أخبار جنوبية

صيدا .. عادات وتقاليد

مادونا الحوراني

قررت البارحة الذهاب الى مدينة صيدا بهدف التسوق و الاستمتاع بوقت الفراغ ،نزلت من البيت بكامل اناقتي معطرة عند العصر و استقليت سيارة اجرة …عند الوصول ترجلت فورا الى جانب القلعة البحرية الساحرة و الجذابة لكي اتامل بها و اسرح في افق الشمس قليلا و امواج البحر التي تصفق فرحا على احجارها الصفراء المعتقة و تصميمها البارع و طلتها الجميلة …و لرائحة البحر في صيدا عبق مميز يشعرك باهمية و خصوصية هذه البقعة في بلدنا لبنان لا غير …تقترب قليلا او تمشي على الكورنيش لترى مجموعة من السفن المتراصفة جنبا الى جنب على الاطراف بعضها في جهوزية تامة لتقوم باخذك رحلة صغيرة في البحر مقابل مبلغ بسيط جدا من المال و بعضها لاصطياد السمك ،كما و ترى على الكورنيش بعض العائلات او الشبان او الاطفال الذين ياكلون البوظة او الذرة او الفول و غيره مبتهجين بعطلتهم يلعبون مع بعضهم البعض …قطعت الشارع لكي ادخل الى سوق صيدا القديم ،فهو ليس مؤلف من بنايات شاهقة بل ايضا عدة قناطر او بوابات سميكة الجدران كالاسوار الخارجية طبعا …عند الدخول تشم رائحة الفول او الفلافل الشهيرة التي ستفتح شهيتك بالتاكيد ،او تسمع قرقعة فنجان القهوة التقليدي بيد القهوجي المبتسم …اصوات الباعة هنا و هناك تعتريها احيانا لحظات من الصمت تمر بينها اصوات ماكينات الخياطة او الخشب او السجاد او الخياطة مع نسمات الهواء العليل…
ابداعيات 🤩
و فيما كنت اتمشى في سوق صيدا القديم لفت انتباهي لوحة خشبية مكتوب عليها حمام الجديد كما لفت سمعي صوت اغاني فيروز تلعلع من المحل …دخلت الى المحل فإذ هو يعرض مجموعة من فناجين القهوة و الفخار و اباريق الزجاج المرسوم عليها و لا سيما الصابون و اللو حات الفنية و غيرها ، و ها هو رجل في الاربعين من عمره يلقي علي التحية و انا بالمثل ،فسالته ان كان باستطاعته الاجابة عن بعض الاسئلة التي دارت في ذهني ،فقال نعم و من ثم بدأت بطرح الاسئلة عليه
-اخبرني قليلا عن تاريخ هذا المحل ؟
فاجاب : هو بيت الاميم الذي كان قديما يئم الحطب و الماء ،اسس كخزانات مياه للحمام الجديد و هو اجدد حمام في تلك الحقبة و اعيد بناؤه و ترميمه في عام ٢٠١٠ ليصبح معلم ثقافي سياحي باسم سوفونير شرقي ، و انا بدوري ادعم سكان مدينة صيدا لعرض المنتجات و تسليط الضوء على الحرفيات كما واشرف على اعطاء الافكار المتعلقة بالحرفيات
– ما الصعوبات و التحديات التي تواجهها هذه المهنة في ظل التطور التكنولوجي ؟
فاجاب: كلا ، لا يوجد صعوبات ، فالفئات التي تطلب الصناعات الالية لها ذوقها الخاص كذلك التي تطلب الصناعات الحرفية
-ما الفئات الاكثر اقبالا على شراء الحرفيات ؟ و لماذا ؟
فاجاب السياح و المغتربين لانهم يريدون الاحتفاظ بذكريات لبنان الجميلة و تقاليده و تراثه
-برأيك هكذا نوع من الصناعات بماذا تفيد المجتمع ؟
فاجاب : انها تحافظ على هوية لبنان الثقافي و السياحي بالتاكيد
-هل سبق و شاركت بمعارض ؟
فاجاب : نعم، بالتاكيد
-هل تشجع الاجيال القادمة على تعلم هذه المهنة ؟
نعم ، بالتاكيد ،لانها تعزز من المهارات العقلية و تثقل المواهب و تحث الانسان على الابداع
-كم ثمن كل قطعة ؟
فاجاب : يتراوح بين دولار و ١٠ دولارات
-لماذا تحب الحرفيات ؟
فاجاب : احب لبنان ، و احب المحافظة على تقاليده و عاداته و تراثه و بالتالي المساهمة في الحفاظ على حضارته
شكرا
🤓و نستخلص من التركيز على هذا الموضوع ان لبنان بامكانه الاعتماد على انتاجه الاقتصادي و المشاريع الصغيرة كالصين و غيرها من الدول بدلا من الاستهلاك و الاعتماد على الانتاج الخارجي فقط ، و بالتالي الثقافة المبنية على التكيف في بيئة صالحة للتقدم و التطور و الانتاج الجماعي ترفع من مستوى المجتمع و تعزز من التراث الثقافي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى