منذ ما بعد تحرير خط الحدود السورية – العراقية شمال شرق معبر التنف في العام ٢٠١٦ الذي تسيطر عليه القوات الأميركية بدأ سلاح الجو الاسرائيلي بتنفيذ ضربات تحت عنوان :
” المعركة بين الحروب ” وهي ضربات لم تتوقف واختلفت وتيرتها بين فترة وأخرى .
الأهداف الاسرائيلية المعلنة من هذه الضربات :
١- استهداف نقاط تمركز حرس الثورة الاسلامية الايراني.
٢- ضرب مراكز القيادة والمخازن التابعة لحزب الله .
٣- ضرب مراكز الفصائل التابعة للمقاومة العراقية .
٤- استهداف مطاري دمشق وحلب بذريعة استخدامهما في مهام شحن الاسلحة والعتاد .
٥ – استهداف القوافل على طرق الربط بين العراق وسورية .
في الآونة الأخيرة وبعد انطلاق معركة طوفان الأقصى ارتفعت وتيرة الاستهداف لتصبح شبه يومية في الاسبوعين الفائتين ووصلت اليوم الى استهداف دمشق للمرة الثالثة بعد استهداف العميد موسوي ومبنى في كفرسوسة لتكسر ” اسرائيل ” كل الخطوط الحمر اليوم باستهداف مبنى ملاصق للسفارة الايرانية في دمشق تشغله القنصلية الايرانية ومكان اقامة السفير الايراني ما يمكن اعتباره ضربة اللاعودة في مستوى الضربات وحجمها ووتيرتها وهو ما يهدد بتصعيد دراماتيكي سينسف الوضعية النمطية السائدة في الجبهتين اللبنانية والسورية .
يهدف الكيان الاسرائيلي من تكثيف الضربات في سورية الى :
١- رفع معنويات المستوطنين والقول لهم ان يد الجيش الاسرائيلي لا تزال طويلة .
٢- التأثير على معنويات اهل المقاومة وتبديد الثقة بينهم وبين قياداتهم .
٣- الضغط على القيادة السورية لجهة التخلي عن الوجود الايراني في سورية وكذلك وجود حزب الله وفصائل المقاومة الأخرى .
والسؤال البديهي هنا : هل حقق ” الكيان ” اهداف المعركة بين الحروب ؟
مما لا شك فيه ان هذه الضربات لها تأثير معنوي ومادي ولكنها تأتي كرد استنزافي على نمط الاستنزاف البنيوي الذي تعتمده قوى محور المقاومة وهو ما سيُبقي الأمور ضمن سقف الرد ورد الفعل والبقاء في مرحلة رسائل الردع المتبادلة لاسباب مختلفة على رأسها عدم وجود قرار بالذهاب الى الحرب الشاملة من طرفي الصراع الا اذا تغيرت المؤشرات والمعطيات في الساعات والايام القادمة .
عمر معربوني | خبير عسكري – خريج الأكاديمية العسكرية السوفياتية .