أخبار محلية

ماذا اعلن تقرير اسرائيلي عن “المعركة ضد لبنان؟

استعرض مقال للكاتب الصحفي الإسرائيلي يوآف ليمور في صحيفة “إسرائيل اليوم”، موجة التصعيد العسكري عند الحدود بين لبنان وإسرائيل وذلك في أعقاب قصف متبادل حصل خلال اليومين الماضيين.

وقال ليمور إن “التصعيد استمر من خلال هجوم صاروخي مصدره لبنان طال قاعدة عسكرية في صفد، وأسفر عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة 8″، مشيراً إلى أن “إسرائيل ردت على ما حصل بشكل حاد نسبياً وذلك من خلال قصف بضعة أهداف عسكرية لحزب الله في جنوب لبنان”.

وذكر ليمور أنّ “عدد الخسائر المتصاعد في صفوف عناصر حزب الله، دفع أمين عام الحزب حسن نصرالله لإلقاء خطاب متشدد أول أمس وأن يأمر بالهجوم الذي تعرضت له صفد”، وأضاف: “يحتمل أن يكون الحزب قد استخدم هنا سلاحاً دقيقاً دخل الآن المعركة منعاً لإصابة عشوائية للمدنيين وبهدف ضمان الإصابة للهدف العسكري”.

وتابع: “كل ذلك يبدو جزءاً من سياسة المعادلات التي يحرص نصرالله على إبقائها الآن أيضاً، وفي إطارها يسعى لأن يركز الإصابات على منشآت عسكرية وجنود”.

وأردف: “لقد أوضح نصرالله في خطابه بأنه سيواصل القتال طالما كانت إسرائيل تقاتل في غزة هو يتصرف على هذا النحو منذ 7 تشرين الأول، كجزء من مساهمته في المحور الذي تقوده إيران بمشاركة حماس، وفي نفس الوقت حرص على ألا ينجر مع إسرائيل إلى حرب شاملة ليست مريحة في هذا الوقت له وللإيرانيين”.

وأكمل: “نصرالله لا يخشى فقط من ضربة شديدة تلحق بحزبه بل أساساً من ضربة على نمط غزة لمدن لبنان ومواطنيه، مما سيوجه له انتقاداً داخلياً شديدا في بلاده، وهو يفهم بأن إصابة مقصودة لأهداف مدنية في إسرائيل ستؤدي بالضرورة إلى إصابة موازية في المدن اللبنانية. وعليه ، فإن نصرالله يسعى لأن يمتنع عن ذلك وإن كان أصاب قبل يومين بصواريخه مواطنين إسرائيليين اثنين في كريات شمونة”.

ووفقا للكاتب، “فإن سياسة حزب الله تخدم في الوقت الحالي إسرائيل”، متسائلاً: “هل تسمح هذه السياسة لإسرائيل بالإبقاء على لبنان كساحة فرعية ومواصلة تركيز الجهود على غزة لأجل هزيمة حماس؟”.

ليمور بيّن “أن الخوف الدائم من التصعيد في الشمال يلزم الجيش الإسرائيلي بالإبقاء على تأهب ذروة دائم له تداعيات فورية على المعركة في غزة أيضا”، مشيراً إلى أن “2 من مثل هذه التداعيات برزا في الأسابيع الأخيرة هما تخفيف عدد القوات في القطاع بما في ذلك نقل فرقة 36 إلى الشمال والتي بعض من قواتها حلت منذ الآن محل قوات الاحتياط في الحدود اللبنانية، وتقنين الذخيرة والذي في إطاره يمتنع الجيش من استخدام مبالغ فيه للقذائف والقنابل من أنواع مختلفة لأجل الإبقاء على الذخيرة لاحتمال حرب في لبنان”

وأوضح أن “الضرر الأساس الذي لحق بإسرائيل هو في الجانب المدني، فصحيح أن لبنان يدفع ثمنا موازيا حين فرغت الكثير من قرى الجنوب من سكانها الذين فروا إلى الشمال لكن ليس في هذا مواساة، فحقيقة أن عشرات آلاف الإسرائيليين يسكنون منذ أربعة أشهر خارج بيوتهم إضافة إلى الضرر الذي لحق بالبنية التحتية، بالأعمال التجارية والزراعية تعطي حزب الله إنجازاً مهماً حتى بدون معركة شاملة”.
 
مناوشات حسب القواعد
وقال ليمور إنه “سبق لإسرائيل أن أوضحت بأنها لن تعود إلى الواقع الذي ساد في الحدود الشمالية مع لبنان قبل يوم 7 تشرين الأول الماضي، وأن الهدف المعلن هو إبعاد قوة الرضوان وراء نهر الليطاني وتفكيك قدرات حزب الله في قرى جنوب لبنان”.

وأردف: “في غضون ذلك، تعمل محافل دولية مختلفة بقيادة الولايات المتحدة وفرنسا على بلورة اتفاق بهذه الروح يتضمن مرابطة قوة دولية معززة في جنوب لبنان مع محاولة لأن تنهي في إطاره الخلاف الذي لم يسوّ بعد بين الطرفين على خط الحدود بين إسرائيل ولبنان”.

وأردف: “يخيل أنه رغم تصعيد الأيام الأخيرة فإن فرصاً مثل هذه التسوية لا تزال بعيدة عن فرص فتح معركة واسعة، كما أسلفنا. كذلك، فإن إسرائيل معنية بالتركيز على غزة حتى هزيمة حماس وإعادة المخطوفين، وحزب الله معني بمساعدة الجهد الفلسطيني دون أن يدفع على ذلك ثمنا باهظا”.

وأضاف: “كل هذا يسمح للطرفين بمواصلة المناوشات وفقا لقواعد لعب محددة، جنود نعم، مدنيين لا؛ جنوب لبنان والجليل الأعلى والغربي نعم، عمق لبنان وعمق إسرائيل”. (عربي21)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى