العريضي : “الحرب آتية”
عرب الصحافي والكاتب السياسي وجدي العريضي, عن “خشيته من أن تفلت الأمور من عقالها في الجنوب, وإن كانت الأمور ممسوكة حتى الآن ضمن قواعد الإشتباك, وعندها ندخل في حرب طاحنة, لا هوادة فيها, وليس باستطاعة أحد إيقافها”.
وفي حديث إلى “ليبانون ديبايت”, قال العريضي: “هناك جنرالات إسرائيلية متطرّفة تحاول أن تعيد للجيش الإسرائيلي, هيبته بعد الهزائم المتتالية, وخلالها لا يمكن التحدّث عما يمكن أن يحصل من قصف سيطال كل المناطق, وتتعدّى العمليات العسكرية ما بعد الحدود من الـ 1701”.
وتابع, “لذلك نرى أن كل ما يحصل اليوم عنوانه فقط القرار 1701, فهو بات نجم المرحلة, بعد معلومات مؤكّدة للأميركيين والفرنسيين, بأن إسرائيل تسعى للقيام بعمليات عسكرية برية وتوسيع رقعة قصفها, وهذا ما تمّ إبلاغه للمسؤولين اللبنانيين, من قبل الموفد الفرنسي آموس هوكشتاين, ووزيرة الخارجية الفرنسية كاترينا كولونا التي قالت لأحد الذين إلتقتهم, نحن لا نمزح, نحب لبنان ولدينا علاقات مشركة, ثقافية وفرنكوفونية, ولكن ما يجري اليوم ليس لصالحكم, عليكم الإنتباه, وتنفيذ القرار 1701, وإلا الحرب آتية لا محالة إلى لبنان”.
وفي سياق متّصل, قال العريضي: “التحركات في الجنوب, بتوجهات من المعنيين, لدعم النازحين في العمق الجنوبي, وحتى من الذين بقوا في الشريط الحدودي مستمرة”, كاشفاً انه “علم من مصادر موثوقة, بأن رئيس مجلس الجنوب, المهندس هاشم حيدر الذي يقوم بدوره على أكمل وجه لدعم العائلات الصامدة, وممّن غادروا منازلهم, تعرّض لخطورة كبيرة خلال زيارته كفرشوبا وشبعا, عندما كان يتفقّد المنطقة برفقة وفد من المهندسين في منطقة بالغة الخطورة, وذلك لمواكبة الأضرار الناجمة عن الإعتداءات الإسرائيلية”.
واستكمل, “هذا لم يسبق أن حصل, وهذا ما يعني أن هناك ناس لا زالوا يعملون لصالح مواطنيهم, ولكن حذاري من العبث بالقرارات الدولية, وهذا ما تبلّغه رئيس مجلس النواب نبيه بري من أصدقاء مشتركين, أكان من واشنطن إلى باريس, وحتى في العالم العربي, بما معناه انه لا نريد أن نشهد على حرب أخرى في لبنان, في ظل هذه المرحلة, لأنها ستكون نهايته”.
وأشار إلى أن “موسكو تقوم بدور كبير في هذه المرحلة, من خلال التواصل مع الدول المعنية بالملف اللبناني, من إسرائيل إلى إيران لعدم زجّ هذا البلد في الحرب, وهي قلقة ولديها هواجس وخصوصاً أنها اتخذت موقفاً صارماً بعدم تصنيف منظمة حماس إرهابية ولم تضعن لإسرائيل وللولايات المتحدّة, وللمجتع الاوروبي, والدول الأوروبية, بل دعت إلى تنفيذ القرارات الدولية وحلّ الدولتين, وإدخال مساعدات عاجلة إلى غزة, هذا هو موقف موسكو النبيل, في هذه المرحلة الصعبة”.
وفي سياق آخر, تطرّق العريضي, إلى “الاستحقاق الرئاسي, بالقول: “هذا الإستحقاق بدأ يتحرّك فعلياً, لكن بخجل نظراً لما يحصل في غزة وفي الجنوب, إلا ان هناك دعوات دولية من أجل إنتخاب الرئيس فوراً, لمواجهة تحديات المنطقة”.
وكشف عن “ما قاله له أحد المسؤولين الكبار, الذي تلقّى معلومات أوروبية بأن رئيس الجمهورية قد ينتخب في منصف الشهر المقبل, إذا لم يحدث ما يعيق ذلك, لا سيّما ان المنطقة مقبلة بعد هذه الحروب, على تسويات إذا لم تتحوّل الحرب إلى استنزاف وتطاول دول ومناطق أخرى, وقال أن البعض يعتبر ان قائد الجيش العماد جوزاف عون, أصبح في فريق 14 أذار, لكن يبقى اسم العماد جوزاف عون مطروحاً بقوة للرئاسة في مواجهة مرشّح الثنائي الشيعي رئيس تيار المردة سليمان فرنجية, والعشاء الذي جمعمها كان ودّياً وتم التطرّق للملف الرئاسي, لكّن فرنجية يتمتّع بنبلٌ وفروسية ولا يدخل في مواضيع شخصية”.
واعتبر أن “فرنجية تمكّن من توجيه صفعة لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل, حيث قالت لي أوساط المردة, أن أبوابهم مفتوحة لكافة القوى السياسية في لبنان بمن فيهم باسيل, لذلك لا يمكن التنّبؤ بمن سيصل إلى قصر بعبدا, لذا لا يمكن أن نغفل عن إسم مدير عام الأمن العام بالإنابة اللواء إلياس البيسري, الذي لا يسوّق نفسه, لا مع هذا الطرف أو ذاك, بل يقوم بدوره على أكمل وجه”.
وأكّد أن “بكركي لا زالت على موقفها لضرورة إنتخاب الرئيس, وبالمحصّلة مرشحيها, هم ذاتهم أكان الوزير السابق زياد بارود, أو رئيس جمعية خريجي هارفارد الفخري الدكتور حبيب الزغبي, وللبحث صلة”.
وخلُص العريضي, إلى القول: “نحن أمام مرحلة هي الأخطر في تاريخ لبنان, واحذروا الشهرين المقبلين, إما تنفرج او الإنفجار آتٍ”.