أخبار سياسية

حدة التوتر ترتفع بين “حزب الله” والجيش الإسرائيلي!

بعد أكثر من شهرين على الحرب في غزة، وما خلفه من توترات في المنطقة برمتها، تتسارع الأحداث إلى مرحلة جديدة من التصعيد على الحدود الشمالية لإسرائيل.

وترتفع حدة التوتر بين حزب الله من جهة، والجيش الإسرائيلي من جهة ثانية، حيث يعتمد الإسرائيلي على تكثيف ضرباته على منازل المدنيين في القرى الحدودية جنوبي لبنان، متوعدا بمزيد من التصعيد.

وهذا التصعيد المنضبط إلى حد ما وفق قواعد الاشتباك التي رسمت بين الحزب والجيش الإسرائيلي عقب حرب عام 2006، إلا أن القصف المستمر من جانب “إسرائيل” يعزى إلى احتمالية تصاعد الصراع على الجبهة اللبنانية، متزامنًا مع تطور حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في غزة.


وفي هذا السياق، تنقل جهات ذات صلة بقوات حفظ السلام رسائل من الجيش الإسرائيلي إلى حزب الله، تعتبر فيها “إسرائيل” أن أي تحرك على الحدود مع لبنان، حتى عمق 3 كيلومترات، سواء كان مدنيًا أو عسكريًا، هدفًا مشروعًا لقواتها.

فيما يرد حزب الله على هذه الرسالة بتأكيد أن أي تهديد تنفيذي من قبل الجيش الإسرائيلي سيؤدي إلى رد فعل مماثل، حيث تعتبر أي تحرك في العمق الفلسطيني هدفا مشروعا، سواء كان مدنيا أو عسكريا.

وتأتي هذه الرسائل في إطار النقاش السياسي المستمر بين الدول الغربية حول كيفية تجنب حرب لبنان مع “إسرائيل”، مع تأمين ضمانات أمنية للإسرائيلي بشأن عدم تكرار ما حدث في طوفان الأقصى من الجبهة اللبنانية.

يحمل الموفدون الغربيون رسائل تهديد من الجيش الإسرائيلي إلى المسؤولين اللبنانيين، مهددين بتدمير بيروت، ومطالبين بتنفيذ القرار الدولي 1701 وانسحاب الحزب من جنوب نهر الليطاني.

في المقابل، يسعى الوفد الغربي الذي يلتقي مع الحزب إلى التوصل إلى تصوّر مشترك لتهدئة الوضع، مع الأخذ في اعتباره قرار حزب الله بالدفاع عن السيادة اللبنانية ودعم غزة.

وعلى الرغم من التكهنات المستمرة، فإنه لم يُطرح حتى الآن تصوّر واضح حول شكل المشهد المستقبلي في الجنوب. يتمسك الحزب بموقفه بموقفه من أن وقف العدوان على غزة هو شرط أساسي لأي تهدئة محتملة، رافضة تقديم أي ضمانات أمنية “لإسرائيل”.

في المقابل، يقف الغرب وراء فكرة التعديلات على القرار 1701، ولكن يعترض هذا الاقتراح على التشكيلة المتنوعة لمجلس الأمن الدولي والانقسام الحاد الذي يعاني منه منذ الحرب الروسية الأوكرانية.

بالإضافة إلى ذلك، تعتبر روسيا عرقلة أي تغيير جوهري في مهمة اليونيفيل، ما يجعل من الصعب على الدول الغربية تحقيق أي تعديل بدعم دولي.

فيما يتعلق بتعزيز قوات الجيش اللبناني في جنوب نهر الليطاني، يواجه هذا المنطق تحديات من جهتين.

أولاً، إن الدول الغربية غير قادرة حتى الآن على وضع رؤية واضحة حول كيفية ردع الاحتلال الإسرائيلي أو ضمان عدم استمراره في انتهاك السيادة اللبنانية وشروط وقف العدوان على غزة.

وثانيًا، يواجه الجيش اللبناني صعوبة في نقل قوات إضافية إلى الجنوب؛ بسبب استمرار التعرض للاستهداف المباشر من قبل الجيش الاسرائيلي.

ويظهر الصراع الراهن بين حزب الله والجيش الاسرائيلي وتدخل القوى الغربية في إطار معقد، يتطلب حلا دبلوماسيا شاملا لتجنب تصاعد الأزمة وتحقيق استقرار في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى