أطلقت صواريخ بإسمه… من هو الملقب بــ”نووي حماس”؟
أعلنت المقاومة الفلسطينية عن إطلاقها عدداً من الصواريخ باتجاه تل أبيب وضواحيها، وذلك في الدقائق الأولى من ليلة الإثنين الأول من كانون الثاني 2024.
وذكرت كتائب القسام، في بيان رسمي لها، أنها أطلقت أكثر من 20 صاروخاً على جنوب ووسط إسرائيل منتصف الليل بالتوقيت المحلي، وذلك من طراز (M90). هذه الصواريخ تم تصميمها تيمُّناً بأحد أبرز قادة المقاومة الفلسطينية، وهو إبراهيم المقادمة، الملقب بـ”نووي حماس”
وُلد المقادمة عام 1952، في مخيم جباليا للاجئين شمال قطاع غزة.
وقد هاجرت إليه عائلته من بلدة بيت دراس، ثم انتقل إلى العيش في مخيم البريج وسط القطاع، حيث تلقى تعليمه الأساسي هناك في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين “أونروا”.
وفي عام 1968 التحق بكلية طب الأسنان في إحدى الجامعات المصرية وتخرج فيها للعمل طبيباً للأسنان في مستشفى الشفاء بغزة، ثم حصل على دورات في التصوير الإشعاعي وأصبح أخصائي أشعة.
وقد ألّف المقادمة كتباً ودراسات مختلفة خلال سنوات اعتقاله سواء في السجون الاسرائيلية أو سجون السلطة الفلسطينية، باستخدام أسماء مستعارة لكي يتمكن من نشرها، منها: معالم في الطريق إلى تحرير فلسطين، ودراسة حول الوضع السكاني الفلسطيني بعنوان “الصراع السكاني في فلسطين”.
بالرغم من تخصصه الطبي، كان إبراهيم المقادمة ناشطاً ومعارضاً لاتفاق “أوسلو” الموقع بين منظمة التحرير وإسرائيل سنة 1993، واعتبر أن “المقاومة الفلسطينية هي الطريقة الوحيدة للاستقلال وإقامة الدولة”.
وتدريجياً أصبح هو القائد المؤسس لحركة المقاومة الإسلامية حماس، والقائد الأول للجهاز الأمني لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وهو القائد العسكري لكتائب الشهيد عز الدين القسّام عام 1996؛ ما أدى إلى اعتقاله من قِبَل السلطة الفلسطينية عام 1996 “بتهمة
تأسيس جهاز عسكري سري في غزة، وفصله من وزارة الصحة الفلسطينية.
وبسبب انضمام إبراهيم المقادمة لجماعة الإخوان المسلمين، وقربه من مؤسس حركة حماس، الشيخ أحمد ياسين، فقد عمل على تعزيز دور المقاومة المسلحة في التصدي للجيش الإسرائيلي.
ووفقاً للموقع الرسمي لحركة حماس، فقد شكّل المقادمة النواة الأولى للجهاز العسكري الخاص بالإخوان المسلمين في قطاع غزة، والذي يلقب بـ”مجد”، هو وعدد من قادة الإخوان.
كما عمل على إمداد المقاتلين بالأسلحة، وفي عام 1984 اعتُقل للمرة الأولى من قبل سلطات الاحتلال بتهمة إنشاء جهاز عسكري؛ حيث كان المسؤول عن فكرة إعداد وتشكيل نواة الجهاز العسكري لحركة حماس حينها، وحكم عليه الاحتلال بالسجن 8 سنوات ونصف السنة.
بعد إطلاق سراحه، تولى مناصب ومسؤوليات كبيرة في حركة حماس على عدة صعد، منها ما يرتبط بالجانب السياسي أو العسكري، وشؤون تتعلق بمؤسسات الحركة.
عقب انتهاء محكوميته وإطلاق سراحه في 1997، وصفته اسرائيل بـ”نووي حماس”، واعتبره المحللون الإسرائيليون أحد أبرز مفكري الشعب الفلسطيني الذين اختاروا المقاومة كخيار وحيد لمواجهة اسرائيل.
وقد اعتبره الوزير جدعون عيزرا، الذي شغل منصب نائب رئيس جهاز “الشاباك” آنذاك، أحد “أخطر الفلسطينيين” على الأمن الإسرائيلي.
كما وصفت اسرائيل إبراهيم المقادمة بأنه “أكبر إرهابي في المنطقة”، وتحديداً على لسان بنيامين نتنياهو، عندما كان رئيساً للوزراء في التسعينيات.
وفي ذات الحين قال مسؤول “الشاباك” الإسرائيلي حينها: “إن المقادمة يُستهدف لا لكونه إرهابياً، بل لكونه مدرسة تدرس الإرهابيين”، على حد زعمه.
في 8 آذار عام 2003، أطلق الجيش الاسرائيلي 5 صواريخ تجاه سيارة إبراهيم المقادمة التي كانت تسير في شارع اللبابيدي وسط مدينة غزة؛ ما أدّى إلى استشهاده وثلاثة من مرافقيه وإصابة عدد من المارة.
وبعد اغتياله قال نتنياهو إن: “العالم أصبح أكثر أمناً بعد تصفية المقادمة”.
لكن أثر القيادي الفلسطيني لم يتوقف عند هذا الحد؛ إذ استطاع الجناح العسكري لحركة حماس؛ كتائب القسام، تخليد ذكراه بإطلاق اسمه على أول صاروخ وجّهته المقاومة لتل أبيب، وحمل الصاروخ رمزاً مختصراً هو “M75″، وذلك نسبة للمقادمة، قبل أن يتم تصميم صاروخ آخر ينضم للمجموعة باسم “M90″.
وهو ما استخدمته المقاومة الفلسطينية لأول مرة في أولى لحظات عام 2024 في قصفها تل أبيب، رداً على المجازر المتواصلة بحق المدنيين في قطاع غزة، بعد عملية طوفان الأقصى في 7 تشرين الأول 2023.