أخبار سياسية

هل من صفقة ألمانية مع “حزب الله”؟

لا يمكن التنكّرلأهمية ما يسمى بـ”الطحشة” الديبلوماسية باتجاه لبنان اللبنانية في الفترة الأخيرة، وخصوصاً في أعقاب التهديدات الإسرائيلية التي تحدثت عن إمكان أن تتجاوز قواعد الإشتباك االقائمة في الجنوب اللبناني بعمقٍ معين، وذلك تحت حجة إعادة المستوطنين إلى المستوطنات في شمال إسرائيل، حيث يلاحظ الكاتب والمحلل السياسي جورج شاهين، أن الإعتداءات الإسرائيلية، هي عينها من أبعدت حوالى 80 ألف لبناني على الأقل من قراهم ودمرت العديد من القرى، لأن من يزور الجنوب اليوم، يكتشف حجم الأضرار في أكثر من 14 بلدة تقريباً وما يمكن أن تتكشّف عنه فور التوصل إلى وقف إطلاق النار.

ويؤكد المحلل شاهين في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنه من غير الممكن القول إن التحركات هي من أجل ضبط الوضع في الجنوب ومنع التوسّع في الحرب، فلبنان في حالة حرب اليوم، وقد انعكست الأعمال العسكرية على مختلف وجوه حياة اللبنانيين، فالحرب غير محصورة بالجنوب، لأن ما يجري على الساحة اللبنانية إقتصادياً ومعيشياً وسياسياً، ولا سيّما في الشأن المعيشي بظل الأزمة النقدية والمالية الكبرى، يؤكد بأن ما يجري في الجنوب ينعكس بشكل سلبي على الوضع في لبنان، عدا عن القرارات التي قادت إلى تقليص وحجب المساعدات عن الأونروا المهتمة باللاجئين الفلسطينيين، وكلها من رواسب وترددات هذه الحرب ويمكن أن تنعكس على أكثر من مستوى.

إلاّ أنه كان مفاجئاً للوسط اللبناني، إلغاء زيارة الوزيرالمصري سامح شكري لبيروت، إذ يكشف شاهين، أن “شكري كان طلب لقاءات عاجلة في بيروت وحصرها بخمس ساعات تقريباً ما بين الواحدة ما بعد ظهر أمس والسابعة مساءً، موضحاً أن ما تبلّغته المراجع الديبلوماسية بطريقة غير رسمية، هو أن الرئيس المصري طلب منه تأجيل الزيارة، فالتطورات العسكرية في جنوب القطاع والغارات الإسرائيلية التي استهدفت مدينة رفح، جعلته يتمسّك ببقاء أركان حكومته في الداخل المصري، لأن هناك قرارات لا بدّ أن تتخذ خصوصاً إذا تمادى الإسرائيليون بقصف مدينة رفح والإقتراب من معبر فيلادلفيا”.

ويكشف شاهين أن المصريين لا يزالون يشككون بالنوايا الإسرائيلية ولا يعتقدون أن حكومة الحرب الإسرائيلية، قد تخلّت عن موضوع الـ”ترانسفير” وهو أمر لم ولن تقبل به مصر، تحت أي ظرف من الظروف.

أمّا بالنسبة لزيارة وزير خارجية ايران حسين أمير عبد اللهيان لبيروت، فيقول شاهين، إنه يعتمد ومنذ سنوات على بيروت ك”منصّة إعلامية لإطلاق المواقف الإيرانية الكبرى”، لافتاً إلى أن “عبد اللهيان، يعتقد أن سياسته التي تناغمت مع سياسة الحرس الثوري الإيراني، وضعت يدها على لبنان ولا بدّ من الإستثمار في ما حققه حزب الله، وخصوصا بعد أحداث 8 تشرين، عندما قام الحزب بفتح جبهة المساندة والإلهاء وفتح حرباً من طرف واحد”.

ويقول شاهين إنه ومهما تعددت التبريرات بأن هذه الجبهة لم تقدم ولم تؤخر وبأنها جرّت لبنان إلى حرب جديدة انتهت بتدمير ما تمّ تدميره، وقد تجاوز عدد الشهداء 220 شهيداً من مقاتلي الحزب وهو ثمن لم تدفعه بعد أي دولة أخرى، وخصوصاً من دول “وحدة الساحات” التي كان الحزب ينسّق معها في هذا الإتجاه.

وعن طبيعة المفاوضات التي يخوضها “حزب الله” ولو بشكلٍ غير مباشر مع الموفدين، يكشف شاهين عن معلومات، تدفعه للخشية من القناة الديبلوماسية الألمانية، معرباً عن الإعتقاد بعدم وجود تواصل أميركي أو فرنسي أو غيره مع الحزب مباشرةً، لأن الرئيس نبيه بري، هو قناة الإتصال الوحيدة للأوروبيين والأميركيين ولأعضاء “الخماسية”.

أمّا بالنسبة لأسباب هذه “الخشية”، فيرجعها شاهين إلى “خبرة” الألمان في التعاطي مع الحزب، مذكراً بأن المخابرات الألمانية، هي التي أنجزت أكبر عملية تبادل في تاريخ الحرب بين الحزب وإسرائيل في العام 2008 ، حيث تبيّن بأن المخابرات الألمانية نجحت في تدبير عملية التبادل الكبيرة التي شملت مئات المعتقلين في السجون الإسرائيلية لقاء الإفراج عن المرحوم سمير القنطار وعدد من الأسرى اللبنانين، الذين لا يشكلون أكثر من 2 أو 3 بالمئة من مجموع ما تمّ تحريرهم في تلك الصفقة الكبرى، التي تبيّن بأن المخابرات الإيرانية هي من قامت بها، وهم غير غافلين عن هذا الأمر، فالتاريخ يعيد نفسه بسرعة ولو أن العملية الأخيرة قد أُنجزت قبل 16 عاماً.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى