كلام “صادم” من نتنياهو بشأن الحرب
قالت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، اليوم الثلاثاء، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، أبلغ وزراء حكومته، أن المرحلة الثالثة من الحرب على غزة “ستستغرق ستة أشهر”.
وأضافت الهيئة أن “نتنياهو أوضح أن الأمر سيستغرق ستة أشهر حتى ينهي الجيش المرحلة الثالثة من الحرب التي بدأت بالفعل في شمال قطاع غزة”.
ونقلت عن نتنياهو قوله للوزراء في اجتماع الإثنين: “كما قلنا مسبقاً، إن الجزء الجوي سيستمر ثلاثة أسابيع وهكذا كان، وكما قلنا إن الجزء الثاني من المناورة الضخمة سيستمر ثلاثة أشهر وهكذا كان، وهكذا نقول إن الجزء الثالث من “تثبيت السيطرة والتطهير” سيستمر ستة أشهر” وفق تعبيره.
قالت هيئة البث: “قام الجيش بتخفيض عدد الجنود في غزة، من خلال تسريح جنود احتياط وإخراج الجنود بشكل منتظم للتجديد والاستعداد للقتال بشكل مركز”.
وأضافت، “أما المرحلة الثالثة فمن المتوقع أن تشمل إنهاء المناورات البرية، وتخفيض القوات، وتسريح جنود الاحتياط، والانتقال إلى الغارات المستهدفة”.
وتابعت، “بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يتم في المرحلة الثالثة إنشاء ما يشبه المنطقة الأمنية في قطاع غزة”، دون مزيد من التفاصيل.
وفي 8 كانون الثاني 2024 قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت لصحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، إن القوات الإسرائيلية ستتحوّل مما سماه “مرحلة المناورة المكثفة في الحرب”، إلى “أنواع مختلفة من العمليات الخاصة”، دون تحديد موعد البدء بذلك، أو تفاصيل عن هذه العمليات. لكنه حذّر من أن “الفصل التالي من الحرب سيستمر لفترة أطول”.
وحسب وسائل إعلام إسرائيلية، تقضي المرحلة الثالثة بالانتقال من “القصف الكثيف إلى القصف المحدد وسحب العدد الأكبر من القوات من داخل قطاع غزة إلى الحدود”.
كان الوزير في مجلس الحرب الإسرائيلي بيني غانتس قد سبق أن أكد في وقت سابق من شهر كانون الثاني 2024 أن العمليات العسكرية ستستمر لفترة طويلة، وأن حكومته ملتزمة بـ”القضاء على (حماس) واستعادة الرهائن”. وقال غانتس في مؤتمر صحافي إن إنجازات جيش بلاده آخذة في الازدياد، وإن “حكم حماس” أصبح غير موجود في مناطق واسعة في قطاع غزة.
واختار غانتس مصطلح العمليات الإسرائيلية في إشارة إلى بدء المرحلة الثالثة من الحرب في شمال القطاع، وهي المرحلة التي تقوم على عمليات محددة عوض العمليات المكثفة، وهي مرحلة يُفترض أيضاً أن تنتقل إلى الجنوب في مرحلة لاحقة. وتخطط إسرائيل لأن تستمر هذه العمليات قرابة عام كامل.
في سياق موازٍ، قال مسؤول إسرائيلي، اليوم الثلاثاء، إن المفاوضات مع حركة “حماس” حول وقف إطلاق النار في غزة مقابل تبادل أسرى، ما زالت مستمرة. ونقلت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية) عن مسؤول إسرائيلي، لم تسمّه، إن المفاوضات “لا تزال مستمرة ولم نتلقّ رداً سلبياً”.
ولفتت إلى أن تصريحات المسؤول الإسرائيلي، جاءت بعد تقارير غربية عن رفض حركة “حماس” العرض الإسرائيلي.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قال، الإثنين، إن هناك عرضاً إسرائيلياً، دون الكشف عن تفاصيله. وتجري المفاوضات من خلال قطر ومصر، بحسب هيئة البث الإسرائيلية.
قالت الهيئة في وقت سابق إن العرض الإسرائيلي يتضمن “إطلاق سراح المخطوفين (المحتجزين لدى حماس) من غير الجنود، مقابل وقف إطلاق النار لفترة طويلة، وانسحاب تكتيكي للجيش الإسرائيلي من عدة مناطق في قطاع غزة، وإطلاق سراح سجناء أمنيين فلسطينيين من السجون الإسرائيلية”. ولم تعلق حركة “حماس” رسمياً على العرض الإسرائيلي.
بدوره، أكد متحدث وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، اليوم الثلاثاء، أن جهود الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل ما زالت جارية لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيراً إلى أن الكثير من التقارير التي تنشر حول تلك الوساطة “مغلوطة”.
وقال في مؤتمر صحفي: “منخرطون في مفاوضات ومناقشات جدية بين طرفي الأزمة في غزة، وجهود الوساطة بين الفلسطينيين وإسرائيل ما زالت جارية ولن تتوقف مهما كانت الظروف على الأرض”.
وتقول إسرائيل إن “حماس” تحتجز نحو 136 إسرائيلياً في غزة منذ 7 تشرين الأول الماضي، فيما تطالب “حماس” بوقف إطلاق النار في غزة، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، مقابل إطلاق الأسرى الإسرائيليين لديها.
يأتي ذلك في الوقت الذي قالت فيه وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، إن الجيش الإسرائيلي عزل مجمع ناصر الطبي بمدينة خان يونس (جنوب)، وسط صعوبة في نقل الحالات الخطيرة منه بسبب القصف المتواصل.
وأضاف المتحدث باسم الوزارة، أشرف القدرة، في بيان مقتضب: “الجيش الإسرائيلي يعزل مجمع ناصر الطبي ويعرِّض حياة الطواقم والمرضى والنازحين للخطر”.
وتابع، “الطواقم الطبية عاجزة عن نقل الحالات الخطيرة من مجمع ناصر الطبي إلى المستشفى الميداني الأردني المجاور له، نتيجة القصف المتواصل”.
ومنذ الإثنين، يشن الجيش الإسرائيلي سلسلة من الغارات المكثفة، الجوية والمدفعية بمدينة خان يونس، وفي محيط المستشفيات المتواجدة فيها، وسط تقدم بري أحرزته آلياته.
ولأكثر من مرة، أعربت الوزارة عن خشيتها من تكرار ما حدث مع المستشفيات الواقعة شمالي قطاع غزة، بدءاً من استهداف محيطها وصولاً إلى قصفها المباشر ومحاصرتها واعتقال من فيها، مع مستشفيات جنوب القطاع.
وخلال الحرب المتواصلة في غزة، استهدف الجيش الإسرائيلي العديد من المنشآت الطبية وسيارات الإسعاف، وكان في البداية يستهدف بشكل أساسي المنشآت الطبية شمال ووسط القطاع، ثم انتقل إلى المؤسسات الواقعة جنوباً مع اتساع رقعة المعارك البرية بعد انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة مع “حماس” مطلع كانون الأول 2023.
ومنذ 7 تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على قطاع غزة، خلّفت حتى صباح الثلاثاء 25 ألفاً و490 شهيداً و63 ألفاً و354 مصاباً، معظمهم أطفال ونساء، وفق السلطات الفلسطينية، وتسببت في “دمار هائل وكارثة إنسانية غير مسبوقة”، بحسب الأمم المتحدة.