ما مصير “الطفل الصحفي”؟
بعد غيابه لأكثر من 15 يوماً عن مواقع التواصل الاجتماعي، وتساؤل متابعيه عن سلامته، بالإضافة إلى العديد من أخبار استشهاده؛ نشر عبود أو الصحفي الطفل كما يلقبه متابعوه فيديو، مساء أمس، يوضح من خلاله سبب غيابه خلال هذه المدة.
بالاستناد إلى الفيديو روى عبود كيف قام الجيش الإسرائيلي باحتجازه في 12 كانون الأول الجاري بعد حصاره لأحد المستشفيات التي كان يلجأ إليها في قطاع غزة، إذ قال إنهم وضعوه داخل مخزن للدبابات الإسرائيلية.
رغم ما عاشه الوريث الوحيد لشيرين أبو عاقلة كما يصف نفسه؛ لم يخلُ الفيديو من السخرية وروح الدعابة التي تعوّد عليها متابعوه في نقل المعلومة من داخل القطاع المحاصر.
ولقي الفيديو تفاعلاً كبيراً من قبل متابعيه، إذ حصد أكثر من 300 ألف إعجاب و14 ألف تعليق.
استطاع عبود خلال الحرب الأخيرة أن يخطف جمهوره بأسلوبه الفريد في نقل المعلومة، وما يعيشه سكان غزة جراء القصف الإسرائيلي، إذ يعتمد عبود على السخرية من جرم إسرائيل في حق الشعب الفلسطيني.
لم تكن هذه المرة الأولى التي يختفي فيها عبود عن مواقع التواصل الاجتماعي؛ ففي تشرين الثاني الماضي اختفى الصحفي الطفل عن السوشيال ميديا لعدة أيام، فيما انتشرت العديد من الأخبار التي تفيد باستشهاده خلال غارات إسرائيلية على القطاع.
الا أنه عاد بعدها وقام بنشر العديد من المنشورات التي ينقل من خلالها الأوضاع التي يعيشها سكان غزة، وعلق على عودته حينها بنشره تدوينة جاء فيها: “الحمد لله أنا وعائلتي بخير، اشتقت لكم كتير، كلنا سنموت، لكن هنيئاً لمن غادر الدنيا شهيداً”.
فيما نشر بعدها فيديو من داخل مشفى في غزة يعاني من انقطاع الوقود والكهرباء والمعدات الصحية اللازمة لإنقاذ حياة الجرحى والمصابين.
كانت تلك هي أول مرة يظهر فيها عبود مرتدياً زي الصحافة، وكشف أنه اختفى بسبب انقطاع الاتصالات عن المنطقة التي يعيش فيها، فضلاً عن أنه شاهد خلال الأيام الماضية مآسي كبيرة، منها مقتل أصدقائه وجيرانه في قصف عنيف، وأنه بات ينتظر دوره في أية لحظة.
عبد الرحمن بطاح، هو شاب فلسطيني يبلغ من العمر 17 عاماً، وهو من مدينة غزة. منذ صغره، كان لديه حلم يتمثل في أن يصبح صحفياً في المستقبل، بهدف نقل وحشية الجيش الإسرائيلي والصورة الحقيقية للفلسطينيين إلى العالم، خاصةً في ظل فقدان الكثيرين منهم لحياتهم يومياً.
حقق الصحفي الطفل حلمه في ظل الأوضاع الأخيرة في غزة، حيث أدت الأحداث إلى استشهاد أكثر من 11 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال.
يتميز أسلوب عبد الرحمن في نقل الأخبار بطريقة فريدة، حيث يسلط الضوء على الأحداث من داخل غزة بطريقة تختلف عن المواقع الأخرى. يقوم بالسخرية من القصف الإسرائيلي والجنود الاسرائيليين، ما يلفت إعجاب متابعيه.
تحقق فيديوهات عبد الرحمن شهرة واسعة، حيث تصل مشاهداتها إلى الملايين، وتجمع آلاف الإعجابات والتعليقات التي تشجعه على الاستمرار في نقل المعلومات أو تطوير مهاراته.
يظهر عبود كرمز للشباب الفلسطيني الذي يسعى جاهداً للتعبير عن واقعهم بشكل مبتكر وفكاهي، مع الحفاظ على روح المقاومة والتصدي للتحديات بإصرار وإبداع.