دخلت فرنسا من الخط العسكري على موضوع إعتراض المسيرات والصواريخ الحوثية التي تهدف لضرب إسرائيل مساندة للشعب الفلسطيني في غزة، وإلتحقت بالركب الأميركي لتبرز نفسها كلاعب دولي في المضلة القتالية التي تدور رحاها على أرض غزة والضفة الغربية.
ومن هذا المنطلق تسأل أوساط متابعة في العاصمة الفرنسية, إلى لأين كانت متجهة المسيرة؟ هي كانت متّجهة إلى إسرائيل, وفرنسا مثل كافة الدول أي السعودية وأميركا تقوم باعتراض المسيرات والصواريخ المتجهة إلى هناك, لأنه على حد تعبيرها كل الديبلوماسية الدولية مسخّرة لإسرائيل من دون استثناء.
ولكن كيف لهذا التدخل الفرنسي إلى جانب اسرائيل أن يؤثر على قواتها المتواجدة ضمن عديد قوات الأمم المتحدة في الجنوب؟ وهل ستصبح هدفاً؟ تنبّه الأوساط إلى أن “القوات الدولية لا يمكن أن تصبح هدفاً, على إعتبار أنها تقوم بالدور المرسوم لها, أي أنها قوة مراقبة, تقوم بمهام عدّ القذائف من الطرفين”.
وهل يمكن للتدخل الفرنسي إلى جانب إسرائيل أن يسبب تراجعاً في شعبية ماكرون؟ توضح أن “شعبية ماكرون ليست بحاجة إلى هذه الحرب كي تتراجع فهي قد تراجعت أصلاً ومنذ فترة, وهناك 20% فقد من الشعب الفرنسي الذي انتخبه أصبح معارضاً له, فالبعض انتخبه لأنه لا يريد أن ينتخب مارين لوبان”.
أما ما يتعلّق بالرأي العام الفرنسي, وهل إنقلب بفعل المجازر في غزة لصالح فلسطين؟ تتحدث الأوساط هنا عن وجود إنقسام أفقي وعامودي في الرأي العام داخل فرنسا.
أما عن تدخل المؤسسة العسكرية في قرارات الإليزية اليوم؟ فتنفي الأوساط ذلك, “لأن الجيش والديبلوماسية الفرنسية ووزارة الخارجية بجهة, والإليزية بجهة أخرى,فالرئيس الفرنسي لا يأخذ رأي العسكر, مثلاً عندما قرر ماكرون أن يشكل حلف ضد حماس لم يكن العسكر على علم بذلك أو حتى عندما قرر إرسال حملة الطائرات المروحية لم يكن لديهم علم بهذا الأمر بل علم الجنرالات بذلك من التلفزيون, فلا تنسيق بين الطرفين”.
ويكشف أن “الجيش متضايق ووزارة الخارجية مستاءة ويقولون أن الرئيس ماكرون كمسافر بدون بوصلة وكل القرارات التي يتّخذها من دون تفكير”.