هجوم موسكو تابع… فيديوهات لداعش لحظة التنفيذ
فيما لا تزال أعداد القتلى الذين سقطوا في الهجوم الدامي على قاعة الحفلات الموسيقية قرب موسكو يوم الجمعة الماضي غير نهائية، أطل تنظيم داعش الذي تبنى المجزرة بإعلان جديد.
فقد نشر التنظيم مساء أمس السبت على قنواته على تطبيق تيليجرام ما قال إنه مقطع مصور للهجوم الذي هز البلاد، وصدم العالم أجمع.
وأظهر المقطع المصور ومدته دقيقة و31 ثانية، لقطة عن قرب لأحد المسلحين وهو يفتح النار على عدة أشخاص أثناء دخوله إلى قاعة الحفلات الموسيقية.
كما بين آخر وهو يلوح بسكين متوجها على ما يبدو لذبح الأبرياء.
أتى ذلك بعدما شكك بعض المراقبين لاسيما الروس في صحة بيان تبني التنظيم للهجوم، لاسيما أنه لم يصدر كما جرت العادة تحت باب “ولاية محددة” كولاية خراسان أو القوقاز أو غيرها.
إلا ان الصحافية المتخصصة في شؤون الجماعات الإسلامية هدى الصالح أكدت لـ “العربية.نت/الحدث نت” اليوم الأحد، أنه سبق للتنظيم أن أصدر بيانات عن تبني عمليات إرهابية دون أن تأتي تحت عنوان “ولاية معينة”.
كما اعتبرت أن التشكيك في صحة الإعلان الداعشي غير منطقية ولا علمية، لأن البيان أتى في النمط عينه الذي اعتمده التنظيم على مدى سنوات سابقة عبر وكالة “أعماق” التابعة له.
كذلك، أكد محللون أمنيون لـ”رويترز” أن إعلان داعش جدير بالتصديق على ما يبدو نظرا لتطابقه مع نسق هجمات سابقة.
لكن خبيرا بارزا اعتبر أن الأمر المفاجئ وغير المعتاد أن يضع المهاجمون خطة هروب وينفذونها بدلا من مواصلة الهجوم إلى أن يتم القضاء عليهم.
وقال آدم دولنيك الخبير الأمني التشيكي الذي يدرس هجمات سابقة لجماعات إسلامية متطرفة في الهند وكينيا وروسيا وغيرها إن إعلان التنظيم مسؤوليته يبدو جديرا بالتصديق، إلا أن “ذلك لن يثني الروس عن الاستفادة من ذلك في أجندة سياساتهم الخارجية في مواجهة أوكرانيا والغرب”.
كما أضاف أن العامل الوحيد غير المعتاد هو أن الجناة هربوا على خلاف هجمات الإرهابيين المعتادة حيث ينفذ الجناة الهجمات وهم مستعدون للموت ويتوقعون أن تصيبهم قوات الأمن بالرصاص في نهاية المطاف.
يذكر أن الهجوم الدامي الذي نفذ عبر إطلاق الرصاص الحي على المدنيين، وإشعال النار أيضا عبر تفجير القنابل في قاعة مبنى “كروكوس سيتي” الذي يبعد نحو 20 كيلومترا من الكرملين، أدى إلى مقتل أكثر من 133 شخصاً، وإصابة العشرات.
وأتى بعد أسبوعين من تحذير السفارة الأميركية في روسيا من أن متطرفين” لديهم خطط وشيكة لشن هجوم في موسكو.
وكانت السلطات الروسية أعلنت أنها اعتقلت جميع المسلحين الأربعة المشتبه بتنفيذهم مذبحة قاعة الحفلات هذه، فيما توعد الرئيس فلاديمير بوتين بتعقب المسؤولين عن الهجوم ومعاقبتهم.
كما أضاف بوتين في خطاب بثه التلفزيون أمس السبت إنه جرى اعتقال 11 شخصا منهم أربعة مسلحين، لافتاً إلى أنهم حاولوا الاختباء والتوجه صوب أوكرانيا حيث، وفقا لبيانات أولية، كانت ثمة نافذة مجهزة لهم على الجانب الأوكراني لعبور الحدود.
بدوره، ذكر جهاز الأمن الاتحادي الروسي أن المسلحين اعتُقلوا في أثناء توجههم إلى الحدود الأوكرانية وأنهم على صلة بأشخاص في أوكرانيا.
في المقابل، نفى أندريه يوسوف المتحدث باسم المخابرات العسكرية الأوكرانية اشتراك بلاده في هذا الهجوم الإرهابي، وفق ما أفادت “رويترز”.
يذكر أنه لتنظيم داعش دافع قوي لمهاجمة روسيا التي تدخلت ضده في الحرب الأهلية السورية عام 2015، حسب ما أكد محللون أمنيون.
فقد أوضح كولين كلارك من مركز سوفان وهو مجموعة بحثية مقرها واشنطن أن التنظيم الإرهابي بفرعه في “-ولاية خراسان” ركز اهتمامه على روسيا على مدى العامين الماضيين وتضمنت دعايته مراراً وتكراراً انتقادات لبوتين.
وسبق أن أعلن التنظيم مؤخراً مسؤوليته عن هجمات دامية في أنحاء من الشرق الأوسط وأفغانستان وباكستان وإيران وأوروبا والفلبين وسريلانكا.