ذكرت مجلة “Foreign Policy” الأميركية أنه “من المهم أن نكون واضحين بشأن هذا الأمر قدر الإمكان، لأن كل المقالات المكتوبة حول هذا الموضوع حتى الآن تقريبًا تشير إلى أن حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب. وفي الواقع، سيكون من الحكمة أن يقوم المحللون والمسؤولون الحكوميون بإعادة النظر في افتراضاتهم وتحديث توقعاتهم. صحيح أن حزب الله وإسرائيل أبقيا صراعهما حتى الآن تحت عتبة الحرب الشاملة، مفضلين الردود المتبادلة على الاستفزازات المختلفة، إلا أن ضبط النفس هذا لا يعني أن حزب الله وإسرائيل لا يريدان الحرب. في الواقع، يواجه الطرفان حالياً مجموعة من القيود التي أدت حتى الآن إلى كبح جماح أي صراع. وفي الحقيقة، بدأت هذه القيود تنهار بالفعل”.
وبحسب المجلة، “إن الادعاء بأن حزب الله لا يريد الحرب يتوقف على ادعاء آخر بأن إيران تخشى نشوب صراع بين وكيلها وإسرائيل، والمنطق الذي يدعم هاتين الحجتين مقنع. ففي السنوات الأخيرة، أصبح حزب الله قوة استكشافية لفيلق الحرس الثوري الإسلامي الإيراني، حيث لعب أدوارًا مهمة في دعم نظام بشار الأسد السوري، وعمل مع المجموعات العراقية المدعومة من إيران، وقام بتدريب الحوثيين في اليمن. ومع ذلك، قبل أن يصبح حزب الله ذراعاً للحرس الثوري الإسلامي، كان، ولا يزال، أولاً وقبل كل شيء عنصراً حاسماً في الردع الإيراني. إن المجموعة وصواريخها التي يبلغ عددها أكثر من 100 ألف صاروخ تمثل قدرة إيران على الضربة الثانية. وإذا قامت إسرائيل أو الولايات المتحدة بمهاجمة البرنامج النووي الإيراني، فإن ترسانة حزب الله من شأنها أن توجه ضربة مدمرة للمراكز السكانية الإسرائيلية. فبقدر ما يلتزم آية الله علي خامنئي وغيره من القادة الإيرانيين بتدمير إسرائيل، فإنهم أكثر إخلاصاً لبقاء النظام ولا يريدون خسارة قدرة الردع التي استثمروها في حزب الله”.