3 صواريخ ذكية وبنك أهداف وجهوزية “اليوم الثاني”
بمعزلٍ عن المفاوضات المستمرة من أجل التوصل إلى تهدئة في غزة، تتدرج المواجهات على الجبهة الجنوبية باتجاه تصعيدٍ غير مسبوق، ما يرسم ملامح مرحلة جديدة، يقرأ فيها المحلل الإستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، تصعيداً إسرائيلياً يندرج، وفي التحليل المنطقي، من ضمن موقف أخضر أميركي، أُعلن في اليوم الثاني لعملية “طوفان الأقصى” على لسان الرئيس الأميركي جو بايدن عندما صرح ب”أننا لن نُبقي إسرائيل مستقبلاً تحت التهديد، وهذا يعني أن التهديد ليس في غزة فقط، بل في جبهة الشمال أي في جنوب لبنان”.
وفي توصيفه للحالة الميدانية جنوباً، يقول العميد ملاعب ل”ليبانون ديبايت”، إن “إسرائيل ترغب الحرب لكنها غير مستعدة لها، فيما حزب الله لا يرغب بالحرب لكنه مستعد لها، واليوم الحزب يمتلك القوة، وإن كان لم يستخدم السلاح الاستراتيجي والقوي لديه، بل استخدم فقط السلاح الذكي والمحصور بنوعين من الأسلحة، صاروخ الكورنيت، وهو معدّ ضد الآليات لكن مداه 6 كيلومترات وقوة اختراقه جيدة جداً وقد جُرب في 2006 ونجح، ولكن الهدف من استخدامه ليس ضد الآليات بل ضد الأبنية والثكنات والمواقع الإسرائيلية وقد اثبت فاعليته لأن القبة الحديدية تستطيع التعامل مع الصواريخ المنحنية وليس مع الصواريخ الأفقية كالكورنيت، لذلك استخدم هذا الصاروخ بذكاء وحقق أهدافه”.
أمّا الصاروخ الثاني، يشير ملاعب، فهو “البركان لأن مسافته قصيرة وقوته تدميرية وتبلغ 300 غرام مع متفجرات، ولا تمتلك القبة الحديدية المدى الكافي لرصده وإطلاق صاروخ مقابل لتفجيره كون مسافته قصيرة”.
لكن الحزب،كما يكشف العميد ملاعب، قد يستخدم أيضاً “فلق واحد” من مسافة 10 كلم، كما فعل بالأمس، مشيراً إلى أنه من الممكن أن يكون الحزب اضطر للتراجع عن خط الحدود، فاستخدم صاروخ فلق من مسافة 9 او 10 كلم، لكي يبقى قادراً على أن يحقق أهدافه”.
وبالتالي، يشدد ملاعب، على أن “الحزب جاهز ولديه بنك أهداف كبير وصواريخ لا تستطيع أن تتعامل معها القبة الحديدية نظرا لكثافة للصليات التي من الممكن أن تخرج من معظم الأراضي في لبنان وسوريا، وبالمقابل، فإن إسرائيل تملك القوة الجوية وتستطيع استخدامها والغدر والإنتقام من لبنان وليس فقط من الجنوب، لأنها هددت بيروت سابقًا، لذلك ممكن أن تنجح في خطتها التدميرية وبالهدم كما حصل في غزة، ولكن ما ينتظرها في اليوم الثاني في إسرائيل سيجعل من هذا اليوم صعباً جداً”.
وعن اليوم الثاني، يقول ملاعب إن الحزب لديه “بنك أهداف وسلاح استراتيجي وقوة الرضوان المدربة على القتال في أماكن العدو، لذلك إذا فشل الإسرائيلي في غزة ولم يقبل بأي هدنة وبقي جيشه من قوات الإحتياط مُستنزفاً، من الممكن أن يُقدم على توسيع الحرب واستدراج حزب الله للردّ حتى تُستدرج الولايات المتحدة بأساطيلها الموجودة للرد على حزب الله”.
ويؤكد ملاعب بأن هذا هو السيناريو المحتمل أن يورط نتنياهو وحكومته، واشنطن باتخاذ القرار بالردّ، لأنه عندما تتعرض إسرائيل لأزمة وجودية، وهي مُنتظرة من بنك الأهداف لدى الحزب، الذي سوف يطال الأماكن المدنية والمرافق ومنصات البترول ومدرجات المطار، وذلك في اليوم الثاني على توسيع الحرب”.