نشرت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيليّة تقريراً جديداً قالت فيه إن وضع الجبهة مع لبنان يقتربُ من الإنفجار، مشيراً إلى أن “القتال بين حزب الله والجيش الإسرائيلي يستمرّ بلا توقف ولا توجد حتى الآن أيّ نهاية في الأفق”.
ويُشكك التقرير بإمكان مضي إسرائيل في حرب شاملة ضد “حزب الله”، وذلك في موقف الولايات المتحدة التي تعارض بشدة توسيع نطاق الحرب، ملمحاً إلى أنه من الممكن أن يكون قرار فتح المعركة بيد “حزب الله”، وبالتالي حصول مفاجآت من قبل الأخير.
وقال التقرير الذي ترجمهُ “لبنان24” إنّ “حزب الله” يُهاجم يومياً المستوطنات والمواقع العسكرية على طول الحدود وفي عُمق الأراضي الإسرائيليّة، بينما يردّ الجيش الإسرائيلي بهجمات مستهدفة مواقع الحزب خصوصاً تلك الأمامية، فيما يغتال من وقت لآخر أحد القادة الميدانيين التابعين لـ”حزب الله”، بحسب تعبير الصحيفة.
التقرير قال أيضاً إن عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين تمّ إجلاؤهم من المستوطنات المُحاذية للبنان، لا يعرفون موعد عودتهم إلى منازلهم، مشيراً إلى أنّ “هذه الحرب شديدة جداً، وتجلب معها الدمار للمستوطنات الشمالية وتتسبب أيضًا في خسائر فادحة في الأرواح البشرية”.
وتلفت “يديعوت أحرونوت” إلى أنّ الحكومة الإسرائيلية ما زالت تشير إلى أنّ ما يحدث في الشمال هو صراع عنيف يقتصر على خط الحدود ويمكن الإنسجام معه والعمل على احتوائه لوقتٍ طويل، وأضاف: “في غضون ذلك، ما زالت الحكومة وربما القيادة العليا للجيش الإسرائيلي تأملان في الوصول إلى حلّ سياسيّ مع لبنان في يوم من الأيام بواسطة الولايات المتحدة، يسمح لحزب الله من جهة بالنزول عن الشجرة العالية التي تسلقها، كما يتيح لإسرائيل من جهة أخرى إغلاق قضية الشمال على المدى القصير والإدعاء بأنها قامت بتغيير الوضع الأمني على طول الحدود وإعادة سكان الشمال إلى منازلهم”.
ويوضح التقرير أن غزة ما زالت محور تركيز بالنسبة لإسرائيل، وترى تل أبيب أنه من الملائم ترك جبهة لبنان على “نارٍ هادئة” للعمل بطريقة مُحددة وهادفة ضد “حزب الله” بغية ضربه ودفعه بعيداً عن الحدود”، وأردف: “يتبين أن لحزب الله مصلحة مماثلة، وهي إثبات أنه يقاتل من أجل غزة، من دون الانجرار إلى حرب شاملة ضد إسرائيل، سيكون ثمنها باهظاً، بل وكارثياً، على لبنان”.
وأكمل: “إن القتال المحدود لمدة 6 أشهر له دينامياته الخاصة، وكذلك الدمار المتراكم في المستوطنات الشمالية، وقائمة الضحايا الطويلة، والصبر المتزايد لسكان الشمال الذين تم إجلاؤهم. في المقابل، تتزايد الضغوط على حزب الله أيضاً، إذ لا يستطيع التنظيم الإشارة إلى أي إنجازات عملياتية خلال أشهر الحرب الطويلة. لقد فشل في منع الجيش الإسرائيلي من العمل في قطاع غزة وضرب حماس، وفي القتال على الحدود الشمالية حيث للجيش الإسرائيلي اليد العليا من الناحية العملياتية والاستخباراتية”.
وتابع: “في مثل هذه الحالة، وفي ظل عدم تحقيق إنجازات عملياتية ضد الجيش الإسرائيلي، فإن حزب الله، ولو بحذر وتدريجي، يزيد من ثمن المغامرة التي خاضها، ويهدف إلى إلحاق المزيد من الضرر والخسائر بإسرائيل. من ناحية أخرى، يتجرأ الجيش الإسرائيلي أيضاً ويوسع نطاق عملياته وزيادة حجم الضرر الذي لحق بحزب الله”.
وأردف: “في الوقت نفسه، فإنّ تصريحات القادة في إسرائيل، تعطي انطباعاً بأن صبر إسرائيل بدأ ينفد، وأن أمر شن عملية ضد لبنان هي مسألة وقت فقط، والهدف منها هو قهر حزب الله على طول الحدود حتى لو لم يؤدّ ذلك إلى إنهياره مثلما حصل مع حماس”.
وتعتبر الصحيفة إنّ كل ذلك يعني خطوة كبيرة نحو خطر نشوب حرب شاملة على الحدود الشمالية، وتضيف: “الوضع على وشك الانفجار، وكل ما تبقى هو أن نرى ما إذا كان الطرفان سيتمكنان من السيطرة على الأحداث ومنع المزيد من تجاوز الخطوط الحمراء والمزيد من التدهور”.