أخبار جنوبية

إعلاميو صيدا والجنوب يكرمون شهداء الإعلام الذين ارتقوا على أرض الجنوب

تكريماً لشهداء الإعلام الذين ارتقوا على أرض الجنوب، واستنكاراً لحجب قناة الميادين من قبل الكيان الإسرائيلي، وبدعوة من إعلاميي صيدا والجنوب، أقيمت لقاء تضامني في مركز معروف سعد الثقافي في صيدا.

حضر اللقاء الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، النائب الدكتور عبد الرحمن البزري، أسامة الأرناؤوط ممثلاً رئيسة مؤسسة الحريري للتنمية البشرية المستدامة السيدة بهية الحريري، الشيخ زيد ضاهر ممثلاً حزب الله، بسام كجك ممثلاً حركة أمل، نائب رئيس المكتب السياسي للجماعة الإسلامية في لبنان الدكتور بسام حمود، الأمين العام للحزب الديمقراطي الشعبي محمد حشيشو ، السيد نبيل الزعتري، وممثلو أحزاب لبنانية وفصائل فلسطينية، ورجال دين، وحشد من الإعلاميين فضلاً عن عوئل الشهداء الإعلاميين الذين ارتقوا على أرض الجنوب اللبناني .

بدأ اللقاء التضامني بالنشيدين الوطنيين اللبناني والفلسطيني. ثم كلمة لعريف اللقاء الصحافي محمود زيات، قال فيها:

نتضامن مع زملاء احبّاء.. كانوا بيننا قبل ايام، في ميادين المواجهات الدائرة في الجنوب اللبناني، يواكبون يوميات العدوان البشع على القرى وسكانها، وشجبا لحجبِ قناة الميادين من قبل الكيانِ الاسرائيلي ،/ بالتزامن مع فصلِ جديدِ وبشع ، من فصولِ الابادةِ الجماعية التي يتعرض لها الشعبُ الفلسطيني في قطاع غزة / وعلى امتداد خارطة فلسطين، منذ خمس وسبعين سنة.
• اردنا ان تكون هذه الوقفةُ ، هنا ، من هذا الصرحِ الثقافي في عاصمة الجنوب صيدا، الذي يحمل اسما بكَّر صاحبُه على الالتحاق بمسيرة المناصرين لقضية الشعب الفلسطيني الذي ينزف دما ومقاومة/.. الشهيد معروف سعد ، الذي انخرط في مقاومة الاحتلال في ثلاثينيات القرن الماضي واورثها لاجيال حملت اللواءَ نفسه / ، انطلاقا من هذه المدينة وعند حافة الحدود في جنوبي الجنوب، / لتليقَ هذه الوقفة بقيمة الدماء التي قدمها الشهداءُ الاعلاميون
• عصام عبدالله .. المصورُ الصحفيُ الذي اصّر على ان تكون صورَه، شاهدةَ على العدوان على القرى الامامية في جنوب لبنان، لم يأبَه للوحشية الاسرائيلية التي راحت تستهدف المدنيين والاعلاميين، ليمضِيَ شهيدا على ارض الجنوب التي ينتمي اليها.
• فرح عمر، الصحافية التي عرفها اللبنانيون وغير اللبنانيين، عبر شاشة “الميادين” ، وهي تتنقل في القرى والبلدات ، لتنقلَ صورةَ صمودِ اهلنا من ابناء القرى الحدودية ، اليس اوضح من صورة سيدة جنوبية توقد صاج الخبز ، في قرية ملاصقة لمدافع الموت ، لتُدلِّل على ارادة هؤلاء بالبقاء في ارضهم وتحدي العدوان.
• ربيع المعماري..المصوّر الذي التقيناه مرةَ ومرتين وثلاث..في بلدة الضهيرة ومروحين وعيتا الشعب وكل القرى الملاصقة للحدود مع فلسطين المحتلة.. كانت القرى غارقة في دخان القصف المدمر، وكان بكاميرته المصوّبة جنوبا ، يتحدى آلة الحرب الاسرائيلية، حتى اشتعال الكاميرا بحِممِ الصواريخ.
وحسين عقيل ..الشاب الجنوبي الذي تجنَّد طواعية، ليكون الى جانب فرح وربيع، ومن يصادفَه من اعلاميين ومصورين.
عزاءُ عوائل الشهداء وفخرِهم، ان ابناءهم..اخوتهم.. حوَّلتهم دماؤهم، الى قضية ضجّ بها العالم، وفضحت المحتل وزيفه، كما في كل عدوان، بعد ان ادخل الاحتلالُ الكاميرا والكلمة والصوت الى بنك اهدافه العسكرية، فراحت آلة الموت تلاحق الاعلاميين في علما الشعب والجبين ـ طيرحرفا ويارون .
في وقفتنا التكريمية لثلاثة زملاء احباء استُشهِدوا في جنوب لبنان، ومعهم عدد من الاعلاميين الجرحى، ما زال بعضُهم يخضع للعلاج، هم المقاتلون خلف عدساتهم ،
لن ننسى دماء اكثر من سبعين اعلاميا ومصورا فلسطينيا، استشهدوا مع الالاف من ابناء الشعب الفلسطيني، خلال تغطيتهم ليوميات حرب الابادة التي ينفذها الاحتلال.
نحن رفاق عصام وفرح وربيع…وحسين ، سنحفظ رسالتَهم..سنمضي لنوثّقَ المزيدَ من بشاعة العدوان .

