

تلفت المصادر إلى أنه لا يمكن الحديث عن نفوذ أساسي لـ”حماس” داخل لبنان، فأي خروج لمسؤوليها من أماكن تواجدهم الحالية لن يكون ورقة قوة بالنسبة لهم، وبالتالي فإن الرهان على توسيع النفوذ انطلاقاً من لبنان لن يلقى صدى كبيراً في الأوساط الفلسطينية ولا حتى على صعيد الأوساط اللبنانية.

عملياً، فإن ما سيعرقل مساعي “حماس” لتكريس نفوذها داخل المخيمات الفلسطينية في لبنان هو أن الإعتراف اللبناني والعربي يركز فقط على منظمة التحرير الفلسطينية حصراً باعتبارها الممثل الأساسي للفلسطينيين. أما “حماس“، وبعد حرب غزة، فستختلف التوازنات بشأنها حتى وإن كانت هناك نسبة تأييد عالية لها في الشارع الفلسطيني، وهذا الأمرُ بات محسوماً من الناحية الشعبية. بكل بساطة، فإن “جماهيرية حماس” تصاعدت بإجماع كافة مراكز الأبحاث والرصد، لكن ذلك لن يكون كافٍ أو بمثابة مُسوغ لصعود “حماس” إلى مستوى النفوذ.

إندماج في تشكيل فلسطيني حديث؟

تقول المصادر إن بوابة ثبات “حماس” سياسياً لا تكون إلا عبر إندماجها في تشكيلٍ فلسطيني حديث لا يكون مناهضاً لـ”فتح” ولا لمنظمة التحرير كما هو الحال الآن.

إن تم النظر قليلاً في مضمون هذا الأمر، فإنه سيكون مقدمة لتثبيت حيثية “حماس” أقله في الداخل الفلسطيني، وهو الأمر الذي سيُقوّي ورقتها أقله خلال المرحلة المقبلة طالما أن ما زالت تفاوض حالياً على صعيد حرب غزة، وتعتبر جهة حاضرة على طاولة النقاشات بشأن المرحلة المقبلة.

لكن في المقابل، لا تستبعد المصادر أن تكون “حماس” بعيدة عن هذا السيناريو لاعتباراتٍ عديدة تتصلُ بالحرب وحيثياتها. فعلى صعيد الحركة، فإنّ كل ما حصل خلال هذه المعركة كشف لها الكثير من الأمور التي كان عليها معرفتها، وبالتالي من المستحيل تماماً الإنتقال إلى وضعية سياسية جديدة بهذه السهولة من دون الإقرار أولاً بقوتها الشعبية التي تفرض نفسها كواقعٍ على كافة الأطراف الفلسطينية الأخرى.

الإغتيالات.. واردة؟

ما لا تستبعده المصادر هو أن أي دخولٍ لقادة “حماس” إلى لبنان، مهما كان سيناريو انخراطهم هنا أو مدى تحركهم، سيصطدم بمعضلة إغتيالات ستنفذها إسرائيل، ولبنان يعتبر أرضاً خصبة لإتمام هذه المخططات.

في حال تمركز قادة الحركة داخل مخيمات لبنان، فإن إسرائيل قادرة ببساطة وعبر عملائها على تنفيذ الإستهدافات التي تريدها بسهولة. أما في حال ذهبت الأمور نحو احتضان “حزب الله” لقادة الحركة، فإن بيئة الحزب الأمنية والجغرافية ستكون معرضة لخرق أمني إضافي أكثر من السابق، وهذا الأمر سيكون “حزب الله” بغنى عنه خلال الآونة المقبلة لأن الهدف الأساسي بالنسبة له هو ترميم قاعدته الإستخباراتية بعد كافة التصدعات التي مُنيت بها.

في خلاصة القول، فإن أوجه المرحلة المقبلة لن تكون سهلة بالنسبة للبنان، فالتجربة السابقة مع الفلسطينيين عقب اتفاق القاهرة عام 1969 كانت مريرة، وجعلت الوجود الفلسطيني راسخاً حتى يومنا هذا.. فهل سيتكرر هذا الأمر؟ وهل سنكون أمام “حماس لاند” جديدة في لبنان؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى