هل تبلّغ لبنان موعد “الحرب الإسرائيليّة”؟
كتب ميشال نصر في” الديار”: تسير الجبهة اللبنانية بخطى ثابتة نحو الانفجار، الذي يبقى سؤال توقيته عالقا عند المفاوضات، والجهة التي ستطلق صفارة انطلاقه، خصوصا ان ثمة من يعتقد ان البادئ سيكون الخاسر.
مصادر سياسية متابعة، رأت ان الخشية ليست من الحرب وتداعياتها وحسب، انما مما تخفيه من اجندة واهداف ترمي “اسرائيل” الى تحقيقها من خلال تصعيدها المتدرج لاعتداءاتها، قبل الوصول الى قرار الذهاب نحو التسوية الديبلوماسية وابلاغه الى الموفد الاميركي اموس هوكشتاين الناشط في زيارة مكوكية بين بيروت و”تل ابيب”. علما ان امكانية تحريك الملف الرئاسي التي كانت معلقة على عودة الموفدين الفرنسي والقطري الى بيروت قريبا لم تعد هدفا لاهل الداخل والخارج، انما بات الحفاظ على الواقع الامني والسياسي الحالي هو الغاية من الاستنفار الديبلوماسي باتجاه بيروت، مع عودة التحذيرات من قبل بعض الدول الاوروبية لرعاياها بعدم زيارة لبنان، ومطالبة الموجودين فيه بمغادرته عاجلا.
وتكشف المصادر ان ساعة الصفر لانطلاق العمليات العسكرية على الجبهة اللبنانية، والتي يتوقع ان تكون ساحتها الحامية المنطقة الواقعة حتى نهر الاولي، ستكون مع اعلان فشل جولة المباحثات الجديدة حول انجاز الانتخابات الرئاسية.
وتابعت المصادر بان سفيرا عربيا ابلغ مرجعية رئاسية رفيعة، عن ان المعلومات المتوافرة تؤكد عزم “اسرائيل” تنفيذ “شيء ما” ضد لبنان، وان ذلك سيحصل بغطاء دولي وغربي، قد تكون نتيجته قرار دولي جديد ملزم، لن تعارضه موسكو بالتأكيد وان تحفظت عنه.
واشارت المصادر الى ان الرهان على ان اشتعال جبهة غزة يقي لبنان من عملية عسكرية هو تحليل خاطئ، اذ يبدو ان “تل ابيب” لن تكون وحيدة في حربها ضد لبنان، اذ تكشف معظم التقارير الاستخباراتية عن دور استعلامي اميركي وبريطاني كبير في المواجهات الجارية راهنا على الجبهة الجنوبية.
ورأت المصادر ان الاعلان الايراني عن ان حزب الله مختلف عن الوضع مع حماس، انما يعقد الامور، في ظل الرغبة الاميركية في “حشر” طهران وحارة حريك، اللتين حتى الساعة يرغبان بابقاء لبنان خارج معادلة المواجهة الشاملة، رغم ان واشنطن “تأخذ دول المحور بالمفرق” من اليمن الى العراق، مرورا بغزة بعد تحييد سوريا بقرار روسي.
وفي هذا الاطار، يروي ديبلوماسي عربي في بيروت، ان بلاده تواصلت مع طهران من اجل تخفيف حدة التوتر على الجبهة الاميركية – الايرانية، خصوصا بعد توقف الاتصالات بين الطرفين، والاتهامات العسكرية الاميركية المباشرة للحرس الثوري بالوقوف وراء الهجمات التي تطال القواعد الاميركية من جهة، والسفن العابرة في البحر الاحمر، والرد عليها باتفاق مع روسيا في سوريا، حيث وجهت ضربة هي الاقوى للوجود الايراني فيها