ثم كانت كلمة للأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد، ومما جاء فيها:
نجتمع اليوم لنكرّم ذكرى الشهداء الإعلاميين ، ونقدّم التقدير والإحترام لشهداء الصحافة الذين فقدناهم في أرض الجنوب أرض العزّة والكرامة والصمود الذين قدّموا أرواحهم في سبيل نقل الحقيقة والتوثيق والتقارير الصحفية ، والذين كانوا يصرّون على مواصلة عملهم وأداء واجبهم المهني والوطني في نقل الحقيقة تحت إرهاب طائرات وصواريخ العدوان الصهيوني، وفي ظروف شديدة القسوة بينما تستهدفهم آلة حرب وحشية في واحدة من أبشع جرائم الحرب بحق الصحفيين …
إننا إذ نستذكر بكل فخر واعتزاز تضحياتهم وشجاعتهم في مواجهة الصعاب والمخاطر التي تلوح في سماء العمل الصحفي …
كما أودّ أن أنوّه بتضحيات الشهداء فرح عمر وربيع معماري وعصام العبدالله وحسين عقيل الذين واجهوا التحديات بشجاعة وتفانٍ في أداء واجبهم الإعلامي ، وأقدّر وأثمّن أيضًا تضحيات الإعلاميين الجرحى ولن ننسى تضحياتهم جميًعا في سبيل الحقيقة والعدالة …
لم يكن قتل الصحفيين خطأً أو مصادفة سيئة بل كان عمدًا وعن سابق إصرار وتصوّر يختفون وراء سواتر، بل كانوا يقفون في أرض وكانوا يعتقدون أنهم محميون بالكاسك والسترة المكتوب عليهما كلمة صحافة، ومؤمنون بالقانون الدولي الإنساني الذي يحمي الصحفيين في حالات النزاع المسلّح …
كل ما كان في يدهم قلم وميكرفون وآلة تصوير لنقل صورة الجرائم البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني، بالإضافة إلى إضاءة طريق الحق والحقيقة والعدل والحريّة ، وقول الحقيقة دون أن يشوبها أي تزييف وتزوير، لقد كانت حياتهم أخطر وأفعل من ذلك …
إنّ استمرار العدو الصهيوني باستهداف الصحفيين هو انتهاك صارخ
وخرق فاضح للقانون الدولي الإنساني والمعاهدات والإتفاقيات
الدولية ، وتهشيم حقوق الإنسان …
إنّ استهداف المراسلين والمصورين الممنهج لن يخفي ولن يغيّب الحقيقة الصادقة والصادمة في آنٍ معًا ، لأنه إن كان يزعم العدو الصهيوني أنه إنْ قتلَ الصحفيين الذين هم شهودٌ على ما يجري يكون قد قتل الحقيقة فنقول له كلا، لأنّ قتْلَ الشهود لا يقتل الحقيقة، ولا يطمس جرائم الحرب والإبادة التي يقوم بها العدو…
في معركة فلسطين اليوم أصبح هؤلاء الشهداء الصحفيون، إلى جانب شهداء فلسطين ولبنان، راياتٍ تُرفع فوق أسوار المسجد الأقصى ، وكنيسة المهد …
في معركة طوفان الأقصى اليوم أصبح هؤلاء الشهداء الصحفيون ريشةً ترسم صورة الحق والحقيقة، وتظهّر صورة غطرسة العدو الصهيوني ووحشيته وهمجيته وعدوانه …

