الصراع يتصاعد ولبنان أمام حرب مفتوحة
لا تزال حركة الديبلوماسية التي تتخذ من بيروت مركزاً لها منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة، تحمل عنواناً وحيداً وهو عدم الإنزلاق باتجاه الحرب التي تسعى إسرائيل إلى جرّ لبنان إلى مواجهة قد يكون من الصعب السيطرة عليها. وتستند هذه المعطيات إلى وقائع ميدانية تؤشر إلى اقتراب الخطر، أبرزها الكلام المنقول عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في لقاءاته في المنطقة، والذي شدد فيه على وجوب منع توسيع الحرب من غزة إلى جنوب لبنان.
لكن الحراك الديبلوماسي الغربي، والذي لا يزال مستمراً من دون أن تبرز أية نتائج عملية له، لن يحول دون تدرج التصعيد على الحدود كما خارج منطقة الإشتباك وفق ما حصل في الأيام القليلة الماضية، حيث يعتبر الكاتب والمحلل السياسي قاسم قصير، أن الصراع يتصاعد وبات لبنان أمام حرب مفتوحة، وتتوسع يوماً بعد يوم، وإن كان يشدد في حديثٍ لـ “ليبانون ديبايت”، على أنه وحتى الآن، هناك “حرص من المقاومة على الردّ الموضعي والمؤثر على كل الضربات والإستهدافات الإسرائيلية”.
إلاّ أن المحلل قصير يستدرك بأنه “إذا تمادت إسرائيل، فإن كل الإحتمالات واردة، ويمكن أن تتدحرج الأوضاع نحو مواجهة شاملة، إلاّ إذا نشطت الولايات المتحدة الأميركية لوقف التصعيد”.
ويشير قصير إلى انتقال إسرائيل إلى المرحلة الثالثة من الحرب عبر استهداف القادة الميدانيين في لبنان وسوريا والعراق، موضحاً أنها قد بدأت بتنفيذ هذه المرحلة من اغتيالات وعمليات موضعية.
ورداً على سؤال عن المخاوف من خطوات غير محسوبة، لا يخفي قصير بأن كل شيء وارد، إن لم يتمّ وقف التصعيد.
وعن الردّ على ما سيحمله الوسيط الأميركي آموس هوكستين إلى بيروت، يشدد قصير على “وقف الحرب في غزة ومن ثم يبدأ البحث بكل الملفات”.
وأمّا بالنسبة للحرب في ضوء حديث بنيامين نتياهو عن حرب طويلة في غزة، يكشف قصير أن طبيعة العمليات قد تتغير حسب ما يريد الأميركيون.
وحول ما تردد عن عرضٍ بالنسبة للوضع في الجنوب، يقول قصير إن لبنان تلقى عرضاً في هذا الإطار لكنه يوضح بأنه لن يتمّ البحث فيه قبل وقف الحرب على غزة.