على الرغم من الصمت الثقيل بعد التقارير الإعلامية الغربية التي تحدثت عن اجتماعٍ لقادة ساحات المقاومة التي توحدت منذ بدء الحرب في غزة، فإن ما حملته هذه التقارير من معلومات حول تنسيقٍ على الأرض اللبنانية لمرحلة المواجهة المقبلة مع إسرائيل، اختزن أكثر من دلالة ومؤشر على ما ينتظر الساحة اللبنانية في القادم من الأيام، خصوصاً وأن هذه التقارير تتزامن مع تصاعدٍ في التهديدات الإسرائيلية ومع ارتفاع في وتيرة الإعتداءات الإسرائيلية على القرى الجنوبية.
ويقرأ الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير في هذه التسريبات واللقاءات في بيروت، التي ضمت ممثلين عن “حزب الله” و”الحوثيين” وحركة “حماس”، جزءاً من التحضيرات لمواجهة أي تصعيد إسرائيلي، معتبراً أن هذه الإستعدادات تهدف لتنسيق المواقف في المرحلة المقبلة.
وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت” حول خطر التهديدات الإسرائيلية وما إذا كانت مؤشراً، على حربٍ وشيكة، يقول المحلل قصير، إن احتمال الحرب يبقى وارداً في أي لحظة، إلاّ أنه يكشف أنه حتى اللحظة، فإن الأميركيين يعارضون هذا الأمر، كما أن إسرائيل غير قادرة على شنّ حرب واسعة لأنها تخوض حرباً في غزة.
وفي هذا المجال، يكشف قصير عن معلومات من مصادر خارجية، أنه من الآن وحتى منتصف شهر نيسان، هناك مخاوف من حصول حرب.
وعن المشهد السياسي إزاء هذه الأخطار، يأسف قصير لاستمرار الخلافات على الساحة الداخلية اللبنانية، مشيراً إلى أن الحل الوحيد هو في الإسراع بانتخاب رئيسٍ جديد للجمهورية والتوافق على رؤية موحدة لمواجهة التصعيد الإسرائيلي.
وحول الجواب اللبناني على ورقة الإقتراحات الفرنسية عن القرار 1701 وما إذا كان حمل إشارةً لموافقة “حزب الله” على الحوار حول هذا القرار، يرى قصير أن الردّ اللبناني مهم، لأنه يفتح الباب أمام الحوار مستقبلاً، ويشكّل مدخلاً لأي حلّ بعد وقف إطلاق النار في غزة.
أمّا على صعيد الخلافات بين الحزب و”التيار الوطني الحر” حول المواجهات في الجنوب وعودة التصعيد إلى مواقف “التيار”، يوضح قصير، أن الخلافات مستمرة وقد أصبحت علنية، وهناك حاجة لحوار استراتيجي لبحث كل النقاط ووضع رؤية مستقبلية مشتركة”.