الأخوة والأخوات …
ليس بالأمر المستغرَب أن تستهدفَ اسرائيل قناة الميادين بقتلِ إعلامييها وبمنعها من البثّ داخل فلسطين المحتلة. وهي القناة التي تحمل بالصُوَر والتقارير قضايا الشعب الفلسطيني ومعاناته، وهي التي تساندُ بصدقٍ نضالاته ومقاومته وهو يواجه أشرس عدوان همجي عنصري عليه.
لن ينسى تاريخ الصحافة الإعلاميين الذين ضحّوا بحياتهم من أجل مبادئهم وقيمهم وحرصهم على إظهار الحقيقة…
إن تحديات عديدة تواجه الصحافة في العالم …
فلنواصل معًا العمل من أجل الدفاع عن حرية الصحافة وحق الناس في الوصول إلى المعلومات ونشرها ، ونواصل النضال من أجل مستقبل يكون فيه الصحفيون في أمان …
الإعلام الحرّ الرافع لرايات الحق والحقيقة، والمنحاز لقضايا الشعوب وحقّها في الكرامة الانسانية، سلاحٌ فعّال في معركة شعوب الأمة العربية وهي تخوض معاركها المتعددة ضدّ الصهيونية والعنصرية والقهر والاستبداد والتفتيت والطائفية والمذهبية…
التحية لأرواح الشهداء فرح وربيع وحسين وعصام ….
والعزاء للأهل والميادين ولبنان وفلسطين…

