فيما يتواصل التصعيد عند الجبهة اللبنانية مع تزايد شراسة العدوان الاسرائيلي، لوّح الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله، اليوم الجمعة، بقصف مدينة إيلات، متوعّداً بالثأر لدم المدنيين “سيدفع العدو من دمائه ثمن دماء الذين استشهدوا بنيرانه”
ومع قصف اسرائيل العمق الجنوبي والتهديد الواضح بكلام نصرالله، تتجه الأنظار نحو ما تخبئه الأيام المقبلة من ردود على الاعتداءات الاسرائيلية ونحو التلويح باستهداف ايلات في أقصى جنوب اسرائيل، فكم تبعد هذه المدينة عن بيروت؟ وما هي أهم المرافق فيها؟
المسافة بين بيروت وايلات
عُرفت المنطقة أيضاً باسم “أم الرشراش” وتبعت طوال العهد الإسلامي لجنوب ولاية الشام، وكانت محطة لطريق الحجاج من مصر وفلسطين إلى الحجاز، ولفترة وجيزة امتدت بين 1818م و1841م وأصبحت تابعة لولاية مصر تحت الحكم العثماني، وفي 1920 احتلتها إنكلترا، وأنشأت فيها مركزا للشرطة.
تحتوي هذه المدينة على ميناء يعتبر منفذها الوحيد إلى البحر الأحمر وبوابتها إلى آسيا والشرق الأقصى وشرق أفريقيا بأقصر الطرق وأقلها تكلفة، عن طريق توفير رسوم العبور بقناة السويس، واختصار المدة الزمنية للرحلة.
ولمينائها أيضاً أهمية إستراتيجية عسكرية وأمنية تتجلى في قدرته على استيعاب سفن حربية قريبة من الجبهات الجنوبية، جاهزة لمواجهة الضربات القادمة من ذلك الاتجاه.
كذلك، يوجد في ايلات مطارين، مطار صغير داخل المدينة وآخر أكبر يبعد 50 كلم شمالا عنها، يخدمان السياح، كما يربطها معبر حدودي مع مدينة العقبة الأردنية.
أما من ناحية المواصلات البرية تعتبر إيلات منعزلة عن باقي المدن الإسرائيلية؛ إذ يصل إليها شارع رئيسي واحد فقط يمر من وادي عربة.
كان لعملية طوفات الأقصى انعكاس كبير على هذه المدينة، إذ تحولت من منتجع سياحي إلى ملاذ للنازحين من هجمات المقاومة الفلسطينية. وأفاد رئيس السلطة المحلية في “إيلات” باستقبال أكثر من 60 ألف إسرائيلي منذ 7 تشرين الأول، ورجّح أن تنهار المدينة في ظل هذا العدد الكبير من المستوطنين فيها.
كذلك، أظهرت أحدث البيانات أن البطالة في إيلات قفزت من 3.4% إلى 14% منذ بداية الحرب، كما ان بيانات بطاقات الائتمان أظهرت أنها كانت المدينة الأكثر تضررًا.
هذا ولم تسلم هذه المنطقة الساحلية من الهجمات الصاروخية، اذ أنها في مرمى الحوثيين الذين استهدفوها مرات عدة بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة؛ منذ انطلاق الحرب على غزة.