ألـ1701 أو… معركة مفتوحة
لا تتوقف التحذيرات الديبلوماسية، وبشكلٍ خاص الفرنسية، من خطورة الوضع الأمني على الجبهة الجنوبية، وتركز الرسائل الفرنسية الأخيرة التي وصلت إلى بيروت سواء، عبر الموفدين أو عبر الإتصالات المباشرة، على أن المعركة التي ما زالت في إطار العمليات المحدودة من الناحية الجغرافية، يمكن أن تنزلق بسرعة إلى معركة مفتوحة، إنطلاقاً من القرار الإسرائيلي بالتصعيد مهما كانت المحاذير والنتائج، وما يحصل في غزة من تدمير وقتل هو المثال.
وبينما لا تزال أصداء تحذيرات الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان تتردّد في الأوساط السياسية، توضح مصادر نيابية اجتمعت مع لودريان، رداً على سؤال ل”ليبانون ديبايت”، بأن الموفد الفرنسي لم يغفل التنبيه من أن الحرب على قطاع غزة، تأتي في ظل ظروف إسرائيلية مختلفة عن ظروف كل الحروب السابقة، مشيرةً إلى أن الضغط الدولي وعلى وجه الخصوص الأميركي على حكومة الحرب الإسرائيلية، قد فشل في التخفيف من استهداف المدنيين وفق ما يبدو من صور المعركة في خان يونس في الأيام الماضية على سبيل المثال.
ولكن المصادر النيابية، لا تتوقع أي تعديل للقرار 1701، وذلك خلافاً لكل ما يتمّ التداول به في الكواليس السياسية، على الأقل من الجانب الفرنسي، مشيرةً إلى أن هذا الأمر لا ينفي طبعاً وجود حزمٍ في الرسالة التحذيرية الفرنسية إلى لبنان، علماً أن هذا الحزم لا يظهر في الموقف الفرنسي أو حتى الغربي بوجه إسرائيل، حيث يبدو أن بنيامين نتنياهو قد حصل على مهلة زمنية إضافية لمواصلة عدوانه على المدنيين وقتل أهالي غزة بالقصف أو بالمرض أو بالجوع أو بالتهجير، وجعل القطاع غير قابلٍ للحياة. ومن المتوقع، وبحسب ما نقلت هذه المصادر عن لودريان، أن تتابع باريس ومن خلال وفدٍ ديبلوماسي في إسرائيل، تطورات الجبهة الجنوبية والقرار 1701 الذي يضمن برأي باريس، عدم الإنجرار إلى مواجهات غير محسوبة، بمعنى إعادة الآليات المرتبطة بهذا القرار إلى دائرة الضوء والسعي لتنفيذه بكل مندرجاته، ومن دون أي تعديلات، علماً أن هناك استحالة لمثل هذه العملية في مجلس الأمن الدولي. |