كلمة فلسطين ألقاها المناضل صلاح صلاح ، ومما قال فيها:
أيها الإعلاميون .. تحية لكم .. أنتم صوت الحق والحقيقة .. نحن لا نتضامن معكم .. نحن شركاء معكم وأنتم شركاء معنا بالمقاومة ضد الكيان الصهيوني العنصري ..
النازية الجديدة استهدفت جنوب لبنان كما غزة والضفة ومنطقة 48.. أنتم جزء من المقاومة الممتدة إلى اليمن والعراق وسوريا .. وتدفعون معها ضريبة الدم، وتقدمون الشهداء .. يستهدفكم العدو كما يستهدف أي مقاتل في ميدان المعركة .. يخاف كاميراتكم التي تفضح جرائمهم .. وترهبه كلماتكم لأنها تنطلق للعالم من تحت الأنقاض، فتحرك الضمائر الحية عند الشعوب التي تقدر الإنسانية.. فتملأ بالملايين شوارع وعواصم القارات الخمس بما فيها الولايات المتحدة الأميركية الشريك الأكبر والداعم للعدو الصهيوني بلا حدود، بل المحرض له للاستمرار بعدوانيته، وارتكاب مجازره الغير مسبوقة في تاريخ الحروب عبر استهداف المستشفيات والمدارس ودور العبادة، وتدمير البيوت على رؤوس ساكينها بلا رادع من القرارات الدولية والقيم الإنسانية ..
العدو الصهيوني مربك، يقتحم قطاع غزة ظناً منه أنه يمكنه تحقيق انتصار يغطي هزيمته المدوية في غزة .. وجد نفسه أمام خسائر كبيرة يتكبدها بجنوده وآلياته، رغم ذلك لا تزال القيادة الصهيونية الفاشلة تزعم بأنهم سيقضون على حماس، وسيحررون أسراهم .. يبدو أنهم لم يتعلموا الدرس.. ولم يقتنعوا أنهم سيعودون مهزومين مكسورين من غزة .. ومع هذا استمرت المقاومة وتصاعدت الثورة .. وبوتيرة أعلى .. هم يواجهون شعباً مناضلاً مقاوماً معطاء .. يرحب بالشهادة في سبيل وطنه وعزته وكرامته .. شعب اختبر ومارس كل أشكال النضال ضد هذا العدو الغادر المجرم منذ انتفاضة 1919، وثورة القسام عام 1935، وبعدها الثورة الكبرى من 1936 لغاية 1939، وتغلب على معاناة النكبة ومآسيها، فأفشل كل مشاريع التوطين والتدنيس التي كانت تهدف إلى سلب اللاجئين حقهم في العودة، وصولاً إلى الثورة في منتصف الستينات، والانتفاضة الأولى عام 1987، والثانية عام 2000، وفي معارك سيف القدس ووحدة الساحات، التي تؤكد جميعها على تمسك فلسطين وطلائعها المقاومة، والأمة العربية جمعاء بالتحرير والعودة إلى فلسطين كل فلسطين .. من بحرها إلى نهرها ..
