هجوم الأردن.. واشنطن تتعهد برد “متدرج وايران ليس لديها النية لـتوسيع الحرب
كشفت صحيفة “ذا غارديان” The Guardian، الأربعاء، أن “إيران أبلغت الولايات المتحدة، عبر وسطاء، أنها إذا ضربت الأراضي الإيرانية مباشرة، فإن طهران سترد بنفسِها على الأصول الأميركية في الشرق الأوسط، مما سيجر الجانبين إلى صراع مباشر”.
وبحسب الصحيفة، أكد “الطرفان أنهما لا يسعيان إلى حرب مفتوحة، لكن طهران تعتبر أن أي هجوم أميركي على أراضيها خط أحمر سيقابل بالرد المناسب”.
يأتي ذلك فيما قال مسؤول أميركي لشبكة “إيه بي سي نيوز” ABC News، شريطة عدم الكشف عن هويته، إن رد الولايات المتحدة على هجوم الأردن سيكون “خلال الأيام القليلة المقبلة”، وفي هذا الهجوم سيتم ضرب “أهداف متعددة”.
وأضاف المسؤول الأميركي: “ستكون الهجمات دقيقة للغاية ومخططاً لها وستستهدف المنشآت والأشخاص الذين سهلوا الهجمات ضد القوات الأميركية”.
لكن في نفس الوقت، أفادت صحيفةُ “وول ستريت جورنال” Wall Street Journal بأن “قائد فيلق القدس إسماعيل قاآني زارَ كلاً من سوريا ولبنان في محاولةٍ لتحجيمِ تصرفاتِ حلفاءِ إيران في المنطقة، وذلك في أعقابِ تحذيرِ واشنطن لطهرانِ من الردِ على أي عدوان”.
وأضافت الصحيفةُ الأميركية نقلاً عن مصادِرها أن “إيران أخبرت قادةَ الميليشيات في لبنان والعراق واليمن بأنها ليس لديها نيةً لتوسيعِ نطاقِ الحرب”.
في المقابل، قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي إن “الولايات المتحدة قد تلجأ إلى رد متدرج على الهجوم الذي أسفر عن مقتل 3 من قواتها المتمركزة في الأردن. وأوضح كيربي أن الرد قد يشمل إجراءات متعددة وليس تحركا واحدا”.
هذا ونقلت شبكة “سي بي إس” CBS، عن مسؤول أميركي، قوله إن “واشنطن بصدد إرسال دفاعات جوية مصممة لاعتراض المسيرات إلى قاعدة البرج “تي 22″ التي استهدفت على الحدود الأردنية السورية”.
وأضاف المسؤول الأميركي أن “ذلك الموقع لم يكن هدفا لهجمات سابقة، ولذلك فإن دفاعاته الجوية لم تكن قوية كباقي القواعد في العراق وسوريا”.
قبل ذلك، قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه “اتخذ قراره بشأن طبيعة الرد على هجوم بطائرة مسيرة أسفر عن مقتل جنود أميركيين في الأردن”.
وأضاف بايدن للصحافيين، لدى مغادرته البيت الأبيض إلى جولة انتخابية في فلوريدا، أن “إيران مسؤولة عن تزويد الأسلحة المستخدمة في الهجوم على قاعدة “تي 22″ الواقعة على الحدود الأردنية السورية، مؤكدا أن الولايات المتحدة لا تريد اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط”.
ولم يقدّم الرئيس الديمقراطي، الذي يواجه ضغوطاً شديدة من خصومه الجمهوريين للرد بحزم على طهران، مزيداً من التفاصيل.
ويأتي ذلك غداة إشارة وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إلى عمليات انتقامية “على مستويات عدّة، يتم تنفيذها على مراحل”.
وقبل مغادرته إلى فلوريدا حيث سيقوم بجمع الأموال لحملته، تحدّث الرئيس الأميركي مع عائلات الجنود الثلاثة الذين قُتلوا.
وقال كيربي إنّه “بالاتفاق معهم، سيتوجّه بايدن إلى قاعدة دوفر (شمال شرق) البلاد، الجمعة، لحضور مراسم إعادة رفات الجنود”.
والثلاثاء أعلنت كتائب حزب الله – العراق “تعليق” العمليات العسكرية والأمنية ضد الولايات المتحدة في البلاد بغية عدم “إحراج” الحكومة العراقية.
وأسفر الهجوم بطائرة مسيّرة الأحد على قاعدة لوجستية أميركية تقع في الصحراء الأردنية على الحدود مع العراق وسوريا، إلى مقتل ثلاثة جنود أميركيين وإصابة العشرات بجروح، وفقاً للجيش الأميركي.
وكان ذلك كافياً لإعادة إحياء انتقادات اليمين في الولايات المتحدة لاستراتيجية جو بايدن تجاه إيران.
وقال المرشح الجمهوري للرئاسة دونالد ترامب في بيان إن “العالم ذهب إلى الجحيم” في عهد بايدن الذي “جعل بلادنا تندفع بشكل مباشر نحو الحرب العالمية الثالثة”.
بدوره، أكد زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، أنّ “العالم كلّه ينتظر ليرى ما إذا كان الرئيس سيقرّر أخيراً استخدام القوة الأميركية لإجبار إيران على تغيير سلوكها”.
ولا يريد بايدن الانجرار إلى صراع إقليمي واسع النطاق في منتصف عام انتخابي. وقد امتنع حتى الآن عن شنّ ضربة مباشرة على إيران، سواء من خلال استهداف أراضيها أو كبار مسؤوليها العسكريين.
وفيما كان الرئيس الأميركي، الذي يقدّم نفسه على أنّه “الضامن للنظام والديمقراطية على المستوى الدولي، يواجه انتقادات الجمهوريين في الداخل، فقد قوبل أيضاً بدعوات للتهدئة من قبل خصمي واشنطن الرئيسيَين، روسيا والصين”.