تقرير يكشف عن تغيُّر في معادلة المواجهة بين حزب الله وإسرائيل
تناول تقرير في “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، للمدير التنفيذي لمركز الشرق الأوسط للتقارير والتحليل، سيث جيه فرانتزمان، تهديد حزب الله ضد الجيش الإسرائيلي، خصوصاً في ظل إطلاقه “مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة، بوتيرة يومية، وتحويله الهجمات ضد إسرائيل إلى أمرٍ طبيعي”.
وأكّد فرانتزمان في تحليله، أنّ “تهديد حزب الله واضح، والمسؤولون الإسرائيليون في كثير من الأحيان أشاروا إلى مدى أهمية توقّف تهديدات حزب الله في الشمال”.
وذكر التحليل أنّ “إسرائيل أخلت المستوطنات على طول الحدود الشمالية، وأرسلت أكثر من 80 ألف شخص للعيش في الفنادق ومناطق أخرى، في ظل إطلاق حزب الله عشرات الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات والطائرات مندون طيار، وأكثر من 2000 صاروخ على إسرائيل بين 8 تشرين الأول، و9 كانون الثاني”.
عمليات حزب الله، بحسب التحليل، أدّت إلى نشر إسرائيل، ثلاثة ألوية من الجيش الإسرائيلي على طول الحدود، والردّ بعمليات هجومية.
وبعد نحو 120 يوماً، رأى فرانتزمان أنّ “السؤال الحقيقي الآن هو كيف يمكن لحزب الله أن يغيّر قواته، وما إذا كانت قدراته قد تضررت، وكيف يمكن أن يرد”.
وشدد على أنّ “تهديد حزب الله هو دائماً أسوأ بكثير من تهديد حماس بالنسبة لإسرائيل، على الرغم من أنّ الأخيرة تمكّنت في 7 تشرين الأول، من اختراق السياج الحدودي في 29 موقعاً، وقتل 1000 إسرائيلي، وأسر 240 آخرين، ما يطرح العديد من التساؤلات حول ما إذا كان حزب الله قد تمّت الاستهانة به أيضاً”.
وأكّد فرانتزمان أنّه “قبل 7 تشرين الأول، لم تكن إسرائيل لتسمح أبداً لحزب الله بإطلاق 2000 صاروخ على إسرائيل من دون احتمال نشوب صراع كبير”، مشيراً إلى أنّ “التركيز الإسرائيلي على هزيمة حماس في الجنوب قدّم فرصة لحزب الله لتغيير نموذج الردع في الشمال”.
وأشار الباحث إلى أنّ “حزب الله، خلال عامي 2022 و 2023، تجاوز الحدود بالفعل، وهدد إسرائيل خلال المفاوضات البحرية بين إسرائيل ولبنان، وبدأ حزب الله في محاولة تغيير الحدود عند جبل دوف، حيث نصب خيمة”، ورأى أنّ “استفزازات حزب الله تختبر إسرائيل”.
ورأى المحلل أنّ “الهدف من استفزازات حزب الله، التي تشمل هجماته اليومية والمستمرة، كانت معرفة ما إذا كان من الممكن خلق حقائق على الأرض فيما يتعلق بكيفية رد إسرائيل”.
وشدد على أنّ “هناك عدة جوانب لتهديد حزب الله يتمّ التركيز عليها الآن، أوّلها تزايد تهديد الطائرات من دون طيار التابعة لحزب الله”، مشيراً إلى أنّ “حزب الله استخدم عدداً غير مسبوق من الطائرات من دون طيار منذ 8 تشرين الأول، كما سعى إلى استهداف مواقع حساسة في الشمال، أحياناً بطائرات من دون طيار وأحياناً بصواريخ”.
وشكّك فرانتزمان في أنّه “من غير الواضح ما هي النسبة المئوية التي تعكسها من إجمالي الأهداف التي ضربتها إسرائيل في لبنان”، مؤكداً أنّ “هجمات حزب الله، التي ربما وصلت إلى نحو 3000 من حيث عدد الذخائر المستخدمة، تعادل عدد الضربات الإسرائيلية، وتساءل عما إذا كانت هذه نسخة جديدة من مفهوم الحرب الباردة المتمثل في مبدأ التدمير المتبادل المؤكد، حيث لا يرغب أي من الطرفين في التصعيد أكثر من اللازم؟”.
وخلص محلل الشرق الأوسط في صحيفة جيروزاليم بوست إلى أنّ “هذه كلها أسئلة أساسية الآن في الشمال مع مرور أربعة أشهر على الحرب في غزة”، مشيراً إلى أنّ “حزب الله بدأ هذه الجولة، ومثل حماس، يسعى إلى المبادرة، والتحدي أمام إسرائيل اليوم هو أخذ هذه المبادرة من أيديهم”.