الأعزاء الحضور .. لقد مرت الحركات الوطنية بمراحل صعود وهبوط .. لكني على صعيد شخصي لم أفقد الأمل بحتمية الانتصار وتحطيم هذا الكيان الصهيوني.. كنت أعتقد أن ذلك ربما قد يحتاج إلى جيل .. ليراه أولادي وأحفادي .. ولكن الآن كلني أمل أن أعود إلى فلسطين لأن هذا الثمن الباهظ الذي ندفعه هو الذي يعبد طريق التحرير والعودة، مدعوماً بالمقاومة التي تزداد قوة وفاعلية وتماسكاً.. لقد انتهت مرحلة الرهان على المفاوضات والحلول الاستسلامية الفاشلة ..

كلمة عوائل الشهداء ألقاها هشام عمر والد الشهيدة فرح عمر، حيث قال:

مساءكم فرح معطر بزهر الربيع .. لم أكن أتوقع يوماً أن أقف في هذه المدينة .. مدينة الشهداء صيدا .. هذه المدينة التي تعني لي الكثير .. هي بوابة العبور إلى الجنوب المقاوم .. فرح وعصام وربيع لكم حصة فيها.. قبل استشهادهم مروا من هنا من صيدا .. أنتم المقاومون ونحن نعتز بكم .. فرح اغتالها العدو الاسرائيلي مع رفاقها، وأنتم تعرفون لماذا؟ لأن كلمتها كانت كحد السيف.. والكاميرة كانت خير برهان .. كشفتهم وهاجمتهم..
لقد تأثرت كثيراً بالمجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني في غزة .. كان توجهها صادق .. وكانت رسالتها الأخيرة التأكيد على صمود أهل الجنوب .. كانت قريبة من المقاومة لهذا كانت هدفاً لإسرائيل وتم اغتيالها مع أصدقائها ..
في الحروب السابقة تعودنا أن العدو الإسرائيلي عندما يبدأ بتوسيع استهداف المدنيين والحجر، ذلك يعني أنه خسر .. لقد عشنا سابقاً التهجير، ولكننا اليوم لن نعيش المذلة ..
وللعرب المطبعين أقول .. لقد طبعتم العلاقات مع إسرائيل .. ولكن من المستغرب أنكم لم تتخذوا أي موقف لإيقاف هذه الحرب .. فأي إذلال كبير تعيشونه !!
التحية إلى شهداء غزة .. فلسطين ستبقى في القلب ..
التحية لشهداء لبنان، وشهداء الصحافة اللبنانية، وشهداء الجيش اللبناني، والمقاومة الإسلامية .. لكم منا كل التحية ..

