لم نصل بعد إلى الطريق المؤدية للحرب” هذا الإحتمال يُبعد شبح الحرب الشاملة
تتسارع التطورات بشكل دراماتيكي في الميدان الجنوبي، بحيث باتت الغارات وعمليات الإغتيال والقصف التدميري، تتدرّج باتجاه تصعيد غير مسبوق منذ 8 تشرين الأول إلى اليوم، على إيقاع من التهديدات الإسرائيلية والتحذيرات الخارجية من الوصول إلى مشارف الحرب الشاملة. وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة التصعيد، فإن اللواء المتقاعد والرئيس السابق للوفد المفاوض حول الحدود الجنوبية عبد الرحمن شحيتلي، يخفِّف من منسوب القلق ويستبعد أي تطور دراماتيكي في إطار المتداول من السيناريوهات التصعيدية التي تحاكي الحرب الموسّعة.
وفي حديثٍ ل”ليبانون ديبايت، يطرح اللواء شحيتلي أكثر من مؤشِّر على أن الحرب الشاملة غير واردة في اللحظة الراهنة، الأول هو أن “حزب الله” لم يصدر بياناً يتبنّى فيه عملية القصف الذي حصل في المنطقة الشمالية في إسرائيل.
والمؤشِّر الثاني، وفق اللواء شحيتلي، يتمثل في أن إسرائيل تجاوزت بعض مناطق وقواعد الإشتباكات، عندما قصفت النبطية، لكنها ما زالت تستهدف في عدوانها الحزب، لكنها هذه المرة أصابت مدنيين.
وبالتالي، وإذ يؤكد شحيتلي أن هذا التطور خطير، بمعنى أنه يؤخذ بعين الإعتبار على أنه تطور خطير جداً، و لكنه لا يعني “أننا وقفنا على الطريق المؤدية للحرب”.
ويوضح شحيتلي إنه بمعزل عن التطورات الخطيرة، فإن قصف المدنيين لا ينقل المعركة من مواجهة عسكرية مثلما هي عليه اليوم، ومن على مسرح عملية محدّد إلى حرب شاملة.
ويكشف شحيتلي عن أن “حزب الله”، لم يُستدرَج بكل معاركه في أي مرحلة ومنذ بدء مقاومته في الجنوب أيام الشريط الحدودي لمواجهة العدو الإسرائيلي، وحتى اليوم، إلى قصف مدنيين وأماكن محمية، مؤكدأ أن أهداف الحزب كانت دائماً وما زالت عسكرية.
وعن طبيعة الردّ بعد هذا التصعيد الخطير، يتوقع اللواء شحيتلي، أن يبادر الحزب إلى توسيع دائرة الأهداف العسكرية أو من الممكن أن يقصف قرب الأهداف العسكرية، ولذلك لا يمكن القول إننا نتّجه نحو الحرب الشاملة، ولكن من الممكن أن نوصّف قصف النبطية بأنه تطور خطير.
وعلى صعيد التهديد الإسرائيلي بضرب أهداف على مسافة 50 كيلومتر من الحدود، يقول شحيتلي، إن “الإسرائيلي يمتلك القدرة لقصف أي منطقة في لبنان، في بيروت وبعلبك وجبيل وكسروان، إنما ذلك يعني أنها دخلت في الحرب الشاملة، ولكن إسرائيل غير قادرة على تقدير التطورات الممكنة أو الخسائر من هذه الحرب الشاملة، لأنها ما زالت تضع في الحسبان إمكانية خرق “حزب الله” للجبهة شمال فلسطين والدخول إليها بهذه الحرب القادمة، وما زال هذا الأحتمال وارداً لدى اسرائيل، وهذا ما تخشاه.
ويشير شحيتلي إلى أن المطالبة الإسرائيلية بانسحاب الحزب، يأتي من الخوف من أي مفاجأة أو أي تطوّر كأن يدخل الحزب فجأةً إلى شمال فلسطين، موضحاً أنه “من غير المستبعد أن تكون الحرب القادمة على أرض فلسطين المحتلة وليس على الأرض اللبنانية، لأن هذا الأحتمال هو الذي يوقف إمكانية حدوث حرب شاملة”.