رغم الضغط الاميركي….. سيناريو المواجهة يتقدم
هل وصلت مفاوضات التهدئة على الجبهة الجنوبية إلى حائط مسدود؟ سؤال متداول بقوة في ضوء التصعيد الإسرائيلي الهادف إلى دفع الأمور إلى تفجيرٍ واسع، من خلال نسف كل ضوابط الإشتباك وتوسيع رقعته الجغرافية، والذي يتزامن مع تهديدات إضافية للبنان، وذلك بهدف الضغط للتفاوض حول الترتيبات المطروحة للتهدئة.
وبحسب مصادر ديبلوماسية متابعة، فإن الإنسداد ليس حتمياً وإن كانت سيناريوهات المواجهة تتقدم، وهي مرهونة حالياً بقرار قد تتخذه حكومة الحرب الإسرائيلية، في مرحلةٍ ما، رغم أن الضغوطات الأميركية ما زالت قائمة ورادعة.
وتكشف المصادر الديبلوماسية ل”ليبانون ديبايت” أن الحركة الديبلوماسية على خطّ التهدئة لم تتوقف بعد، وهي تصطدم بتصلب موقفي بنيامين نتنياهو من جهة و”حزب الله” من جهةٍ أخرى، مؤكدةً في هذا المجال على أن الإدارة الأميركية، لا تزال تضغط على إسرائيل من أجل لجمها عن أي مجازفة أمنية في لبنان، وقد نجحت حتى الساعة في ضبط أي تصعيد، كما كانت قد نجحت في الحؤول دون قيام إسرائيل بضربة إستباقية للبنان، كان نتياهو يخطط للقيام بها بالتزامن مع بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
لكن استمرار الرهان على الردع والضغط الأميركيين على إسرائيل، لا يلغي أي احتدام أو تفجير قد يحصل، كما تتابع المصادر، وذلك في حال تسجيل أي خطا في الحسابات لدى الطرفين، قد يؤدي إلى الحرب، وذلك على الرغم من أن الطرفين لا يزالان يؤكدان رفض الحرب الموسّعة على الجبهة الجنوبية.
ورداً على سؤال عن الوساطات الجارية لاسيما على مستوى تحرك الوسيط الأميركي آموس هوكستين، فتكشف المصادر عن أن المساعي والإتصالات الديبلوماسية الغربية والعربية، مستمرة من أجل التهدئة، كما أن وساطة هوكستين لم تتوقف، ولكن تقدمها مرهون من جانب لبنان بوقف الحرب في غزة، ومن جانب نتنياهو بتراجع الحزب إلى شمال الليطاني، مع العلم أن هذه الوساطة كانت قضت بانسحاب الحزب ووقف إطلاق النار وعودة المستوطنين، على أن تنطلق بعد ذلك المفاوضات من أجل تثبيت الحدود البرية.
إلاّ أن هذه المعطيات، لا تشي بأن المعادلات الميدانية ستبقى على واقعها الحالي، حيث من الواضح بحسب هذه المصادر، أن القلق الأميركي جدي وإن كانت واشنطن لا تزال تمنع الحرب الشاملة، ويعود القلق إلى تصاعد التهديدات الإسرائيلية والإجراءات الأخيرة المتمثلة بنشر قوات إسرائيلية على امتداد الجبهة مع لبنان، لإقناع المستوطنين بالعودة.