كلمة الصحافيين قدمها الصحافي محمد صالح، حيث قال:
سلام الى فرح .. وروحها ترفرف فوق ثرى الجنوب , سلام لتلك العروس البهية , ودمها الطاهر الذي انغرس في تلك الارض .
سلام الى ربيع .. وربيعه ازهر باكرا ورودا ورياحين برائحة الشهادة المعطرة في دروب الميادين.
سلام الى عصام ..وصوره التي روت حكايات اهل الجنوب منذ الولادة وهو الخيامي على الحدود .
سلام الى حسين .. ذاك الشاب المعجون بالشهامة , من تلك الطينة الطيبة , طينة اهل الجنوب ونخوتهم وغيرتهم .. سلام الى الميادين .

عندما انخرطنا في مهنة الصحافة ودخلنا في هذا المعترك وفي هذه المنطقة تحديدا من لبنان صيدا والجنوب , كان العدو الاسرائيلي يقوم باعتداءاته على الجنوب وعلى المخيمات الفلسطينية , وكان القسم الاكبر من عملنا اليومي في النهار والليل نقل وقائع العدوان وحيثياته بكافة التفاصيل بالكلمة والصورة ..
والاعتداء الاسرائيلي على الجسم الصحفي ليس بجديد ولا هو وليد ساعته, ولن يتوقف لا اليوم ولا غدا طالما بقينا وبقي العدو في ارضنا وعلى حدودنا في فلسطين… لكن وللعلم فإن القانون الدولي الإنساني يوفر الحماية للإعلاميين ويسهل قيامهم بواجباتهم المهنية وفق اتفاقيات جنيف الصادرة منذ عقود وعقود بعيدة .
وبموجب تلك الاتفاقيات يتمتع الصحفيون والأطقم العاملة معهم بالحماية التي تكفلها مجموعة من قواعد القانون الدولي الإنساني للمدنيين والمنصوص عليها في اتفاقية جنيف والبروتوكولات الملحقة بها , ويحق لهم على وجه الخصوص الحصول على عدد كبير من الضمانات الأساسية المعروفة … ومع ذلك فان العدو الاسرائيلي وكالعادة ضرب ويضرب بعرض الحائط كل القوانين والاعراف والمواثيق , وتعرض للاعلاميين بشكل مباشر واغتالهم عمدا رغم معرفته انهم اعلاميون , مراسلون ,صحافيون وخير دليل على ما نقول الشهداء فرح وربيع وعصام بالاضافة الى حسين.
بالنسبة لنا هنا في هذه المنطقة صيدا والجنوب , لم نكن يوما على الحياد في الصراع مع العدو الاسرائيلي , ولن نكون , لا نحن مجموع الاعلاميين , ولا من كنا نمثل على الصعيد الشخصي في الصحافة وهي جريدة السفير وما تعنية بالنسبة لها فلسطين والجنوب , وما ترمز اليه المقاومة .
فنحن ابناء هذه الارض , لذا لا يمكن ان نكون على الحياد في معركة بين الحق والباطل , قد نختلف في وجهات النظر حول اية قضية داخلية في لبنان او حول اي بلد عربي , نتناقش ونتحاور حولها .. الا في مسالة الاحتلال الاسرائيلي لارضنا في جنوب لبنان وفلسطين , فنحن هنا كما هناك في فلسطين الحبيبة مع اهل الارض وحقهم في ارضهم وبناء دولتهم وفق ما يشاؤون ويريدون. وجيلنا قاوم بقلمه , بالصورة , بحبر ريشته وهي من رصاص , وبالصورة وهي تنتشر في اصقاع العالم تحكي عن فظائع العدو وارتكاباته .
لم نكن يوما ناقلين للحدث فقط , اي حدث , بل كنا نرويه وفق روايه اهل الارض , هم اصحاب الحدث , لانهم اصحاب القضية هنا في هذا الجنوب العزيز الغالي ,انها معركة انتماء .
مشوارنا نحن كإعلاميين مع هذا العدو بدأ منذ تاريخ اعتداءاته على الجنوب , واستمرينا وهذا دأبنا مع الجيل الذي سبقنا .. وصولا الى اجتياح 1982 وكنا في صميم العمل الصحفي المقاوم بكل اشكاله ويومياته وتفاصيله.. رافقنا المقاومين وكنا جنبا الى جنب , معهم وبينهم وحولهم , كنا ظل رموز المقاومة, لم نفارقهم ابدا . فاجيال الاعلاميين هنا تتوالى في الميدان , وان تقاعد البعض منا ميدانيا نحن المخضرمين , فهناك كوكبة من الزملاء ما زالت تكمل المشوار ,هم اليوم جيل الميدان , لا يتعبون ,لا يملّون , بينهم وبين الجنوب قضية انتماء , وعشرة عمر وما تعودوا الفراق ولا المغادرة لا من الميدان ولا من كل الميادين .
وفي الختام .. هكذا نحن الاعلاميون هنا في هذه المنطقة , جيل يسلّم الراية الى جيل ….يسقط منا شهداء او جرحى .. ولكن الراية لا تسقط , فسلام الى الشهداء الاحياء , شهداء مكللة رؤوسهم بالغار , سلام الى فرح وربيع وعصام وحسين , سلام الى الزملاء الاعلاميين ..
سلام الى الميادين التي حجبوها , وهذا امر طبيعي من الاحتلال لقناة تموضعت وتماهت والتصقت بالمقاومة وبقضية الشعب الفلسطيني وحقه الطبيعي والتاريخي في ارضه . سلام الى الجنوب والى فلسطين, الى المقاومة, والسلام عليكم جميعا.

