بين توقيتين… الجبهة الجنوبية على موعد مع “هيستيريا”!
طورات لافتة شهدتها المناوشات على الجبهة الجنوبية ليس أمس الأربعاء, بعدما نفذت مقاتلات حربية اسرائيلية, عدوانا جويا في عمق مثلث اقليم التفاح – جزين – أطراف شرق صيدا حيث أغارت على أحراج تقع بين منطقتي بصليا وسنيا القريبة من جباع وكفرملكي ملقية عدد من صواريخ جو – ارض، أحدث انفجارها دويا تردد في معظم مناطق النبطية وحتى ساحل الزهراني وصيدا.
في هذا الإطار, رأى العميد المتقاعد أمين حطيط, أن “إسرائيل بدأت تشعر بثلاث متغيرات أساسية, الأولى أنّها خضعت للقواعد التي فرضها حزب الله في الجنوب وهذه القواعد ليست من مصلحتها, أما المتغيّر الثاني, هو أن وقف إطلاق النار في غزة يقترب ولا تستطيع أن تماطل كثيراً, أما المتغير الثالث, فهو أن الجبهة الداخلية المترنّحة تتطلّب المزيد من الإطمئنان”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال حطيط: “هذه العناصر الثلاثة فرضت على إسرائيل بعض السلوكيات التي تبعد عن المنطق والعقلانية ومن هذه السلوكيات, ما قامت بحق الأسرى وقتل احدهم تحت التعذيب الذي اعلن عنه يوم أمس”.
وأضاف, “من هذه السلوكيات الإعدام بدم بارد في قطاع غزة, وهذه تعلن للمرة الأولى بهذه الوقاحة وبهذا الفجور أي أن يجرّد الذكور من ثيابهم أمام عائلاتهم ويتم إعدامهم, فكان المسلك الجديد لإسرائيل التعامل مع المدنيين الفلسيطنيين”.
وتابع, “الأمر الثالث هو الجنون الذي مارسته إسرائيل, بالأمس في الجنوب اللبناني وصولاً إلى إقليم التفاح والزهراني, فكل هذه العوامل تريد إسرائيل منها زرع الرعب, لتستعيد هيبتها, من جهة, ومن جهة أخرى تريد إسرائيل استدراج حزب الله لمواجهات مختلفة”.
واعتبر أن “إسرائيل معوّلة على الوعد الذي قطعه الرئيس الأميركي جو بايدن, بأنها تهتم هي بقطاع غزة, وهو يهتم بباقي الأمور, فهذا الوعد لا زال بمثابة الشيك على البياض, الممنوح لها لتستعمله وقت اللزوم”.
واستكمل, “أعتقد أن حزب الله واعِ لكل هذه الأمور, لا سيّما أن الحزب يرى ان الاستراتيجية التي اتبعها والحرب التي يخوضها في الجنوب من أجل هدف محدّد, تحقق هذه الاهداف بدقّة فائقة, لا بل انها حققت أهدافا فوق المطلوب, ولذلك ليس من مصلحته الإنزلاق إلى حيث تريد إسرائيل, وأن يؤثّر على المكتسبات التي حققها حتى الآن”.
لذا, أعتقد “أن الحزب لن ينزلق, وإسرائيل لم تستطع أن تغيّر الواقع, ومشهد نتائج الصورة النهائية بالحرب التي بدأت منذ 10 أسابيع, تقريباً رسمت, ويقترب من وضعه النهائي”.
ورأى أن “هناك تنازع ضمني بين الأميركي والإسرائيلي, لمدّة الحرب المتبقية, فالأميركي يريد أن تقف هذه الحرب في نهاية الشهر الحالي, والإسرائيلي يرغب أن تستمر هذه الحرب مدّة إضافية تتراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع, تنتهي في 31 كانون الثاني المقبل, فالخلاف بين الاميركي والإسرائيلي حول مدّة تترواح ما بين أسبوعين إلى 4 أسابيع فقط وليس اكثر”.
وعن التحذيرات من الدخول في الحرب الشاملة خلال الشهرين المقبلين؟ أجاب حطيط: “أميركا ليست جاهزة لحرب شاملة, فهي تريد أن تحقّق إسرائيل أهداف من غير ان تتدخل في حرب شاملة, ومن غير أن تنزلق إسرائيل إلى حرب شاملة, لذلك أعتقد ان الفترة المتبقية والتي تتراوح بين الـ 10 أيام والـ 40 يوماً, هي الفترة المتبقة من الحرب القائمة حالياً, وستدخل المنطقة بعد ذلك في هدنة طويلة”.
وخلُص حطيط إلى القول: “في هذه الفترة أي من اليوم إلى نهاية العام بالتوقيت الأميركي, أو إلى نهاية شهر 1 بالتوقيت الإسرائيلي, هي فترة قد تكون فترة جنون إسرائيلي, لا سيّما انها قدّمت نماذج على جنونها الإجرامي بإعدام الأسرى والمدنيين, وبالسلوك غير المتوازن في الجبهة اللبنانية وخرقها للقواعد, ولكن مع كل السلوك الجنوني الهستيري لا أعتقد أن المنطقة ستنزلق نحو حرب شاملة, أو حرب إقليمية, خصوصاً أن محور المقاومة لا يسعى لهذه الحرب حالياً”.