ضربة قوية… ماذا يعني الردّ الأولي؟
شكّل استهداف قاعدة ميرون على سفوح جبل الشيخ حدثاً عسكريا بارزاً اعتبرته اسرائيل محطة أساسية في الحرب الدائرة على حدودها الشمالية فيما اعتبره حزب الله ردّ أولي على استهداف الضاحية الجنوبية الأسبوع الماضي واغتيال قيادي فلسطيني فيها.
وعن مدى أهمية هذا الهدف إن للمقاومة أو حتى مخاطره بالنسبة إلى الإسرائيلي، يوضح الخبير العسكري العميد المتقاعد بسّام ياسين, أن “قيادة وسيطرة الجو في اسرائيل تملكان مركزين في ميرون بالشمال وواحد في الجنوب، ومركز ميرون ضخم جداً وكبير وهو من يفعل الدفاعات الجوية في شمال إسرائيل لأنه لديه القدرة على إلتقاط الأهداف التي تنطلق من لبنان باتجاه الأراضي المحتلة، لذلك هو مركز استراتيجي مهم جداً بالنسبة للعدو”.
أما كيف تم استهدافه رغم أنه من يرصد الأهداف؟ يوضح أن “المركز معروف بالنسبة إلى المقاومة والهدف من استهدافه بأكثر من 60 صاروخاً هو بهدف تعطيل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلي في شمال إسرائيل، مؤكداً أنه لا يمكن معرفة متى الضرر الذي ألحق به إلا لاحقاً”.
لكنه يؤكد أنه “بدون أدنى شك أن الضربة متقدّمة وشجاعة لأن استهداف مركز بهذه الأهمية وبهذا الحجم هو رد أكيد على ما حصل من استهداف للمسؤول الفلسطيني صالح العاروري في الضاحية كما أعلن حزب الله”.
وينبّه أن كلمة الرد الأولي تعني أنه في حال رد الإسرائيلي بضربة أخرى يكون رداً ثانياً.
أما عن مدى تأثير هذا الاستهداف في مسيرة أو شكل الحرب الدائرة على الجبهة الجنوبية، فيوضح أن “لا شيئ قد تغير حتى الساعة، والأهمية تبقى في تفعيل معادلة الردع بأن أي ضربة لمنشأة حيوية في لبنان أو منطقة داخلية أو استهداف أي شخص سيتم التعامل معها بنفس الطريقة”.
ويشير إلى أن “ميرون هدف أساسي ضمن لائحة الأهداف الأساسية للمقاومة في حال حرب شاملة أو نزاع كبير، لا سيّما أنها قاعدة إتصالات وسيطرة جوية ورادارات في أعالي جبل الشيخ وتعمل بأنظمة متقدّمة، وفي منطقة بعيدة عن حدود الإشتباك لذلك يعتبر الحزب اليوم أنه ضرب هدفاً استراتجيا من حيث العمق والأهمية”.
ولا يربط بين استهداف ميرون وما حصل من قرصنة لمطار بيروت، لأن ما جرى في مطار رفيق الحريري يقع ضمن الحرب السيبرانية وهذه الحرب موجودة دائماً بين الحزب واسرائيل وقد تكون الأدوات لبنانية ولكن الهدف اسرائيلي.