عشية ذكرى 13 نيسان: على مشارف حرب… ولكن على السوريين؟
على الرغم من أن عدد الموقوفين في جريمة خطف وقتل باسكال سليمان منسّق “القوات اللبنانية” في جبيل، وصل إلى 9 سوريين، إلاّ أن وقع هذه الجريمة انحصر في الإطار اللبناني الداخلي، وتشعبت تداعياتها ودلالاتها إلى مستوى تهديد مناخ الجبهة الداخلية في لحظةٍ بالغة الحساسية يقف فيها لبنان على مشارف التهديد بحربٍ إسرائيلية، بينما تتسع هوة التباعد بين اللبنانيين، إلى حدود دقّ جرس الإنذار.
ويؤكد المحلل والإستشاري في مجال ديمومة الإعلام داوود ابراهيم هذا المناخ، مشيراً إلى مستوى التوتر والإنقسام الحاد الذي تعيشه البلاد من شغور موقع رئاسة الجمهورية وما قبله وما بعده يتطور بشكل تصاعدي، وإلى أن اللغة التحريضية والتخوينية حاضرة بقوة في كل المجالات والملفات.
وفي حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، يرى المحلل ابراهيم أن ما حصل، يعجّل بطرح ملفات عدة أهمها موضوع النزوح السوري إلى لبنان، ويتزامن ما جرى مع زيارة الرئيس القبرصي إلى بيروت لمناقشة مسألة الهجرة غير الشرعية عبر البحر وصولاً إلى أوروبا المنزعجة من وصول اللاجئين السوريين إلى أراضيها، والتي تعمل من دون كلل على إبقائهم في لبنان، المهدد وجودياً نتيجة وجودهم على أراضيه والخلل الذي يلحقونه بالتركيبة اللبنانية والديموغرافيا، وهي مسألة لا يمكن الإستخفاف بها هذا إذا تجاهلنا الأزمة المالية والإقتصادية التي تمر بها البلاد”.
وبالتالي، يتابع ابراهيم أن “بروز المأزق الأمني للوجود السوري إضافة إلى كل ما سبق، يستدعي التنبه ويدفع إلى بالغ القلق، لأن القضية لم تعد فقط بالإنقسام الداخلي بين اللبنانيين، فنحن اليوم أمام بوادر مواجهة بين النازحين والمواطنين اللبنانيين، وهي مواجهة خطيرة جداً في حال اختل التوازن وانفلت الوضع الأمني، من دون أن نتجاهل إمكانية أن تغذي إسرائيل هذه التطورات وتستثمر فيها بل أن تفتعلها”.
ورداً على السؤال حول الأزمة الخطيرة الت يقف الشارع أمامه أو التحدي الذي يصادف عشية ذكرى الحرب الاهلية، يقول ابراهيم إنها “أزمة الهوية والبقاء، أزمة الوجود التي فتحتها جريمة قتل على خلفية سرقة إن صحّت الرواية، ولكنها تحمل أبعاداً عدة أولها هوية الجناة وهوية الضحية، ذلك أنه في ظل الواقع الإقتصادي المأساوي حيث يشكو اللبنانيون من أن السوريين يحصلون على مساعدات مالية ويعملون في كل المجالات ويتكاثرون بشكل كبير ما يهدد وجود المواطن اللبناني في ارضه، فتأتي هكذا جريمة لتصوّر الواقع كما لو أن كل ما سبق من أزمات لا يكفي، ليأتي مواطن سوري يسرق من اللبناني ويقتله، لذلك إنها أزمة حقيقية، وعلى الدولة أن تكون حاضرة وفاعلة لمعالجة هذه القضية التي لم تعد تحتمل التسويف”.
وحول احتمال أن تكون الساحة الداخلية على مشارف توتر وانقسام كبير، لا يخفي ابراهيم بأننا في قلب الأزمة، ذلك أن عدم معالجة الواقع السوري في لبنان وعدم رأب الصدع الداخلي اللبناني والإنقسام الحاصل، لا بدّ أن يزيد من هوّة الخلاف الحاصل ويدفع بالبلاد إلى المزيد من الأخطار.