“كارثة مدوّية”… قبلان يتحدث عن “فضيحة أخلاقيَّة”
ألقى المفتي الجعفري الشيخ أحمد قبلان كلمة خلال احتفال تأبيني في بلدة الزعارير البقاعية، ومما جاء فيها: “ما يجري بغزّة فضيحة أخلاقيَّة للعالم وكارثة مدوّية بعالم جنون الإنسان، بما في ذلك أكثريَّة الدُّول العربية والإسلامية، واليوم الصَّمت جريمة ولعنة تطال أغلب كيانات ونواحي هذا العالم، وما تقوم به المقاومة على الجبهة الجنوبيّة ضرورة وطنية ودينية وأخلاقية وأكبر حاجة سياديّة على الإطلاق”.
وقال للبعض: “نعم الحرب حرب لبنان وحرب الجنوبيين والبقاعيين وكل لبنان، بل حرب كلّ أتباع الديانات وكل أخلاقي وحرّ بهذا العالم، وأهل الحقّ لا يتعبون مِن الحرب ولا يملّونها، وجنائز أهل الجنوب والبقاع والضاحية وغيرها خير دليل على أعراس الشهادة، والمطلوب إدانة تل أبيب وواشنطن والأطلسي وليس الإستسلام أو الدفع نحو الإستسلام والتَّوهين، ومطلوب من الموفدين الأوروبيين الضَّغط على تل أبيب وليس الطَّلب ممَّن يساند قطاع غزَّة أن يكفّ يده، لكن للأسف أوروبا غارقة بتبعيّتها لواشنطن، فيما واشنطن تمارس أكبر نفوذها في لبنان لتأكيد مصالحها التي تتقاطع مصالح تل أبيب بالصميم، ولا خوف على لبنان ما دامت مقاومته تحرس سيادة هذا البلد وقراره ولا تخاف بذلك لومةَ لائم”.
وأشار قبلان الى، أن “ما بدأ بفلسطين منذ عام 1948 انتهى باحتلال لبنان عام 1982، لذلك الفصل بين لبنان وفلسطين مستحيل فضلاً عن الخطاب الأخلاقي والقومي ومقولة الأمن الإستراتيجي للبلد. ولمن يتحدّث عن السلام أقول: لا سلام ولا أمان بظل وجود الكيان الاسرائيلي الذي يمتهن الحرب والغزو والإبادة للأرض والعرض والنسل ولا يمكن القبول بوجوده”.
وتوجّه للبعض الذي يطالب بتطبيق القرار 1701 خاصة الموفدين الأوروبيين بالقول: “أنت تضع الضحية مكان الجلاد، ومن يطمر رأسه بالرمال ينهشه الوحش الاسرائيلي، وقوة مجلس الأمن لا وجود لها إلا إذا تعلقت بمصالح الاسرائيلي، ومن المهم التذكير بأنّ من حرّر لبنان المقاومة وليس مجلس الأمن المتواطئ مع الاسرائيلي لحدّ نقع بياناته بالماء القذر، والحل فقط بوقف الحرب الاسرائيلية بغزّة، هذا هو الحل فقط، لأن ما يجري هناك يتعلّق بصميم مصالح لبنان السيادية والأمنية والوجودية”.
ولفت قبلان الى، أن “عمق المشكلة يكمن بالاسرائيلي ونزعتها الدموية ووجود كيانها الاسرائيلي، والمفترض بالأوروبي وغيره أن يفهم أن الاسرائيلي ينتهك القرارات الدولية منذ أن تواطأ مجلس الأمن على إعطائه حقّ هذا الوجود الإرهابي، ولا قيمة للضعيف بهذا العالم، فقط القوي يحمي نفسه، وما تقوم به المقاومة حرب سيادية وجبهة وطنية تصبّ بصميم مصالح لبنان الكيانية والإستراتيجية، وحذار من النزعة الطائفية لأن ما تقوم به المقاومة على الجبهة الجنوبية مصلحة وجودية ووطنية للبنان بكل طوائفه، والمفروض بالقوى السياسية أن تلاقي المقاومة بالجبهة السياسية لتأكيد مصالح لبنان السيادية العليا”.