الإستحقاق الرئاسي رهن بهذا الأمر!
تتسارع حركة الموفدين باتجاه لبنان وإسرائيل ومصر وقطر وعوصم القرار بحثاً عن تسوية تجنب المنطقة تجرع الكأس المر الذي يبدو أنه بات قريبا في حال فشل المفاوضات الجارية في القاهرة، إلا أنه وسط هذا المشهد يبقى لبنان جزءاً لا يتجزأ من تسوية شاملة لم تتبلور معالمها حتى الساعة.
وفي هذا الإطار, لا يعتقد الكاتب والمحلّل السياسي سركيس أبو زيد في حديث إلى “ليبانون ديبايت” أن هناك حلولاً نهائية وثابتة ومحددة ومعروفة المعالم، فكل ما يجري من حراك ليس سوى عملية جس نبض، وجولة أفق والبحث عن أفكار ومساعي لإيجاد إطار يحتوي الأزمة.
ويرى أن هناك رغبة عند بعض القوى الدولية أن لا تذهب الأمور باتجاه حرب شاملة لأنها بالنتيجة ستكون مدمرة للجميع وتأخذ المنطقة إلى خيارات لا يستفيد منها أحد.
ويعتبر أن هناك محاولة من هذه القوى لكسب الوقت لأنه طالماً أن المعارك الميدانية لم تُحسم وليس معروفاً بشكل نهائي موزاين القوى على الأرض، يرجح أن تكون الحلول والتسويات تبقى مفتوحة على عدة احتمالات.
لذلك لا يتوقّع حلاًّ نهائياً إنما مساعي لاحتواء الوضع تجنباً للوصول إلى حرب مدمرة، ولكن الحل السياسي والنهائي لم يتبلور حتى أن الدول المعنية غير متّفقة عليه.
ويصنّف الحراك ضمن محاولة جمع معلومات من الأطراف كافة في إطار المحاولة لإيجاد اتفاق شامل.
أما فيما يتعلّق بالورقة الفرنسية فهي لم تختلف عن سابقاتها، وهي تأتي اليوم ضمن تقارب أميركي فرنسي لتقريب وجهات النظر بين الأطراف المتنازعة والمعنية مباشرة بالحرب لإيجاد صيغة، لا سيّما أن المفاوضات والاتصالات متشعّبة على أكثر من جبهة.
ويعدّد الحوارات الجارية من الحوار الأميركي الإيراني إلى المساعي السعودية – الإيرانية، إلى المفاوضات على خط غزة والجنوب، فكل هذا الحراك لم يتبلور ولم تتضّح معالمه حتى الساعة، والتي تحتاج جميعها إلى مزيد من الوقت لصياغة اتفاق شامل”.
أما موضوع غزة؟ فيلفت إلى أن “ما يحكمه هو الاتفاق السعودي الأميركي تحديداً الذي لن يتوصّل إلى علاقات دبلوماسة بين المملكة واسرائيل في حال لم يتم التوصل إلى وقف إطلاق نار في غزة واعتراف بالدولتين”.
وإذ يتحدّث عن رغبة سعودية أميركية بالتوصل إلى حل الدولتين إلا أنها تصدم بمدى تجاوب الإسرائيلي وعلى ما يبدو نه ليس واضحاً حتى الساعة مدى تجاوبه لا بل أن إسرائيل لم توافق حتى الساعة على حل الدولتين.
كما أنه في موضوع وقف إطلاق النار هي متريّثة بانتظار ما سينتج عن المفاوضات في القاهرة مع حماس، لأنها مرتبطة بتنازلات متبادلة.
أما فيما يتعلّق بالإستحقاق الرئاسي اللبناني, فيرى أنه غير وارد في المرحلة الحالية إطلاقاً، لأنه مرتبط بمجموعة مسائل لا سيّما موضوع النزوح وتوطين الفلسطينين، فعلى ضوء التسوية التي سيتم تركيبها للمنطقة وعلى أساسها يمكن البحث عن رئيس يتأقلم ويعبر عن الحالة أو التسوية التي سيتوصّلون لها وقبل ذلك لا رئيس للجمهورية لأن اللبنانيين أساساً غير متفقين مع بعضهم البعض. ووفق سركيس فإن الرئيس سيكون جزءاً من التسوية المرتقبة.