خفايا لقاء السفيرين السعودي والإيراني
رغم التباين في مقاربة الملفات الداخلية اللبنانية والقضايا الإقليمية والدولية فإن اللقاء بين السفيرين السعودي وليد البخاري والإيراني مجتبى أماني شكّل إشارة إلى وجود إيجابية يمكن تلمسها قد تنعكس على الواقع الداخلي اللبناني، لكنها جاءت قبل إلغاء اللقاء الذي كان مقررا لسفراء الخماسية الدولية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري بقليل، مما رسم علامات استفهام حول بقاء الوضع على ما هو عليه.
ولكن الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم ريحان, يعتبر أن “اللقاء بين السفيرين يندرج في إطار تثبيت العلاقات السعودية الإيرانية بعد اتفاق بكين الذي تم توقيعه في العاصمة الصينية وأدى إلى عودة العلاقات بين البلدين، إضافة إلى أن كل من السعودية وإيران مؤثران في الشأن الداخلي اللبنانية ومعنيان باستقرار البلد”.
ويوضح أن “اللقاء تجاوز الملف اللبناني الداخلي وتحديداً الملف الرئاسي وأطل أيضاً ما يجري في الإقليم برمته من غزة إلى البحر الأحمر الى الجبهة الجنوبية”. ويستبعد أن “يكون للقاء اليوم علاقة بتأجيل لقاء سفراء الخماسية الدولية مع رئيس مجلس النواب نبيه بري لأن التأجيل، وفق معلوماته، يتعلّق ببلورة بعض الأمور أكثر، وبعلاقة الدول المعنية بحد ذاتها التي تزال في إطار ترتيب وإعداد ملفاتها في هذا الإطار”. ويؤكد أن “الطبخة الرئاسية ليست ناضجة حتى الساعة، معلّلا ذلك بأن حزب الله رفض أي كلام أو تفاوض بأي ملف قبل وقف إطلاق النار في غزة، مذكّراً بأن الأخير لديه 27 نائباً شيعياً إضافة الى رئاسة المجلس وهو ما يعني أنه يملك الفيتو في الملف الرئاسي مما يحتم التواصل معه”. وبالطبع فإن هذا الواقع برأي ريحان, “يحتاج إلى التواصل والنقاش ضمن الخماسية، زائد أن موضوع ترشيح حزب الله لـ سليمان فرنجية لا يزال قائماً, ويعتبر أن الظرف الحالي يوجب عليه أكثر التمسك به. أما بخصوص زيارة الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت فستعقب زيارته إلى الدوحة والرياض لكنها غير مقررة حتى الساعة. وأشار إلى محاولة من الخماسية لفك ارتباط الرئاسة بملف غزة ولكن الحزب هو من يربط كافة الأمور بملف غزة وهو ما يؤدي إلى تباين بالآراء فرأي يقول مع الفصل ضمن الخماسية الدولية ورأي الحزب الذي يربط الامور ببعضها. |