ماذا تخطط إسرائيل؟
بعد أيام من الحديث عن نية الجيش الإسرائيلي احتلال منطقة “محور فيلادلفيا” الحدودية بين قطاع غزة ومصر، نقلت هيئة البث الإسرائيلية، الثلاثاء كانون الأول 2023، عن وزير الدفاع يوآف غالانت، قوله: “إن إسرائيل تبحث مع مصر إنشاء حاجز متطور معزز بوسائل تكنولوجية للحد من تهريب الأسلحة من سيناء إلى قطاع غزة”.
وكانت وسائل إعلام إسرائيلية وفلسطينية، قد ذكرت، أن “إسرائيل طلبت من الجنود المصريين إخلاء الحدود”.
وأضافت، أن “إسرائيل أخبرت مصر بأنها غير مسؤولة عن سلامة أي جندي مصري خلال محاولتها احتلال الحدود معها، وأن العملية العسكرية في المنطقة مستمرة سواء قبلت مصر أو رفضت”.
وأوضح غالانت، الذي أدلى بهذه التصريحات في جلسة سرية، أن “الحاجز الذي يجري النقاش بشأنه سيكون معزَّزاً بوسائل تكنولوجية متطورة”.
وكان موقع “واللا” الإسرائيلي، قد كشف الثلاثاء أن”الجيش الإسرائيلي قام بإدخال العديد من القوات إلى المنطقة الواقعة بين معبر كرم أبو سالم إلى رفح ومحور فيلادلفيا، وقام بمناورة قصيرة، حيث أطلقت المقاومة النار على القوات الإسرائيلية، وتم الهجوم عليهم”.
وأضاف الموقع الإسرائيلي، نقلاً عن مصادر عسكرية، أن “الجيش الإسرائيلي تصرف بطريقة غير عادية بين معبر كرم أبو سالم إلى رفح ومحور فيلادلفيا”.
في الوقت نفسه نفت الهيئة العامة للمعابر والحدود بغزة، في بيان رسمي، أن “يكون هناك أي عملية عسكرية للجيش الإسرائيلي في محور الحدود الفلسطينية المصرية، وبالتحديد في ممر فيلادلفيا”.
وأضافت الهيئة في بيان رسمي، أن “الجانب المصري نفى لنا أي معلومات لديه عن نية إسرائيل التحرك عسكرياً في محور الحدود الفلسطينية المصرية، وأن كل المعلومات الميدانية عن تحركات عسكرية على الحدود مع مصر انطلاقاً من كرم أبو سالم غير صحيحة”.
وفي 10 كانون الأول 2023، كشف رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، خلال حديثه عن “خطته لمستقبل غزة” بعد الحرب، عن نيته “السيطرة على محور فيلادلفيا الفاصل بين غزة والحدود المصرية”.
وكرّر نتنياهو ذلك في تصريحات أخرى بعد 5 أيام، رغم تحذيرات القاهرة السابقة من تنفيذ أي عمليات أو أنشطة عسكرية في هذه المنطقة العازلة.
يعد محور فيلادلفيا (أو صلاح الدين) شريطاً حدودياً ضيقاً داخل أراضي قطاع غزة، يمتد المحور بطول 14 كم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر من معبر كرم أبو سالم وحتى البحر الأبيض المتوسط.
ووفقاً لأحكام معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، تم الاتفاق بين مصر وإسرائيل على اعتبار هذا المحور منطقة عازلة، كان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب الأخيرة من قطاع غزة في عام 2005.
وفي العام نفسه وقّعت إسرائيل مع مصر بروتوكول “فيلادلفيا”، الذي سمح للقاهرة بنشر مئات الجنود لتأمين هذه المنطقة، كقوة شرطية خفيفة التسليح “لمكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود”.
وكان أحد الأهداف الرئيسية من هذه الاتفاقية منع تهريب المواد غير المشروعة (وضمن ذلك الأسلحة والذخائر للمقاومة في غزة)، وأيضاً منع الهجرة بين المنطقتين.
وتتكون القوات المصرية الموجودة بموجب الاتفاق على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة، من نحو 750 جندياً “متخصصين في مكافحة الإرهاب والتسلل عبر الحدود والتهريب”.
وبعد سيطرة حركة المقاومة الفلسطينية على الحكم في غزة عام 2007، أصبح المحور خاضعاً لها من الجانب الفلسطيني، وهو الوضع الذي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى تغييره في الحرب الحالية، ضمن خطة يسعى خلالها للسيطرة على جميع المعابر البرية الخاصة بقطاع غزة.