كشف وزير السياحة في حكومة تصريف الاعمال، وليد نصار، اليوم الثلاثاء، عن مدى تأثر قطاع السياحة في بلاده بالحرب الدائرة في غزة منذ السابع من تشرين الاول من العام الماضي، مقللاً من تقديرات سابقة تشير إلى تأثرها بنسبة 75 بالمئة حتى الآن.
وحذّر نصار، في حديث ل”سكاي نيوز عربية”، من سيناريو توسع الحرب وانعكاساته المحتملة على القطاع والاقتصاد اللبناني بشكل عام، فإنه تحدث عن موسم صيفي مزدهر في لبنان في حال استقرار الأوضاع الأمنية.
وقال: “الحرب في غزة أثرت ليس فقط على لبنان إنما على الإقليم عموماً، وكل الدول المجاورة”، مشدداً على أن “جميع الدول العربية تأثرت بطريقة مباشرة وغير مباشرة”.
وتابع، “ولأن لبنان، بشكل خاص، منخرط في الحرب في الجنوب، فبالتأكيد هذا الشيء من شأنه أن يؤثر على الحركة السياحية ووصول الوافدين الأجانب للبلاد”.
واستطرد مقللاً من مدى التأثير الراهن: “لكن بالأرقام إذا رأينا عدد الوافدين إلى لبنان مقارنة بين العام 2023 و2024 وكذلك مقارنة بمعدلات كانون الاول 2023 و2022 نجد أن الأرقام ليست بعيدة”.
وقدَّرَ الوزير نسبة التراجع بنحو أربعة بالمئة خلال الربع الأول من العام.
ورداً على الأرقام الصادرة عن وزير الاقتصاد، والتي تشير إلى أن معدلات السياحة بشكل خاص تراجعت بنسبة 75 بالمئة، بينما القطاع يشكل 40 بالمئة من الناتج المحلي، اعتبر، انه “لا أريد أن أناقض تصريحات زميلي الوزير، أتحدث بالأرقام والبنك الدولي يُصدر التقارير، لا يوجد تراجع بنسبة 75 بالمئة”.
وأضاف نصار: “القطاع يشكل نسبة 40 بالمئة من الناتج، وفي هذا العام إذا ظل الأمر، اي الحرب، على نفس الوتيرة دون توسع الحرب وأن تكون محصورة بالشريط الحدودي فقط، وسوف تتراجع نسبة مساهمة القطاع بالناتج بحد أقصى إلى خمسة بالمئة”.
وبالنسبة لمؤشر الحجوزات ونشاطات المؤسسات السياحية والمهرجانات وكل النشاطات الترفيهية التي تقوم بالتحضير لفصل الصيف في لبنان، قال وزير السياحة: “أريد أن أطمئن –وهذه ليست تمنيات إنما هي وقائع- أن صيف 2024 سوف يكون مزدهراً شريطة أن يكون هنالك استقرار أمني بالحد المطلوب”.
ورداً على سؤال حول السيناريوهات القادمة لإنقاذ الموسم الصيفي في بلاده إذا لم يتوقف الصراع، تحدث عن تبني الوزارة استراتيجيتين؛ فيما يخص السياحة الداخلية والخارجية.
ونوّه نصار بالعمل الجاري فيما يخص السياحة الداخلية، من أجل تنشيطها، موضحاً أن “ذلك جزء من برامج طويلة ومستدامة منذ العام 2012”.
كذلك فيما يخص السياحة الخارجية، قال: “نحن نقوم بواجباتنا من أجل أن نكون جاهزين لاستقبال الوافدين من الخارج، وكل المؤسسات السياحية تقوم بكامل واجباتها من أجل أن نكون مهيئين لاستقبال السائحين الوافدين إلى لبنان، اللهم إذا توسعت الحرب، فإن هذا الأمر لا يضرب فقط قطاع السياحة وإنما الاقتصاد اللبناني عموماً”.
وفي سياق متصل، تطرق وزير السياحة اللبناني بالحديث إلى “الحاجة لأكثر من مطار”، بدلاً من الاعتماد على مطار واحد فقط، مشيراً إلى “الآمال الحالية الخاصة بتشغيل مطار آخر، واللجنة المشكلة –وهو عضو فيها- لهذا الغرض”.
ويشار إلى أن القطاع السياحي في لبنان تضرر بسبب الحرب المشتعلة في غزة وفي جنوب البلاد الأمر الذي زاد من التحديات التي تواجه اقتصادها المتعثر.
وكان وزير الاقتصاد والتجارة اللبناني أمين سلام، قد ذكر أن القطاع السياحي تضرر بنسبة 75 بالمئة منذ اندلاع الحرب.
ويشار إلى أن القطاع السياحي بالبلاد يعمل فيه 200 ألف لبناني، وقد سجل العام الماضي 2023 إيرادات بلغت 7 مليارات دولار. واستقطب لبنان في العام نفسه 1.5 مليون سائح.