أخبار دولية

ما دور بنغلاديش في اول تفجير نووي في باكستان؟

منذ تقسيم الهند، عقب الاستقلال عن بريطانيا، وظهور باكستان، عاشت مناطق شبه القارة الهندية على وقع حالة من التوتر المتواصل بين كل من الهند وباكستان.

 

وبأكثر من مناسبة، تطور هذا التوتر ليتحول لحرب بين الجارتين اللتين مثلتا في وقت سابق دولة واحدة. وبداية من السبعينيات، اتخذ الخلاف بين هاتين الدولتين منحى جديدا

فعام 1974، أجرت الهند أولى تجاربها النووية لتدخل بذلك قائمة الدول النووية. وبعدها بنحو عقدين، لحقت بها باكستان سنة 1998 عقب إجرائها لتجارب شاغاي 1 (Chagai-I) النووية.

 

بأمر من رئيس الوزراء الباكستاني ذو الفقار بوتو، باشرت باكستان منذ العام 1972 بإعداد برنامجها النووي قصد الحصول على أسلحة نووية.

 

وبتلك الفترة، فوّض ذو الفقار بوتو لرئيس هيئة الطاقة الذرية الباكستانية منير أحمد خان مهمة تزويد باكستان بتكنولوجيا الأسلحة النووية بحلول العام

وقد جاء هذا القرار الباكستاني حينها كرد على حرب استقلال بنغلاديش عام 1971 التي شهدت تدخلا عسكريا مباشرا من الهند لدعم استقلال هذه المنطقة عن باكستان.

 

وبسبب الصعوبات التي واجهتها هيئة الطاقة الذرية الباكستانية، التي امتلكت ما يزيد عن 20 مختبرا ومعملا، للالتزام بالجدول الزمني المحدد، اتجهت إدارة ذو الفقار بوتو لضم عالم الفيزياء، والمختص بالمعادن، عبد القدير خان لبرنامجها النووي أملا في تسريع عملية الحصول على المواد الانشطارية

من جهة ثانية، شكلت باكستان لجنة للإشراف على سير برنامجها النووي التسلحي ومراقبة مدى تقدمه. وقد تضمنت هذه اللجنة حينها كلا من أمين عام المالية أفتاب غلام نبي قاضي والأمين العام للدفاع غلام إسحاق خان والأمين العام للعلاقات الخارجية آغا شاهي. فضلا عن ذلك، تكفلت هذه اللجنة بإرسال تقاريرها بشكل مباشر لرئيس الوزراء ذو الفقار بوتو.

 

وخلال فترة حكم الرئيس محمد ضياء الحق، تمكنت باكستان بحلول العام 1978 من تخصيب اليورانيوم بدرجة معتدلة لاستخدامه في إنتاج المواد الانشطارية.

المواد الانشطارية.

 

إلى ذلك، اهتزت باكستان يوم 18 أيار 1974 على وقع نجاح الهند في تفجير أولى قنابلها النووية ضمن تجربة بوذا المبتسم. وبسبب ذلك، اتجهت السلطات الباكستانية لتسريع نشاطاتها النووية أملا في الحصول على السلاح النووي بأقرب وقت ممكن بهدف خلق توازن نووي بالمنطقة.

 

بتلال راس كوه بمحافظة بلوشستان، أجرت باكستان في حدود الساعة الثالثة و15 دقيقة مساء يوم 28 أيار 1998 أولى تجاربها ضمن ما عرف باختبارات شاغاي 1.

وقد تضمنت شاغاي 1 حينها 5 تجارب نووية متزامنة تحت الأرض. إلى ذلك، جاءت هذه التجارب حينها كرد على إجراء الهند لتجارب نووية مشابهة بمنطقة بوخران ما بين يومي 11 و13 أيار من العام نفسه.

 

بلغت القوة التفجيرية لأولى التجارب النووية الباكستانية الناجحة عام 1998 ما يعادل 40 كيلوطن من مادة تي أن تي (TNT). وبفضل ذلك، كللت جهود باكستان، التي أجرت اختبارات سابقة حول الأنشطة النووية بالثمانينيات، بالنجاح لتدخل إسلام اباد النادي النووي بشكل رسمي.

في باكستان، استقبل الباكستانيون خبر نجاح التجربة النووية بفرحة عارمة تزامنا مع إعلان التلفزيون الرسمي لنتائج القنبلة النووية الباكستانية ومدى قوتها.

 

وعلى الصعيد الدولي، أدانت دول عدة كالولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا واليابان وأستراليا هذه التجربة ووصفوها بالخطيرة.

 

فضلا عن ذلك، عبّرت الأمم المتحدة عن عميق قلقها من تسارع الأحداث بشبه القارة الهندية. أيضا، لم تتردد عدد من الدول الغربية في فرض عقوبات اقتصادية على كل من إسلام أباد ونيودلهي بهدف حثهما على وقف التجارب وتوقيع معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى