أفقدت الحرب على تنطيم “داعش” الكثير من القيادييين في هذا التنظيم، وبالتالي من بقي منهم تغيّرت ظروف وجودهم وتحركاتهم الأمر الذي يُشكّل صعوبة في التجنيد والتعبئة العقائدية، لكن خلال هذه الفترة ظهرت عدة مخاوف من إستعادة تنظيم “داعش” نشاطه من جديد.
في هذا الإطار، يرى الخبير العسكري والاستراتيجي العميد المتقاعد ناجي ملاعب، أنّ “الجميع إستثمر في تنظيم داعش ومن يتهرب من المسؤولية عن عمل ما قام به ينسبه إلى داعش، طبعًا داعش فقدت حاضرتها الاساسية سواء في الموصل أو في الرقة وكذلك في دير الزور وأيضًا بعض الاماكن في العراق والشام”.
ويعتبر العميد المتقاعد ملاعب في حديثٍ لـ”ليبانون ديبايت”، أنه “بعد أن فقد تنظيم داعش هذه الحواضر بفعل التحالف الدولي وبفعل قتال الجيش السوري له لم يعُد هناك مكان واضح ومنطقة محدّدة لهذا التنظيم أو ناطق وإدارة رسمية له”.
ويُشير إلى أن “داعش اليوم هي تقاتل كالسمكة في الصحراء، لكن لا نعلم أين تقاتل وأين تختفي وبما أن ليس لديها حاضرة فهي تقاتل من الكهوف ومن أماكن بعيدة عن الإستهداف، ونحن رأينا منذ حوالي سنة أن داعش قاتلت من خلال هجومها على أحد السجون في منطقة قوات سوريا الديمقراطية في الإدارة الذاتية للأكراد، وهذا يعني أن هناك بقايا لتنظيم داعش موجودة في مخيمات اللجوء لأن أكثرهم إستقدموا من خارج المنطقة، وبالتالي عند إعتقالهم تم حصارهم مع عائلاتهم في هذه المخيمات”.
وينبّه ملاعب، من “الخطورة الموجودة في هذه المخيمات بسبب وجود عائلات، وبما أن الدول الذين هم منها لم توافق على إعادتهم، وحيث إنه لا يمكن محاكمتهم لانهم ليسوا في عهدة نظام الدولة السورية، الأمر الذي يعطيهم فرصة لمتابعة أعمالهم داخل المخيمات من خلال إنضمام مناصرين جدد لهم كونهم أصحاب عقيدة إسلامية”.