غازي العريضي يُحذّر من المرحلة الأخطر ودعوة عاجلة
رأى الوزير السابق غازي العريضي أنه “منذ الإستقلال ونحن نعاني من مشكلات سياسية وأمنية وهذا أمر يجب أن نتوقف عنده كلبنانيين لأننا حتى الآن لم نتعلم من التجربة”.
وفي مقابلةٍ عبر “سبوت شوت” ضمن برنامج “وجهة نظر”، قال العريضي: “بحسب السفير الأميركي السابق في لبنان دايفد هيل يفرط اللبنانيون بالإنقسام، وبالتالي علينا القيام بمراجعة ذاتية لسلوكنا منذ بداية الحرب حتى الآن وعلينا أن نعتبر من اخطائنا”.
واستبعد العريضي إمكانية تجدد الحرب الأهلية في لبنان “لأن لا قرار خارجي بالحرب رغم الأجواء العامة المهيأة، والمواقف المتجهة نحو الحسابات الضيقة، أما في العام 1975 فقد كان هناك قرار دولي بالحرب وبتصفية القضية الفلسطينية”.
وإعتبر أنه “لا يمكن لأي فريق داخلي لبناني إستخدام القوة لأجل تركيع الفريق الآخر، وعلينا بالمقابل إرساء شراكة تحيي هذا التنوع اللبناني الفريد، ولقد جربنا كل شيئ في الحرب ولا بد لنا أن نكون قد تعلمنا منها، جربنا كل شيئ وإستخدمنا كل شيئ وذهبنا في النهاية إلى طاولة الحوار”.
وشدد على “ضروت الإحتكام الدائم إلى الدولة ومؤسساتها رغم الهريان الحاصل في داخلها لأن لا حل لنا سواها وعلينا تقبّل ما تقوله”.
وأضاف، “أنا أتفهم ردة فعل الناس في منطقة جبيل الحساسة، ولكن كمسؤولين علينا أن يكون خيارنا دائمًا الدولة، والذي بإمكانه وضع حد للإنفعال هو القائد السياسي، وأنا اتفهم تحليل الدكتور سمير جعجع لمنطق الأمور، ولكنه في الوقت عينه مسؤول عن ردة فعل الناس”.
وتابع، “قدمت الدولة الحقائق للرأي العام ولحزب القوات اللبنانية، وبالتالي لم يكن على القيادة الحزبية إستباق الأمور والتطرف في ردات الفعل، و من الجيد أنها إستدركت لاحقاً في ما يختص بعدم التعدي على النازحين السوريين”.
ولفت إلى أن “جعجع تعرض للظلم في مرحلة معينة من تاريخه السياسي يوم إتهم بتفجير كنيسة سيدة النجاة وتعرض إلى تجربة كبيرة، غير انه لازال يتصرف على المستوى الإستراتيجي كما في السابق لم يغير شيئا في أدائه”.
وأمل العريضي أن “لا تتكرر هذه الأحداث وأن نكون أكثر مسؤولية كي لا ننجر إلى حيث لا نريد، وكنت أتمنى على السيد حسن نصر الله، بموقعه الكبير الذي يفرض عليه التعاطي مع المسألة بطريقة أعلى من الطريقة التي تعاطى بها، أن يكون كلامه أكثر هدوءًا كي لا يصب الزيت على النار”.
وأوضح أننا “محكومون بالحوار ورفضه خطيئة حتى لو لم يؤدي إلى نتيجة، ومن الضروري البحث عن تركيبة سياسية تحمي لبنان، والخوف أن نصبح في غاب بلا شريعة وبالتالي الجميع معني بالتلاقي”.
وأردف، “يمثل سمير جعجع حالة سياسية في البلد، والتعاطي مع الحزب على أنه حالة عرضية لا تؤدي بنا إلى إستقرار سياسي، وواهم من يعتقد ان تقسيم البلد إلى دولتين او الطلاق قد يحصل في لبنان أو يكون هو الحل”.
وأشار إلى أن “التهديدات الإسرائيلية للبنان قائمة منذ العام 1948 أي قبل حرب غزة بكثير وتطبيق القرار 1701 يجب أن يبدأ بالإنتهاكات الإسرائيلية التي لم تراعه يومًا، وإن أراد المجتمع الدولي تطبيقه فعليه تطبيقه بالكامل وعلى جميع الأطراف، فالمقاومة حتى اللحظة تلتزم قواعد الإشتباك في حين أن إسرائيل ترتكب كل الإنتهاكات بتغطية من الولايات المتحدة”.
وحذّر من “رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، فبرأيه “هو من أخطر السياسيين الإسرائيليين، وهو يأخذ الرئيس الأميركي جو بايدن رهينة على أبواب الإنتخابات الرئاسية الأميركية، لذلك هو يفعل ما يشاء ولا يجيب على أحد”.
وكشف أن “العالم اليوم يحبس انفاسه بعد أن إتخذ القرار الإيراني بالرد على الإعتداء الإسرائيلي على القنصلية الإيرانية في دمشق، فأي خطأ قد يؤدي إلى إنفجار المنطقة، وعلينا كلبنانيين أن نقوم بما يحمي بلدنا وأن لا ننجر إلى الحرب”.
وتخوّف من الذهاب إلى فوضى في المنطقة، “فالعرب رهائن عند إسرائيل وأمنها يعلو على أي إتفاقية سلام، وبالنسبة لنتنياهو، الإتفاق مع العرب يؤدي إلى الإتفاق مع الفلسطينيين، وهو لا يتحدث عنهم كشعب فلسطيني له الحق بأن تكون له دولة”.
وختم الوزير السابق غازي العريضي بالتأكيد على أن “لا علاقة بين إنتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية وحرب غزة، لأن المشكلة كانت قائمة قبل بدء الحرب، وعلينا كلبنانيين أن نساعد أنفسنا وإلاّ لا رئاسة في لبنان”.