نصف عام على حرب غزّة.. حصيلة “كارثية”والمفاوضات مستمرّة!
منذ ستة أشهر، شهدت قطاع غزة فترة عصيبة من الصراع المستمر والتوتر المتزايد. وكانت هذه الفترة مليئة بالهجمات العسكرية والتصعيد العنيف، مما أسفر عن دمار هائل وخسائر بشرية فادحة. كما تركت تلك الأشهر آثارًا عميقة على حياة السكان في غزة، حيث تزايدت المعاناة والحاجة إلى المساعدة الإنسانية والإعمار.
وأعلن الجيش الإسرائيلي بعض الأرقام عن حصيلة تلك الحرب، إذ كشف في بيان اليوم الأحد مقتل 600 من عناصره منذ تفجرها.
كما أشار إلى أن عدد الصواريخ التي عبرت إلى إسرائيل خلال الأشهر الستة بلغ نحو 9100 من غزة، و3100 من لبنان، و35 من سوريا. وتابع أن عدد قتلاه نتيجة “الحوادث” بلغ 41 منهم 20 قتلوا بنيران صديقة، مشيرا إلى أن عدد المصابين وصل إلى 3188.
حصيلة “كارثية” في غزّة
كما يشار إلى أنّ عدد القتلى في غزّة بلغ 33,091، بينهم أكثر من 13 ألف طفل. وأصيب 75,750 مدنياً فلسطينياً بجروح متفاوتة.
أما في الضفة الغربية فبلغ العدد 456 قتيلاً.
في حين وصل عدد القتلى بين عمال الإغاثة في غزة إلى 224، من بينهم 30 على الأقل قتلوا أثناء أداء واجبهم، و484 من عمال القطاع الصحي في غزة. بينما ارتفع عدد الضحايا وسط الصحافيين إلى 95 على الأقل.
أما حجم الدمار فحدث ولا حرج، إذ تحول القطاع المكتظ بالسكان إلى مساحات شاسعة رمادية اللون، لا يعلوها سوى الركام. فقد بلغت نسبة المباني التي تضررت نحو 55.9%، وفق “أسوشييتد برس”.
أما نسبة المنازل التي تضررت فوصل إلى أكثر من 60%.
كما تضرر 227 مسجداً و3 كنائس، في حين دمر 90% من المدارس، وبطبيعة الحال خرج كامل الأطفال من النظام التعليمي الذي توقف بشكل تام أصلا.
ولم يبق من المستشفيات العاملة في القطاع سوى 10 من أصل 36.
ولعل المعاناة الأكبر على الإطلاق بعد الموت تمثلت في مواجهة 1.1 مليون فلسطيني خطر المجاعة.
بينما وصلت نسبة الأطفال في شمال غزة تحت سن الثانية الذين يعانون من سوء التغذية الحاد إلى 31%.
في حين نزح 1.7 مليون غزاوي من منازلهم أي ما يعادل 70% من السكان.
أما على الجانب الإسرائيلي فنزح 90,000 إسرائيلي من المناطق الحدودية (أي أقل من 1% من السكان).
حركة النزوح مستمرّة
ولا تزال عودة آلاف النازحين إلى شمال القطاع تشكل نقطة الخلاف الرئيسية المتبقية بين الجانبين، حسب ما ذكر سابقا مسؤولون من الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر، إذ أبدى الجانب الإسرائيلي انفتاحه للسماح بالعودة إلى الشمال بمعدل ألفي شخص يوميا، لكن معظمهم من النساء والأطفال، وفق ما كشف وسطاء عرب مشاركون في المحادثات، حسب “وول ستريت جورنال”.
كما اشترطت إسرائيل عودة 60 ألف فلسطيني كحد أقصى، دون الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و50 عاما.
في السياق، أوضح مسؤولون عرب أن عودة سكان غزة النازحين قد تبدأ بعد عشرة أيام إلى أسبوعين من تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الذي سيتراوح لمدة ستة أسابيع، إذا ما تم الاتفاق عليه نهائياً.
إلا أنه “على العائدين المرور عبر نقاط تفتيش عسكرية إسرائيلية لمنع مقاتلي حماس من التسلل مرة أخرى إلى الشمال”، وفق ما نقل مسؤولون إسرائيليون ومصريون.
الأنظار على مفاوضات القاهرة
تترقب القاهرة، اليوم الأحد، جولة جديدة من المفاوضات من أجل التوصل إلى صفقة تتيح تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، وتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة.
فيما يرتقب أن يتوجه إلى العاصمة المصرية كل من رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلية (الموساد) دافيد برنياع، ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) رونان بار، اللذين سيقودان الوفد الإسرائيلي للمشاركة في المحادثات، وفق ما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية.
كما سيشارك في الاجتماعات كل من رئيس وكالة المخابرات المركزية الأميركية وليام بيرنز، ورئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.