كلمة الميادين قدمتها الإعلامية في القناة رانيا الإبراهيم، ومما جاء فيها:
التحية والاحترام لكم والرحمة والسلام على أرواح الشهداء …الشكر و التقدير من شبكة الميادين الإعلامية لكل القائمين على هذا اللقاء هنا في صيدا عاصمة الحنوب الرمز الوطني المقاوم وفي هذه القاعدة بما يعنيه اسم المناضل معروف سعد وما يمثله من مسار ونهج
نلتقي اليوم في تضامن مع الجسم الإعلامي أمام حرب الاستهداف المتعمد الذي يتعرض لها وتشنها عليه قوات الاحتلال الاسرائيلي بغطاء وموافقة بل ومشاركة غربية وعلى رأسها الولايات المتحدة
لا اتحدث عن حرب الإبادة التي تشن في قطاع غزة المحاصر في أرضنا المحتلة فلسطين … فهذا أمر مفروغ منه وانما حرب ضد الصحفيين …
غرب شريك نقولها بوضوخ في جرائم العدو بحق الإعلام و الإعلاميين…
قبل يومين قالت الخارجية الأميركية: ليس لديها معلومات تشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية تستهدف الصحفيين في هذا الصراع كما وصفته… تخيلوا!!
هي نفسها أميركا التي تصدر رئيسها الشاشات مدعياً انه رأى صور اطفال مقطوعي الراس ومتهما المقاومة الفلسطينية انها فعلت ذلك… وتبين كذبه
لكن لماذا فد يفعل رئيس أميركا هذا لانه يحتاج لرواية بل لسردية … يبني عليها حرب الابادة المستمرة في غزة
ولذلك يريد ضرب الإعلام و الإعلاميين أولئك الذين كشفوا ويكشفون حقيقة ما جرى ويجري هؤلاء خصمون بل واعداء يحب القضاء عليهم
عام 2010 في مؤتمر هرتسليا تم تقديم ورقة بحث بعنوان … كيف نربح معركة السردية… لاحظوا ليس الإعلام وإنما السردية ووظف لذلك إمكانيات كبيرة وفي جوهر الطرح والعمل كيف نؤثر بالرأي العام الغربي الذي يمكن أن يضغط على حكوماته ما يغير بسساستها الخارجية …وهو ما فشلت اسرائيل بتحقيقه وليس ادل على ذلك سوى التحركات الشعبية التي تغص بها المدن والعواصم الغربية تأييداً لفلسطين و دعما لغزة .. والأهم أننا أمام وعي بالقضية وحقيقة جذورها
شعوب غربية ولاسيما جيل الشباب بات يعي أن فلسطين دولة تحتلها اسرائيل و الشعب الفلسطيني يقبع تحت احتلال عنصري دموي مجرم
نسمع شعارات ترفع في عواصم غربية فلسطين من النهر إلى البحر هذا منجز كبير .. اذاً نحن نريح معركة السردية وهذا خطيرا جدا على اسرائيل وجوديا
هي معركة السردية تربحها فلسطين ..معركة السردية التي دفعت وكالة رويترز أن تغيب اسم قاتل الزميل عصام عبد الله من اعلان خبر استشهاده
هي معركة السردية نفسها التي تدفع إعلاما عربيا يسمي فريق الميادين الذي اغتالته اسرائيل بشكل متعمد بطائرة مسيرة وقفت فوق موقعه رأت الزملاء و استهدفتهم بصاروخين ولم تغادر حتى تأكدت أن احبتنا فرح عمر و ربيع معماري و حسين عقيل قد فارقوا الحياة … هذا الإعلام يسميهم قتلى وليس شهداء
هي معركة مفصلية ويشكل الإعلام رأس حربة فيها لذلك كان التضييق على الميادين ومن ثم حظرها في أرضنا المحتلة فلسطين بقرار من مجلس الحرب الإسرائيلي وبعدها قرار قتل فريقنا في جنوب لبنان
لكننا مستمرون ثابتون متجذرون
هذه معركتنا لا نغطيها فنحن في صلبها منخرطون
هي معركة الامة ودخلت محطة مفصلية في السابع من اوكتوبر
محطة ربحت فيها المقاومة الفلسطينية من ربع ساعة الأولى
محطة عرت الجميع وفرزت الكل و بددت الوهم
وهم الدعاية الغربية أن اسرائيل الحمل الوديع واحة الحريات في محيط متوحش
بددت وهم أن الغرب قلعة الحضارة وحقوق الإنسان وانه معني بشعوب وطننا العربي كما أرادوا يوهموننا في ماسمي الربيع العربي
بددت وهم أن اسرائيل لا تهزم ..بددت وهم أن لا صوت لنا .. وإذ بصوتنا يملا العالم وتخشاه الحكومات الغربية ومعه اسرائيل وتحاول اسكاته .. نحن مستمرون فالميادين لم تنطلق بقرار اسرائيلي حتى تتوقف بقرار اسرائيلي أو أميركي أو لبعض نظام عربي رجعي.. هو عهد لدماء الشهداء هو عهد مع أحرار العالم أننا ماضون مستقرنا فلسطين الحبيبة محررة .. فشكرا للمقاومة التي جعلت ذلك طريقا ممكنا واضحا نراه ….شكرا للمقاومة في فلسطين ولبنان سوريا العراق واليمن الذي يسعدنا.. وشكرا من جدبد على تضامنكم وعلى كل كلمة فهي تعنينا ونحناجها
لا خيار لنا سوى الاستمرار وعليه اختم وعلى طريقة ابو حمزة و ابو عبيدة وانه لجهاد نصر او استشهاد ..

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى