وداعاً للحرب بين “حزب الله” وإسرائيل
اقترب الحل، هكذا يُقال في الكواليس، لا سيّما وأن البعض يربط الخلاص بقدوم كبير مستشاري البيت الأبيض آموس هوكشتاين إلى لبنان، وهو بطل مسلسل الترسيم البحري، وربما يكون بطل عملية الترسيم البري، خصوصاً أن الحدود البرية بين لبنان من جهة وفلسطين من جهة أخرى، لن تعود كما كانت قبل 7 تشرين الأول.
لكن الحل ليس بالبساطة التي يعتقدها البعض، إذ يتطلب تنازلات من الطرفين، أي “حزب الله” ممثلاً لبنان من جهة، وبنيامين نتنياهو ممثلاً إسرائيل من جهة أخرى، والأكيد أن الحل لن يولد إذا ما تخلّى الحزب عن شرطه الأساسي بوقف الحرب على غزة مقابل إخماد النيران في جنوب لبنان.
ويقول الطرح إن إسرائيل تنسحب من جميع المناطق المتنازع عليها، باستثناء مزارع شبعا، التي تحوم حولها عدة نقاط خلافية لم تُحلّ بعد، وأن يقوم “حزب الله” بسحب قواته النخب منها، ك”الرضوان” على سبيل المثال لا الحصر، إلى شمال الليطاني. هذا الحلّ، إن كُتبت له الولادة، يؤمّن استقرار لبنان على مدى سنوات طويلة، ويكون الحزب قد نجح في تحرير كامل الأراضي المحتلة من قبل إسرائيل، وتكون الأخيرة قد تمكنت من تأمين حدودها الشمالية التي لم تعش استقراراً منذ زمن بعيد. لكن كل ذلك يبقى مجرد طرح قد يُدفن مع استمرار الحرب الشرسة التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، وكل المعلومات تؤكد أن الحزب ليس بوارد الدخول في أي نقاشات ومفاوضات طالما أن الجيش الإسرائيلي يرتكب أبشع المجازر بحق الشعب الفلسطيني في غزة، وإلاّ لما دخل الحزب الحرب في اليوم التالي لعملية “طوفان الأقصى”. |