حرب مواقع وتسلل للتصوير ورفع معنويات العدو؟
أكثر من مؤشر ميداني بات يطبع المواجهة على الجبهة الجنوبية، مؤذناً بمرحلةً جديدة تغيرت فيها أساليب وطبيعة العمليات التي حملت دلالات على أن الحرب لم تعد بعيدة، حيث لوحظ أخيراً التوجه نحو تنفيذ عمليات معقدة ويكتنفها الغموض، سواء من حيث الوقائع على الأرض أو النتائج المحققة، وإن كانت هذه العمليات تتركز في نقاط ومواقع محددة وفي قرى حدودية معينة.
إلاّ أن هذا التطور في المواجهات الدائرة، لا يعني تفلّت الجبهة الجنوبية، بمعنى تنفيذ إسرائيل لتهديداتها بالدخول إلى مسافة خمسة أو سبع كيلومترات من الحدود أو حتى نهر الليطاني، حتى أن عملية التسلل التي تحدثت عنها إسرائيل ونفاها “حزب الله”، لن تغيّر في المشهد الجنوبي بشكلٍ دراماتيكي، وذلك برأي أوساط واسعة الإطلاع، التي تجزم رداً على سؤال ل”ليبانون ديبايت”، بأن عبور آليتين للعدو الإسرائيلي للحدود واجتيازها وخرقها الخط الأزرق باتجاه الجنوب اللبناني، من الممكن أن يحصل في غفلةٍ من رجال المقاومة، وذلك لسببٍ وحيد وهو أن التراشق هو تراشق بالصواريخ، وليست هناك من جبهة.
وتُرجع الأوساط هذا الزعم الإسرائيلي بتنفيذ عملية تسلل وإزالة ألغام في عيتا الشعب، إلى خطة إسرائيلية تهدف إلى رفع معنويات جنودها والإستعاضة عن أي توسيع لرقعة المواجهات، وذلك عبر التسلل والدخول والتصوير والخروج.
وعليه فإن الحرب الحالية هي حرب استنزاف وحرب مواقع وتختلف عن حرب تموز 2006، كما تكشف الأوساط، التي ترى أنه “لا يجب أن ننسى أن الحزب يقاتل في منطقة لا يوجد لديه فيها مواقع عسكرية أو ثكنة أو سيارة عسكرية أولاً، وهي منطقة خاضعة للمراقبة من الجو ثانياً، كما أن حركة انتقال المقاومين صعبة جداً ثالثاً، مع الإشارة إلى أنه يفقد شهداءه أثناء التنقل، كما لا ننسى أنه يقاتل على جبهة ب150 كلم رابعاً، ولذلك قد يكون وارداً أن يحصل خرق ما ولكنه لن يكون هاماً”.