سيارة الشهيد باسكال سليمان لا تزال في سوريا.. و”الحزب” يجتهد لتبرئة نفسه!
المصدر: هنا لبنان
لم تؤتِ التطمينات التي بثّتها القوى الأمنية صباحاً في قضية باسكال سليمان، ثمارها، فكان ليل جبيل حزيناً بعدما تأكدت المعلومات التي انتشرت في ساعات الليل الأولى حول مقتله والعثور على جثته.
في السياق أعلنت قيادة الجيش أمس أنّ خاطفي باسكال قتلوه “أثناء محاولتهم سرقة سيارته في منطقة جبيل، وأنهم نقلوا جثته إلى سوريا”، موضحة أنّها “تنسّق مع السلطات السورية لتسليم الجثة”.
إلى ذلك أشار موقع “mtv” إل أنّ “سيّارة الراحل باسكال سليمان، التي سُرقت لحظة خطفه يوم الأحد الماضي، ما تزال في سوريا بينما ترك الخاطفون السيّارة التي استخدموها أثناء عمليّة السرقة والخطف في طرابلس”.
وتشير المعلومات إلى أنّ “جثّة باسكال ما تزال مع الأمن السوري، ولم تعبر الحدود اللبنانيّة، ويُنتظر أن تُسلّم اليوم الى الجيش اللبناني”.
وكانت مصادر “هنا لبنان”، قد أوضحت أنّ “الأجهزة الأمنية تمكنت عبر متابعة دقيقة تحديد مسار الخاطفين وحاصرتهم واعتقلت عددًا من الذين شاركوا بالتخطيط والتنفيذ”.
ولفتت إلى أنّ” باسكال فارق الحياة في طرابلس من جرّاء الضرب المبرح وتم أخذ الجثة إلى منطقة “أبو حورية”، منطقة حدودية بين لبنان وسوريا”.
وأشارت إلى أنّ ““حزب الله” يبذل جهدًا كبيرًا من خلال اتصالات عدة يجريها، لتبرئة نفسه من عملية الخطف ولاحقًا من عملية القتل”.
وفي أوّل تعليق على الجريمة، صدر عن الدائرة الإعلامية في حزب “القوات اللبنانية”، بيان جاء فيه: “بعد أن تبلغنا بأسف شديد ووجع كبير وغضب لامتناهٍ نبأ استشهاد رفيقنا العزيز والغالي باسكال سليمان، نطلب من الأجهزة الأمنية والقضائيّة التحقيق الجدّي والعميق مع الموقوفين في هذه القضية، لتبيان خلفيتها الحقيقيّة. إنّ ما سرِّب من معلومات حتى الآن عن دوافع الجريمة لا يبدو منسجماً مع حقيقة الأمر، إنما نعتبر استشهاد الرفيق سليمان عملية قتل تمّت عن عمد وعن قصد وعن سابق تصور وتصميم، ونعتبرها حتى إشعار آخر عملية اغتيال سياسية حتى إثبات العكس»”.
وأضاف البيان: “إننا في هذه المناسبة الحزينة والأليمة نشكر أهالي جبيل عموماً وبلديّاتها واتّحاد بلديّاتها خصوصاً، كما نشكر كل الأحزاب السياسيّة الحلفاء وفي طليعتها حزبا الكتائب والوطنيين الأحرار، والمستقلون الذين هبّوا منذ اللحظة الأولى لاستنكار الحادثة معنا أشدّ استنكار، ونشكر أيضاً جميع اللبنانيين الذين اعتبروا هذا المصاب مصابهم ويعبر عن وجعهم في غياب الدولة الفعلية. وبالمناسبة، نطلب من المواطنين والرفاق والأصدقاء كافة الذين تجمعوا في الساحات وفي الطرقات في محاولة للضغط على الجهات الخاطفة لعدم إكمال جريمتها، نطلب منهم جميعاً ترك الساحات وفتح الطرقات، وبخاصّة أنّ يوم الأربعاء هو أول أيّام عيد الفطر المبارك، والتهيئة لاستقبال حاشد لجثمان الشهيد بما يليق به، كما التهيئة لوداعه بحشود كبيرة تشكّل رسالة رفض لسياسة الأمر الواقع والخطف والاغتيال والقتل وإبقاء لبنان ساحة فوضى وفلتان، كما التهيئة للخطوات اللاحقة التي سنتّخذها». وتوجّه «بالعزاء لعائلة الشهيد، أهله وزوجته وأولاده وأقربائه وبلدته ورفاقه، ونعدهم بأنّ دماءه لن تذهب هدراً، كما دماء كلّ شهدائنا الأبرار الذين باستشهادهم بقيت في لبنان مساحة حرية وكرامة وعنفوان”.
وأصدر المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بياناً دان فيه “هذا العمل الإجرامي”، مؤكداً على “استمرار التحقيقات لكشف الملابسات الكاملة وراء عملية الخطف والمتورطين فيها وفي اغتيال المخطوف وتقديمهم الى العدالة”.
ودعا البيان الجميع إلى “ضبط النفس في هذه الظروف العصيبة والتحلي بالحكمة وعدم الانجرار وراء الشائعات والانفعالات”.
تتّجه الأنظار إلى وزارة الداخلية، حيث سيعقد وزير الداخلية والبلديات في حكومة تصريف الأعمال بسام مولوي اجتماعاً استثنائياً لمجلس الأمن الداخلي المركزي، في الأولى من بعد ظهر اليوم، لمناقشة الأوضاع الأمنية إثر مقتل سليمان، على أن يتحدث الوزير مولوي بعد الاجتماع.