“تقرير: المجموعات المسلحة تعصف بالشرق الأوسط وتهدد استقرار الدول العربية”
وجدت دراسة نشرتها مجلة “الإيكونوميست” البريطانية أن دول الشرق الأوسط تواجه أزمة خطيرة بسبب الانتشار الواسع للمجموعات المسلحة في المنطقة. حيث يعيش أكثر من ربع سكان الشرق الأوسط، والذين يبلغ عددهم 400 مليون نسمة، في دول تعاني من ضعف في هياكلها السياسية والأمنية، مما يصعب عليها السيطرة على تلك المجموعات المسلحة.
وأشارت المجلة إلى وجود عدة أمثلة على هذه الأزمة، حيث لا تستطيع الدولة في لبنان السيطرة على حزب الله، كما يسيطر الحوثيون في اليمن على مناطق كبيرة منها. وتشهد ليبيا وسوريا والعراق أيضًا وجود مجموعات مسلحة تؤثر بشكل كبير على الأوضاع في تلك الدول.
وتتميز المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط بتعايشها مع الدول التي تنتمي إليها، حيث تسيطر العديد منها على مصالح اقتصادية واسعة، وتتمتع بقدرات سياسية وعسكرية قوية تجعلها قادرة على التأثير في صنع القرارات.
من الجدير بالذكر أن مثل هذه المجموعات، مثل حزب الله في لبنان، يشاركون في الحياة السياسية بشكل رسمي، حيث يمثلون في البرلمان ويشغلون مناصب حكومية، ما يعزز من قدرتهم على التأثير في القرارات السياسية والأمنية.
وتعزى أسباب انتشار المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط إلى ضعف الدول في المنطقة، حيث يستغل تلك المجموعات الغضب الشعبي والفجوات الأمنية والاقتصادية لزيادة نفوذها وسطوتها.
ويرجع بعض الباحثين إلى التاريخ الاجتماعي والسياسي في تلك الدول لفهم جذور هذه الظاهرة، فقد عانى الشيعة في لبنان والعراق من القمع والتهميش لفترات طويلة، مما دفعهم إلى اللجوء إلى المجموعات المسلحة للدفاع عن حقوقهم ومصالحهم.
وفي الختام، يظهر أن المجموعات المسلحة في الشرق الأوسط ليست مجرد مجموعات متمردة، بل هي جزء لا يتجزأ من الساحة السياسية والاجتماعية، مما يجعل التعامل معها أمرًا أكثر تعقيدًا يتطلب حلولًا سياسية واقتصادية شاملة.