بسبب حزب الله.. هذا ما يحدث في البلدات الشمالية الاسرائيلية
المصدر: لبنان 24- ترجمة رنا قرعة
ذكرت صحيفة “The New York Times” الأميركية أن “الأوامر صدرت في الأشهر الأخيرة لأكثر من 60 ألف إسرائيلي بمغادرة منازلهم على طول الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان، وهي أول عملية إخلاء جماعي للمنطقة في تاريخ إسرائيل. وتظهر أثار الدمار التي لحقت بإحدى البلدات الحدودية الإسرائيلية بشكل كبير. وفي قرية أخرى، قال المتحصنون الذين يرفضون مغادرة منازلهم إنهم تجنبوا إضاءة الأضواء ليلاً حتى لا يصبحوا أهدافاً مرئية. وفي علامة على قرب المقاتلين عبر الحدود، قال أحد المزارعين إنه تلقى رسالة نصية تدعي أنها من حزب الله وتهدده بالقتل. وتأتي عمليات الإجلاء والجهود المبذولة في لبنان لنقل آلاف المدنيين بعيدًا عن الحدود نتيجة للصراع المتزايد بين حزب الله وإسرائيل”.
وبحسب الصحيفة، “لمعركة حزب الله، التي دخلت هي أيضاً شهرها السادس، آثار على احتمالات نشوب صراع إقليمي أوسع. من جانبها، ردت إسرائيل بقوة على هجمات حزب الله، كما ولا تنفك طائراتها الحربية تحلق في أجواء الجنوب. وفي زيارة إلى منطقة الجليل، يتبين أن هذا الجزء من إسرائيل أصبح منطقة محظورة فعليا، حتى بالنسبة للعائلات التي عاشت في المنطقة منذ أجيال، كما وتمنع نقاط التفتيش العسكرية الوصول إلى المجتمعات التي تقع على بعد ميل أو نحو ذلك من الحدود. وينقسم سكان المنطقة حول ما إذا كانت الحكومة على حق في إصدار الأمر بالإخلاء أم لا، ويقول البعض إنها أظهرت ضعفاً ومنحت حزب الله النصر فعلياً، أما البعض الآخر فيقول إن الحكومة أنقذت حياة عدد لا يحصى من الناس”.
وتابعت الصحيفة، “بدأ حزب الله المدعوم من إيران بشن هجمات تجاه الشمال الإسرائيلي بعد السابع من تشرين الأول، وكانت هذه الهجمات كبيرة بما يكفي لإظهار تضامن الحركة مع حماس، ولكنها كانت مدروسة حتى الآن لمنع إثارة صراع شامل مع إسرائيل. وفي بعض الأيام، أطلق حزب الله ما يصل إلى 100 صاروخ قصير المدى، وقامت إسرائيل بدورها بضرب أهداف تصل إلى 60 ميلاً داخل لبنان. وفي كريات شمونة، وهي مدينة إسرائيلية يبلغ عدد سكانها حوالي 24000 نسمة، لا يزال هناك حوالي 1500 نسمة، ولم ينتظر العديد من السكان أمر الحكومة بالإخلاء في 20 تشرين الأول”.
وأضافت الصحيفة، “يمكن لنظام القبة الحديدية الإسرائيلي أن يعترض العديد من أنواع الصواريخ، ولكن في الوقت الحاضر، يطلق حزب الله أيضًا قذائف صاروخية وصواريخ مضادة للدبابات، وليس لدى إسرائيل إجابة فورية على مثل هذه الأسلحة الدقيقة، والتي تطير على ارتفاع منخفض على الأرض وتضرب الأهداف في ثوانٍ ودون سابق إنذار. إن استخدام حزب الله لهذه الأسلحة يعني أنه لا يوجد وقت للفرار إلى ملجأ. وسقط صاروخ مضاد للدبابات في كانون الأول الماضي على قاعة في كيبوتس ساسا، بحسب مسؤولين عسكريين ومحليين. واستخدم حزب الله أيضًا طائرات مسيّرة متفجرة، وضرب بها قاعدة عسكرية، وفقًا للحزب والجيش”.
وبحسب الصحيفة، “يقول مسؤولون حكوميون وعسكريون إسرائيليون إنهم يفكرون في القيام بعمل عسكري لإبعاد حزب الله عن الحدود ما لم تتمكن الجهود الدبلوماسية من تحقيق نفس النتيجة أولاً. وفي هذه الأثناء، فإن عدد القتلى من الجانبين آخذ في الارتفاع. وفي هذا الشهر، قال الجيش الإسرائيلي إن قواته الجوية والبرية ضربت أكثر من 4500 هدف لحزب الله في كل من لبنان وسوريا المجاورة منذ 7 تشرين الأول، وإنها قتلت أكثر من 300 من عناصر حزب الله. من جانبه، قال الموقع الرسمي لحزب الله والمتحدث باسمه إن “أكثر من 200″ من مقاتليه قتلوا حتى الآن. في المقابل، قُتل 14 جنديا إسرائيليا في الشمال حتى الآن، بحسب السلطات الإسرائيلية”.
وتابعت الصحيفة، “لعقود من الزمن، كانت البلدات والقرى الشمالية في إسرائيل أهدافاً للمسلحين المتمركزين في لبنان، وتسللت الجماعات الفلسطينية المسلحة إلى الحدود في السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي واقتحمت المنازل واحتجزت رهائن. وغزت إسرائيل لبنان في عام 1982 وغادرته في عام 2000. وحتى خلال أسوأ معارك الماضي، بما في ذلك الحرب المدمرة التي استمرت شهرًا مع حزب الله في عام 2006، لم تقم إسرائيل أبدًا بإخلاء البلدات الحدودية رسميًا”.
وأضافت الصحيفة، “ألقى حزب الله ومسؤولون لبنانيون باللوم على إسرائيل في استهداف المدنيين عبر الحدود. في الشهر الماضي، بعد مقتل عائلة في غارة إسرائيلية، اتهم رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إسرائيل بـ “قتل واستهداف الأطفال والنساء وكبار السن الأبرياء”. وبعد الهجوم نفسه، تعهد الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بأن إسرائيل “ستدفع ثمن سفك دمائهم”.”