المفتي سوسان وجّه كلمة بمناسبة شهر رمضان المبارك
لمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، وجه مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ سليم سوسان كلمة جاء فيها :
“أطل علينا شهر رمضان شهر الصبر والتقوى و التوبة والمغفرة ومحو السيئات، ورفع الدرجات، رمضان شهر تغلق فيه ابواب النيران وتفتح ابواب الجنان وتصفد الشياطين، رمضان شهرالنفحات والبركات فعلينا ان نحافظ على حرمته ونتزود منه لآخرتنا، فاءن خير الزاد التقوى.
قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183)) البقرة يخبر تعالى بما منَّ به على عباده، بأنه فرض عليهم الصيام، كما فرضه على الأمم السابقة، لأنه من الشرائع والأوامر التي هي مصلحة للخلق في كل زمان.وفيه تنشيط لهذه الأمة، بأنه ينبغي لكم أن تنافسوا غيركم في تكميل الأعمال، والمسارعة إلى صالح الخصال، وأنه ليس من الأمور الثقيلة، التي اختصيتم بها”.
وأضاف سوسان:” إذن الصيام وسيلة الى التقوى وعون عليها، لانه اذا انقادت نفس للامتناع عن الحلال طمعا في مرضاة الله تعالى وخوفا من اليم عقابه، فأولى ان تنقاد للامتناع عن الحرام، فكان الصوم سببا لاتقاء محارم الله تعالى وانه فرض واليه وقعت الاشارة في آية الصيام (لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } فالتقوى هي العلة والحكمة من فرض الصيام .. فإن ادرك المسلم حكمة الحكم كان ذلك ادعى الى الاستجابة له والنشاط اليه· فلعلكم تتقون: أي لعلنا نصل بالصيام الى التقوى التي اراد الله تعالى ان تكون ثمرة صيامك، و التي هي في الحقيقة هدف مشترك بين العبادات والطاعات جميعا غير ان للصوم في تحصيلها اثرا اوسع واعم والمنزلة التي يبلغها الصائم بين مراتب المتقين هي اعلى المراتب واسماها. فإذا كانت الطاعات الاخرى تورث اوائل درجات التقوى بالاعتدال والاستقامة فان الصيام يورث نهاية درجاته بالزهد والورع· من هنا كانت الحكمة من الصيام اسمى مراتب التقوى واكرمها عند الله تعالى”·
وتابع :” وشهرُ رمضان هو شهرُ الدُّعاء وشهر الإجابة وشهر التوبة والقبول، لأن شأنَ الدعاءِ عظيم، ونفْعَهُ عميم، ومكانتَه عاليةٌ في الدين.. وهو فرصةٌ ايمانية، ومناسبة كريمة مباركة يتقرب فيها العبد إلى ربه بسائر القربات، وعلى رأسها الدعاء؛ ذلكم أن مواطن الدعاء، ومظانَّ الإجابة تكثر في هذا الشهر المبارك ؛ فليُكْثِر المسلمون فيه من الدعاء.. ورمضان شهر الجود والإحسان، شهر التواصل والتكافل، شهر تغمر فيه الرحمة قلوب المؤمنين، وتجود فيه بالعطاء أيدي المحسنين.، فهو موسم عظيم للصدقة وايصال البر الى الفقراء و المساكين و الأرامل والأيتام.. يتضاعف فيه ثواب الصدقة .. “.
وقال المفتي سوسان :” يعود رمضان ويحمل معه رايات البطولة والصمود والتضحية من غزه العزه لكل الامة الاسلامية والعربية في وجودها وآمالها وتطلعاتها. يعود رمضان والقلوب والانظار تشد الى فلسطين والاقصى والى المعاناة القاسية والى الصمود والى الاطفال والنساء والشهداء واهل الشهداء والى الجرحى والمعتقلين.. والى الجوعى والعطشى في رمضان .. هل تعلم الانظمة العربية هذا .. وهل ترى بمسؤولية هذا المشهد.. أم انها لم تعد تسمع او ترى !”.
وتوجه المفتي سوسان بالمناسبة الى “أهلنا في صيدا” بالقول : “رمضان شهر التكافل والتضامن فالغني ينظر الى الفقير فيساعده والكبير الى الصغير فيعينه رمضان لا يريد ان يرى ارملة تتسول أو يتيما جائعا او بائساً .. رمضان يتواصل مع المؤمنين لينعكس ذلك خيرا ورحمة على المجتمع. اننا ندعو كل المؤسسات والهيئات والجمعيات الخيرية والرعائية ان تقوم بما يرضى الله وهذا الشهر المبارك بمضاعفة النشاط ومساعدة الفقراء واطعام الجائعين وكسوة المحتاجين وصيدا عودت الناس ان تكون على قدر مسؤوليتها بتقديم يد المساعدة للمحتاجين في رمضان … لانها تحب رمضان وتلتزم بقيم رمضان…ومعاني رمضان … وكل الخير في رمضان”.
وختم بالقول : ” اللهم اجمع كلمة المسلمين على الهدى، وقلوبهم على التقوى، ، اللهُمّ مُنزل الكتاب، ومُجريَ السحاب، وهازم الأحزاب، اهزم الصهاينة وانصُرنا عليهم اللهمَّ احفظ أهل فلسطين وغزة العزة و القدس والمسجد الأقصى و اكناف الأقصى من كيد الصهاينة النازيين اللهُمَّ انصرالمجاهدين و ارزقهم النصر والتمكين، و اربط على قلوبهم و أنزل السكينة عليهم و اجعل الصهاينة غنيمة بين ايديهم و ماذلك على الله بعزيز.. اللهم بارك لنا في شهر رمضان واعنا فيه على الصيام والقيام وغض البصر وحفظ اللسان وتلاوة القرآن، اللهم اجعل حظنا من شهر رمضان القبول والرحمة والمغفرة والعتق من النار بفضلك وكرمك يا عزيز ياغفار.و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين كل عام وانتم بخير .. ورمضان كريم “.